لعبة الأمة لا تقرأ انطلت على الأجيال منذ مطلع القرن العشرين، وهدفها تمرير المخططات الافتراسية لوجود الأمة، وقد حققت مآربها وأهدافها، ولا تزال اسطوانة "الأمة لا تقرأ" تدور، وتردد ألحانها الغثيثة على مسامع الأجيال.
فهل تصدقون أن الأمة لا تقرأ؟
وإن لم تقرأ فيمكنها أن تقرأ في غضون بضعة سنوات لا أكثر.
فلماذا اعتبار عدم القراءة داء مستوطن في مجتمعات الأمة؟
إنها كذبة صارخة، ومادة تجارية يستنفع منها ذوي العاهات السلوكية المبرقعة بألوان متنوعة من الادعاءات الباطلة.
الحقيقة الفاضحة أن الكراسي لا تقرأ، ولو امتحنتموها باللغة العربية، لرسبت جميعها، فلا يوجد صاحب كرسي يجيد التعبير عما يريد قوله بلسان عربي فصيح!!
المجتمعات البشرية بحاجة إلى قدوات منيرة ذات قدرات معرفية عالية، تستنهضها وتأخذها إلى مقاماتها، لا أن تدوسها بحمقها وسذاجتها، وغفلتها وجهلها المشين.
لو تأملتم مصائب الأمة، لتبين بأنها من إنتاج الكراسي المعوّقة معرفيا، والساذجة سلوكيا، ولا دور للمجتمعات فيها، لأنها مرهونة بسطوة السمع والطاعة، وعدم الخروج عن طابور الجماعة.
عندما يكون في الكراسي أناس أذكياء مولعون بالمعرفة والعلم، عندها تحدثوا عن القراءة من عدمها.
المجتمعات لا تقرأ، لأن الكراسي لا تقرأ!!
فما نفع القراءة والكراسي لا تستمد قوتها من الشعب؟
الأمة تقرأ، ونسبة المتعلمين فيها تتنامى، ومعظم الخريجين من الجامعات، يواجهون مصير البطالة والإهمال، وعدم جدوى ما حصلوا عليه من معارف وعلوم، فالكراسي لا تستثمر في المتعلمين، وتراهن على زيادة مساحة الجهل والأمية، لكي تكون مطلقة في أخذ ما تريده.
فهل تحتاج المجتمعات لمئات السنين لتقرأ؟
علينا أن نتأمل المجتمع الصيني، الذي انتقل في ليلة وضحاها من الظلام إلى النور، والذين يقرأون ويكتبون فيه سنة 2021 نسبتهم (99.83%)، وكانت مجتمعات الأمة أكثر تطورا منه في النصف الأول من القرن العشرين!!
فلماذا أضاؤا وانطفأنا؟!!
واقرأ أيضاً:
الدولة الساقطة!! / قرار أو فِرار؟!!