ربما كان البشر يأكل بعضه في بداية تواجده في الأرض، لأن صيده أسهل من صيد الحيوانات الأخرى آنذاك!!
وربما تعلم العيش في مجتمعات بعد أن تطورت مهاراته في صيد الحيوانات الأخرى، فما كان الفرق كبيرا بينه وبين أي حيوان مفترس آخر.
فهل تعلم الافتراس من الحيوانات وهو يرقبها تأكل بعضها؟
وهذا ربما يفسر السلوكيات الافتراسية المتنوعة التي تطورت مع الزمن، حتى وصلنا إلى عصر الافتراس المطلق لبعضنا نفسيا وروحيا وفكريا وعقليا واقتصاديا، وبأساليب أنانية معقدة تبدو على غير ما تهدف إليه.
افتراس متوحش فظيع يرتدي أنواع الأقنعة، ويظهر بصور وخصائل ومميزات لا تعد ولا تحصى.
ما يجري في واقعنا المعاصر افتراس متطور تكنولوجيا، بأسلحة بلغت ذروة الاقتدار التدميري والمحق السريع للملايين.
فعلى ما يبدو أن الطبع البشري افتراسي احترازي، مرهون بطاقات الشك وسوء الظن بالآخر، فلا يوجد تفاعل صادق طاهر أمين بين الناس، بل أنها تفاعلات احترابية ذات مستويات متنوعة.
فالبشر ضد البشر، ويشعر بالنصر والفخر عندما يقتل غيره من البشر.
والحروب التي عانت منها البشرية يكون القتل فيها مشاعا، ولا توجد حروب بلا عشرات أو مئات وآلاف القتلى، وما تبقى منهم وأباد أكثر يرفع رايات النصر، ويتأسد في الدنيا، وهو في داخله من المهزومين، فلا يوجد نصر حقيقي عندما تسيل الدماء ويتخرب العمران.
الوحشية سلطان مهيمن على التفاعلات الأرضية بين المخلوقات ومنها البشر، الذي يختلف عنها بقدرته على المخادعة والتضليل بأساليب ومهارات سلوكية معقدة.
وبسبب التوحش الكامن فينا، لن يتحقق السلام فوق التراب، وناعور الصراعات بأنواعها متواصل الدوران، والنجيع يتدفق من العروق الآدمية!!
و"أخا الدنيا أرى دنياك أفعى...تبدّل كل آونة إهابا"!!
واقرأ أيضاً:
ما يدور يخور!! / أضاليل إعلامية!!