التكنولوجيا بثوراتها الابتكارية ومخترعاتها المذهلة، تقود العالم وتسخّر البشر بتفوقها عليه، فالذي يمتلك أسرارها وآليات التعبير المادي عنها، هو الأقوى المهيمن على الآخر الذي يفتقد عناصرها ومفردات الإبداع فيها.
النصر للتكنولوجيا!!
وعلى المجتمعات أن تعي هذه الحقيقة المعاصرة المتسيّدة على الواقع الدنيوي.
فالقوي مَن يمتلك قدراتها ويسخدمها لتحقيق الأهداف المطلوبة.
بعض الدول منشغلة بموضوعات بائدة غابرة عفت عليها القرون، وتريد أن تواجه دولا ذات اقتدار تكنولوجي متقدم، فكأنها تطارد أوهاما، وتحسب أنها ستقبض على خيط دخان.
العالم يسير على سكة الإبداع المادي المتدفق من خطوط إنتاجية لا تتوقف، وتتوثب نحو صيرورات ذات مواصفات متفوقة على ما قبلها، وباضطراد إبداعي مطلق.
وعالم يزداد تذمرا من الحياة، ويزهقها بأقوال وتصورات وتفاعلات قهرية سلبية، توفر للأجيال البيئة المتوافقة مع العدوان على الدنيا وما فيها.
فكيف ينتصر المتقهقر على المتقدم المندفع بطاقات الابتكار؟
لابد من الموضوعية والإقرار بالقدرات المتوفرة، والإمكانيات المتفاعلة في الواقع الذي نتمنطق بما لا يمت بصلة إليه، فمعظم ما تبوج به الألسن والأقلام، يمثل متخيلا منقطعا عن مسارات الأيام، وما يدور في خلد البشر المُضام بالجور والحرمان، والمزقوق بسلاف الضلال والبهتان.
فهل سنمتلك المؤهلات اللازمة للمنافسة المعاصرة؟
وهل سنوفر البيئات الضرورية لإطلاق ما تكنزه الأجيال من الاقتدار؟
المطلوب صوت وطني غيور، ونظام حكم جسور رشيد!!
وعلينا أن نكون، بمستوى ما نريد أن نكون!!
و"على قدر أهل العزم تأتي العزائم..."
واقرأ أيضاً:
النفس المخذولة!! / اخترعنا وانخرعنا!!