الأمة مهزومة تكنولوجيا، عليها أن تستفيق من غفلتها وترى بعيون عصرها، وتنطلق في مسيرة النهوض التكنولوجي، لكي تستعيد عزتها وكرامتها، وستكون لو انطلقت في هذا المسار، وستحقق الكثير مما تريد في غضون بضعة عقود.
عدد من دول الأمة تأسست قبل دولٍ أصبحت رائدة في الثورات التصنيعية وقائدة لاقتصاديات العالم.
في مصر فترة السبعينيات كانت سيارة "نصر" المصرية تملأ الأسواق العربية، وعندما سألت عنها أثناء زيارتي، قالوا "رحمها الله"، أي أن مصانعها صارت خردة، ولا توجد دولة تنتج سيارة في ديار الأمة، أما صناعات الأسلحة فمن الممنوعات، وبعد غزو العراق تم تدمير مصانع الأسلحة فيه، وألغيت هيئة التصنيع العسكري وصارت في خبر كان.
ولا توجد قدرة للصناعات الكبرى الضرورية للأمن الوطني والمصالح الوطنية، أما البنايات المجردة من البناء التكنولوجي فلا قيمة لها ولا أثر، لأنها لا تمتلك القدرات اللازمة لحمايتها من الصولات الغادرة.
بل لا معنى لإبداع أيا كان نوعه، إذا لم يُرافق بإبداعات تكنولوجية مؤثرة في صناعة الحياة الأفضل.
فالبقاء للأقوى، والقوة تكنولوجية بحتة، ومنها تشتق تفرعات القوة الأخرى، لأنها تتحكم بالوجود الأرضي المعاصر، وستهيمن على المجموعة الشمسية، ولهذا نجد العديد من الدول المتطورة تتسابق على احتلال القمر، وبعده المريخ وباقي أعضاء مجموعتنا الشمسية.
أما القول بأن القوة في الدين، وبالشعارات الرنانة، فمحض هراء وثريد حول صحون الويلات والتداعيات المريرة.
فعلى الأمة أن تهب بعزم وإقدام لإنشاء البنى التحتية لانطلاقة تكنولوجية على كافة الأصعدة، ويمكنها أن تقدم ما يعزز اقتدارها ويحفظ سيادتها، فالذي لا يصنع سلاحه وحاجاته الأخرى الأساسية، منقوص السيادة، وتابع للآخرين، فهو كالرضيع في أحضان أمه، لم يبلغ سن الفطام والاعتماد على النفس.
و"لا تبتغوا بالمنى فوزا لأنفسكم...لا يصدق الفوز ما لم يصدق الطلب"!!
فهل سنبدأ مشوار اصنع؟!!
واقرأ أيضاً:
القتل النفسي!! / القوة يجب أن تتكلم عربي!!