هي المجتمعات التي ينال فيها المواطن سعادته اليومية، حيث تتوفر له أسباب العيش اليسير، من المأكل والمشرب، والحاجات الأساسية، والتعليم والخدمات الصحية والنقل والبنى التحتية، وفرص العمل اللازمة لتأمين حياته الاقتصادية الكريمة.
فالمجتمعات الحرة ليست عبارة أو لفظة للتبجح وتزويق الخطابات الفارغة، إنها جد واجتهاد، ومشاريع عمل دؤوبة تهدف لتوفير مرتكزات الراحة لأبناء المجتمع دون تمييز.
فهل مجتمعاتنا حرة؟
يمكن القول أن مجتمعات الأمة منكوبة بالحرمان من أبسط الحاجات الأساسية للبقاء العزيز، ومقهورة بالأنظمة التسلطية الجائرة، التي تجد في معاداة شعوبها آلية للحكم.
هل وجدتم مجتمعا سعيدا في دول الأمة؟
سيقول البعض شعب هذه الدولة أو تلك الثرية ذات العمارات الفارهة، ويغفلون أن النسبة العظمى من الناس هم من بلدان أجنبية، ولو غادروها لخوت على عروشها، ولاقفرّت بناياتها.
المجتمعات الحرة ليست بالعمارة فقط، وإنما بأساليب العيش والتفاعلات الطيبة ما بين الكراسي والمواطنين، وإقامة العدل الذي هو أساس المُلك، وتلبية المتطلبات المستجدة، وتيسير حركة الأيام، وإشعار الناس بقدرتهم على التفاعل الإيجابي والإنجاز الوطني المدعوم من الكراسي المتنفذة الساعية لتأكيد المصلحة العامة، والاستثمار في طاقات المجتمع النافعة لهم.
إنها مفردات عملية واضحة وبسيطة، ولا تفترق عن مفردات إدارة حياة أسرة وتأمين عيشها الرغيد.
فهل توجد في دولنا رؤية عملية لمعنى المجتمعات الحرة؟
أم أنها ألاعيب وافتراءات ومطبات للنيل من المواطنين وإبعادهم عن حقوقهم، وأسرهم بما يرهقهم ويهلكهم، فيتحقق النهب والسلب لثرواتهم، فتبوء البلاد بالخراب والمواطنون بالعذاب، وتتحول دولنا إلى "حارة كلمن إيده إلو"!!
فهل أن الكراسي حرة؟!!
و"رأيت الحر يجتنب المخازي...ويحميه عن الغدر الوفاء"!!
واقرأ أيضاً:
الطائفية والبشرية!! / عِظامُ الكلام!!