منذ اختراع كلمة (خليفة) حتى سقوط الخلافة سنة (1924(، تحولت إلى رمز تلصق به خيالات وتصورات فنتازية لا رصيد لها من الواقع.
فموضوع الجواري رافق البشرية منذ الأزل، فكانت المجتمعات تغزو بعضها وتأسر رجالها ونساءها، فالرجال يتحولون إلى عبيد، والنساء إلى جواري.
ومنذ أن وجدت الحروب والجواري تحسب من غنائمها.
وكانت الغنائم تُجلب للخليفة ويقتسمها بين أعوانه ويحوز منها ما يريد، وحتى في زمن الخلفاء الراشدين كان هناك غنائم فيها جواري، وبعضهم توفى وترك عدد من الجواري.
ومعظم الخلفاء لديهم عدد من الجواري لا يتجاوز عددهن العشرة في أحسن الأحوال، بل أن معظمهم تستولي عليه جارية وتتملكه بالتمام.
أما القول بوجود جواري بالآلاف فهذا من الأكاذيب المتخيلة والقصص المتصورة، وكأن الجواري موجودات كالأشياء الجامدة، والذي يروي هذه الأضاليل يتناسى أن لا يوجد قصر يستوعب آلاف الجواري، ويمكنه أن يتكلف بمعيشتهن وزينتهن وحاجاتهن الأخرى.
بل البعض يقولها بسذاجة أن الخليفة الفلاني كانت عنده (12) ألف جارية، وذاك (4) آلاف، وهذه أهدت مئة جارية لفلان!!
إنها تصورات، وتخيلات لا تتوافق مع أبسط البديهيات السلوكية والفسيولوجية، فهل يصدق أن هذه الأعداد الهائلة من الشابات قد تم تكديسهن في مكان ما أو عنبر أو معسكر، أما القول بتواجدهن في قصور الخلافة، فضرب من الهذيان.
فكيف يتم إطعامهن، وإعاشتهن وقضاء حاجتهن؟!!
ألا تساءل الذين يطلقون هذه الافتراءات المتصورة، والتي ترسخت بالتكرار المشين؟!!
نعم هناك جواري في قصور الخلفاء وذوي السلطان، ولكن بأعداد معقولة.
أما القول بالمئات والآلاف فهو أفك مبين، ولا توجد أدلة تؤكد هذه التقولات والتصورات الفنتازية، التي ترضي رغبات دفينة ومكبوتة.
فهل من عقل مبي؟!!
واقرأ أيضاً:
أضاليل إعلامية!! / التوحش المُستدام!!