تعجبت من اهتمام الشعب السويسري بالبقرة، وكيف أن معظم العوائل لديها ما يربطها بها، فهي عماد الاقتصاد ومصدر مهم لتوفير الطعام اللازم للحياة الحرة الكريمة، وهي التي تدر الحليب ومشتقاته.
وتبين أن العديد من الدول الأوربية تهتم بالبقرة فهي تمثل عمود اقتصادها، ولهذا تجد تربية الأبقار شائعة وأهميتها فائقة، وكلنا يذكر ما حل في البرلمان البريطاني عندما انتشر جنون البقر في مزارعها.
فالدول المتقدمة لها وعي بالعناية بالثروة الحيوانية، ومن الدول التي تطورت في استثماراتها بالثروة الحيوانية دولة الصين، التي تفوقت على غيرها بإنشاء المزارع الكبيرة للحيوانات بأنواعها من الطيور وحتى الأبقار.
وفي مجتمعاتنا إهمال مروع للثروة الحيوانية، وعدم الاهتمام بالأبقار، وأكثر الاهتمام بالأنعام ليس لتفكير اقتصادي ولتوفير الطعام، وإنما لكي تكون جاهزة كأضحيات في مواسم الحج والأعياد.
أي أننا لا نستثمر فيها كقوة اقتصادية، وإنما لتجزر وحسب، وفي مواسم الحج يجزر الملايين منها في بضعة أيام، فبدلا من تكثيرها ومنحها للفقراء لكي يستفيدوا من عطاءاتها لسد رمق عيشهم، نذبحها وكفى.
وربما يصح القول أن مجتمعاتنا لديها نوازع عددوانية ضد الزرع والضرع، ومن النادر أن تجد مَن يهتم بهما، وإن حصل ذلك فبلا رغبة جادة، وإنما بتذمرية عالية واستهانة مروعة.
المجتمعات المتقدمة الصناعية تتفاخر بمزارعها وحقول دواجنها وحيواناتها الأخرى، ونحن لا نفقه شيئا، مع أن هذه الموضوعات من الأساسيات التي اهتم بها أجدادنا على مر العصور، لكننا نعيش أوهام التقدم والمعاصرة بآليات ساذجة وأمية مرعبة.
فهل لنا أن نتخذ من تربية الأبقار والمواشي مشاريع اقتصادية ذات أولويات قصوى؟!!
واقرأ أيضاً:
الأمة تقرأ!! / الأمر الواقع ليس بواقع!!