الإعلام بأنواعه مترع بالأضاليل (معاومات كاذبة مخادعة لتبرير أجندات ومآرب مرسومة).
الإعلام هدفه كذلك منذ بدء الصراعات بين البشر، فكان للدعاية وما يتصل بها من الإشاعات الدور الأكبر في النيل من الطرف الآخر في حلبة الصراع.
وأكثر الإنتصارات لعبت فيها النشاطات الإعلامية دورا مهما في تأمين الهزيمة وفرض أصحاب الصوت الدعائي القوي، المهيمن على واقع السلوك والتفاعل بين أطراف الصراع الدائر.
جنكيز خان وأحفاده بسطوا نفوذهم على بقاع شاسعة من الأرض بالإشاعات، وترويج الأباطيل والتصورات الكاذبة عن قدراتهم البطشية بالآخر.
وعالمنا المعاصر المتطور تواصليا بين البشر، أصبح الإعلام أداة فاعلة وسلاح تدمير شامل يتفوق على معظم أنواع الأسلحة الفتاكة، لأنه يشحذ القوة الداخلية ويؤهلها للتدمير الذاتي المروع.
ووفقا لذلك، يتم السيطرة على أي هدف بتفعيل عناصره وتحويلها إلى قدرات مضادة له، مما يدفع بالأهداف إلى التهاوي في قبضة الطامعين بها، أي يتحقق صناعة الأُرضة التي تنخر قلب الهدف وتؤهله للانهيار عند اية ضربة.
ومن العناصر المهمة التي تقضي على المجتمعات استعمال الدين ليكون طاقة مضادة للوجود الوطني والمجتمعي، ففي الدين تكمن طاقات تدنميرية هائلة، فهو سيف ذو حدين، ويتم التركيز على قدرة الدين لتبرير الشرور والمآثم والخطايا، فيقدم الفاعلون على حماقات مروعة.
و(غوبلز) ومقولته المشهورة "اكذب اكذب حتى يصدق الناس" فعلت فعلها في الحرب العالمية الثانية، وتسببت بتحويل المجتمع المستهدف إلى عجينة طيّعة باسم الفاعل الأول فيه.
ومنهج الكذب الفتان المنمق المزوّق قادر على تسويغ الشرور والأباطيل، وتجميل وجه الفساد والعدوان على حقوق الآخرين، حتى صارت الخيانة قخر والوطنية سُبة، والتبعية عزة وكرامة، والعدوان على ابن الوطن بطولة.
و"لا يكذب المرء إلا من مهانته...أو عادة السوء أو قلة الأدب"!!
"ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون"!!
واقرأ أيضاً:
عيون الكاتب والقارئ!! / ما يدور يخور!!