النشاطات في دول الأمة متقاطعة متصارعة ولا يوجد فيها نشاط متواصل متلاقح مع الأجيال الواعدة والوافدة.
يمكن القول أن جميع النشاطات تدور في دائرة مفرغة يتناوبها البناء والهدم.
وتغرق الأمة في ثنائية السابق واللاحق، انقلابات واضطرابات، بائد وسائد، مفترس وفرائس، وغيرها العديد من الثنائيات المرهونة بآليات غابية ماحقة.
لايوجد حيل وصل بين الأجيال، التي تتقاطع وتتماحق، وهذا ديدن التداعيات والملمات العاصفات في أرجاء الأمة.
فهل وجدتم نشاط تراكمي في أي ميدان؟
هذا يضع البنى التحتية لانطلاقة حضارية، وعندما يتحول إلى سابق أو بائد، ينقض اللاحق على ما أسسه، ويبدأ من جديد تأكيد منطلقاته التي سيقضي عليها اللاحق بعد أن يسقط في هاوية السابق، وهلم جرا.
الأمة منذ بدايات تكوينها الحضاري فقدت قدرات التواصل وأكدت على مفردات التقاطع والتصارع، والاستحواذ الفردي والعائلي على مسيرتها، وبهذا تهالكت وانكسرت، خصوصا في أنظمة مسيرتها الوراثية العائلية التي تآكلت من داخلها.
وموضوع الصراع العائلي في الحكم أغفله المؤرخون، وهو من أخطر العوامل التي أعاقت التواصل والتقاعل الإيجابي مع الأجيال.
فأي نشاط فيه روح التواصل والتراكم والنماء يتحقق وأده أو تدميره والقضاء عليه تماما، وبموجب ذلك مجتمعات الأمة تراوح في أوحال المكان، وبعضها يستلطف التدحرج على سفوح الويلات، ويندحر في الغابرات، ويترنم بأناشيد القهقري.
ولن تتحرر الأمة من أصفاد التداعيات، إن لم تتعلم كيف تراكم الخبرات، وتستثمر في الطاقات المتفاعلة اللازمة لصناعة حاضر مزدهر ومستقبل مشرق، أما أن تندحر أنظمة حكمها بالكراسي، وتذود عن مواقعها، ويحفها الشك والمتملقون الساعون لمزيد من الفساد، فمصيرها إلى عصف مأكول!!
و"هيا نجدد للبلاد شبابها...متكاتفين على الزمان الأنكد"!!
واقرأ أيضاً:
البقرة والاقتصاد!! / التداوي بالشعر!!