مهما توهمنا المعرفة فالجهل سيد المواقف، ولا يوجد مَن يعرف، فكلمة علاّمة لا وجود لها في الواقع البشري، السائد عدم المعرفة الحقيقية، وقليلون هم الذين يفوزون بدراية قاصرة، ويحسبون قطرة الماء التي عندهم بحارا .
تخيلوا حجم الكرة الأرضية في الكون الفسيح، وأحجامنا بين مخلوقات الأكوان التي لا تعد ولا تحصى، فكيف تدري القطرة بما تحويه المحيطات.
بل نحن جزيئ في قطرة، ذات ملايين الجزيئات المكونة لوجودها.
الكثيرون يدّعون المعرفة، ويتوهمونها بإصرار، ويحسبون أن لديهم القول الفصل ومسك الختام، وما عندهم أضغاث أحلام.
وبموجب ذلك صار تفاعل العقول هو الذي يتحكم ببوصلة الإدراك المعرفي، ولا يستطيع عقل واحد القول بالدراية الواسعة والإدراك الشامل.
فالشعوب التي يتولى مصيرها الأفراد تتهاوى للحضيض، والتي تسوسها العقول المتفاعلة تمتلك ناصية القيادة والاقتدار.
فهل لعقول الأمة أن تتفاعل؟
وهل لأفرادها أن تتنازل عن عرش الأوهام؟
إنها تساؤلات مصيرية، ونداءات واعية، لمعنى القوة والعزة والكرامة.
فهل نعرف؟
المعرفة قوة، وتتحقق بالتفاعلات الجماعية، وتفعيل العقول، وتبادل الآراء والعمل بتنمية الأفكار والاستثمار الإيجابي فيها.
فعلينا أن نكون بعقولنا المتفاعلة لا بنفوسنا المتحاملة، وفرديتنا المغفلة القاصرة.
والعلم مفتاح الفرج!!
واقرأ أيضاً:
مأرخون!! / القراءة الخائبة للتأريخ!!