دائما كان يستاء عند سماعه هذه الموسيقى التي لا يستسيغها بالمرة، بالرغم من عمله الذي يحتم عليه أن يسمع هذه الموسيقى لأكثر من مرة في اليوم الواحد.
هو الذراع (الأيمن) للرئيس. كان صميم عمله أن يتبع الرئيس في كل مكان يذهب إليه.. اجتماعات وزارية، لقاءات دبلوماسية، استقبالات رسمية كل يوم.
ودائما هو ظل الرئيس، ودائما يطغى عليه ضوء الرئيس.
في إحدى المرات سمع كما يسمع دائما هذه الموسيقى اللعينة، قام منتفضا منفجئا، سحب كرسيا أمامه وانحنى.
سأله ابنه الصغير "مندهشا": ماذا حدث أبي؟؟
هنا فقط انتبه إلى أنه في بيته، نظر حوله لم يجد ذاك الشخص "الرئيس".
تنفس بعمق، وقال: لا شيء بني. اغلق التلفاز واذهب لحجرتك.
تأكد من ذهاب الصغير، ارتمى أرضا وكادت عيناه تدمع ولسان حاله يستهزئ به قائلا: اسحب الكرسي مع الموسيقى كي يجلس رئيسك على رأس المائدة حتى في بيتك.
قبل أن يسترسل في البكاء ابتسم فجأة، ولمعت عيناه بشدة في اليوم التالي، وفي اجتماع للرئيس مع عدد من كبار الزوار والشخصيات ذات القدر.. كان هذا اللقاء على رأس أعمال العالم لذلك اليوم.
دخل كالعادة في ظل الرئيس.. بدأت الموسيقى التي استمع إليها بنشوة غريبة، هذه المرة بالذات!!
جاء الحضور إلى مرحلة الجلوس.. سحب الكرسي للرئيس، همّ الرئيس بالجلوس، فسحب الكرسي أكثر!! ابتسم وهو يلتقط شيئًا ارتطم بالأرض.
واقرأ أيضا:
هروب خادمة / على هامش منظومة السحق!!