تبدو الأمة بلا مشروع حضاري معاصر واضح، فدولها ومنذ انطلاقها في القرن العشرين، ذات أنظمة حكم متخبطة بذاتها وموضوعها، وهمها أن تتصارع وتتآمر على بعضها، وتستدعي عدوها للنيل من شقيقها، فالنصر المجيد بالقضاء على الشقيق القوي.
وأحداث القرن العشرين والربع الأول من القرن الحادي والعشرين، تؤكد ذلك، والحبل على الجرار.
وما يجري في غزة أوضح دليل وبرهان.
ترى لماذا لا تمتلك دولنا مشاريع وطنية وإقليمية ذات قيمة اقتدارية متواكبة مع عصرها.
لماذا تبدد ثرواتها في صراعات بينية، وتساهم في إنعاش مصانع الأسلحة في الدول التي تفترسها وتقبض على مصيرها.
هل أنها دول ذات سيادة؟
هل أنظمة حكمها وطنية؟
يبدو أنها دول تتحكم بها القوى القاهرة لأنظمة حكمها ، فكأنها تنفذ أوامر ولا تستطيع أن تصدر أمرا حرا يخدم البلاد والعباد .
فالمطلوب أن تبقى تنزف، وتتوسل بالمفترسين لحل مشاكلها، والحفاظ على وجودها في السلطة، والدول المفترسة لها تهتم بمشاريعها ومصالحها، وعندما تجد جمهرة من الخانعين المتعاونين معها، فأنها تتمتع بسعادة كيبرة، وتساند الذين يقومون بدورها الاستحواذي بإخلاص وإصرار مطلق!!
فهل أن الخيانة دين، والله لا يحب الخائنين؟!!
واقرأ أيضاً:
اخترعنا وانخرعنا!! / القوة تكنولوجية!!