عندما نقرأ للمؤرخين المعروفين كالطبري، اليعقوبي، المسعودي، البلاذري وإبن كثير، وغيرهم، نتحير أمام ما دونوه عن حدث واحد، وهم ما شاهدوه أو عاشوه.
إنهم نقلوا عن فلان وفلان وبعد قرون، فهم في العصر العباسي ويكتبون عن أحداث حصلت قبل أكثر من قرن، فتجد قصصا متضاربة لا يقبلها العقل المعاصر، لكنها ترسخت بالتكرار، على أنها الصدق بعينه.
كتب التأريخ يختلط فيها الغث والسمين، والحابل بالنابل، والكذب والصدق، والاختلاق والحقيقة.
ومعظمها تعبيرات عن عن آراء الكتاب، وفقا لمدى اقترابهم وبعدهم عن الكرسي المتحكم بمصير البلاد والعباد.
فلا توجد مدونات تأريخية موضوعية، وخالية من عسل السلطة وضرورة التكسب بالمكتوب.
فما خطته الأقلام كان من أجل الارتزاق، وهذه مهنة سائدة وتدر مالا على أصحابها، فكانوا يهدون كتبهم للذين يتوقعون منهم عطاءُ مجزيا.
ولابد من القول أن الجاحظ أهدى كتاب الحيوان لوزير المتوكل عبد الملك الزيات، وباقي كتبه لغيره، ونال على ذلك مالا وفيرا.
فلا بد من القراءة المتعقلة للتأريخ، وعدم فصل ما مكتوب عن زمانه ومكانه، ولا يجوز القول بأن المدون مقدس، فهو من نضح عقول عصره وظروفه، وليس مخلدا أو مطلقا، كما يجري العمل على إيهام وخداع الأجيال!!
و"الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها"!!
واقرأ أيضاً:
هذيان أقلام!! / العلم بدعة والدين متعة!!