عقار جديد لعلاج الفصام
الحديث هذا الأسبوع في الأوساط الإعلامية العلمية هو عن موافقة الجهات الصحية الفيدرالية في الولايات المتحدة على استعمال وتسويق عقار جديد ربما سيكون أكثر فعالية وتحملا من عقاقير الجيل الثاني لمضادات الذهان. يمكن القول بأن هذا أول عقار جديد لعلاج الفصام منذ ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن.
العقار الجديد معروف باسم KarXT ويستهدف بروتينات في الدماغ هي المستقبلات المسكارنية Muscarinic Receptor . هذه المستقبلات تنقل إشارات عصبية بين الخلايا العصبية وخلايا أخرى في أنحاء الجسم. تنشيط هذه المستقبلات يؤدي إلى تثبيط إطلاق الناقل العصبي الكيمائي دوبامين وهو الناقل العصبي الذي يشكل محوز أعراض الفصام الموجبة من هلاوس ووهامات.
في نفس الوقت تعمل الإشارات المسكارنية على تعديل دوائر دماغية أخرى مسؤولة عن الإدراك والمعالجة العاطفية، وهذا بدوره قد يوفر تأثيراً علاجياً أكثر شمولا من العقاقير المتوفرة كما يساعد على علاج الأعراض السالبة والصعوبات المعرفية وهذا ما لا يحصل مع العقاقير المتوفرة حالياً.
قصة العقار:
هذا العقار هو الأول من عدة عقاقير من الحيل القادم لتفعيل المستقبلات المسكارنية. يعود تاريخ هذا العقار إلى أوائل التسعينيات من القرن الماضي مع تطوير عقار Xanomeline الذي ينشط الذاكرة في المراجعين المصابين بالخرف وعندها تمت ملاحظة دوره في علاج أعراض الفصام الموجبة. لكن العقار الأخير لم ينشط فقط المستقبلات المسكارنية في الدماغ وإنما في الجهاز الهضمي وبسبب ذلك كانت أعراضه الجانبية من غثيان وآلام معوية لا تطاق ودفعت شركة الأدوية إلى التخلي عن إنتاجه.
بعد عدم أعوام توصل الباحثون إلى طريقة لأحياء العقار مع استعمال مركب آخر يمنع تأثير العقار على مستقبلات خارج الدماغ مع دمجه مع مادة Tropsium التي تثبط المستقبلات المسكارنية ولكن تستطيع تجاوز حاجز الدماغ الدموي Blood Brain Barrier ومن جراء ذلك تتم السيطرة على الأعراض الجانبية المعوية.
استعمال العقار في المستقبل:
تشير الدراسات الأولية إلى عدم وجود أعراض جانبية أيضية مثل ارتفاع الوزن، تهدئة، أو مشاكل الحركة المرتبطة بمضادات الذهان الحالية. هناك أعراض معوية جانبية تختفي خلال أسبوعين من الاستعمال. هناك أيضاً علامات تشير إلى تحسن الأداء المعرفي والأعراض السالبة.
ولكن من جهة أخرى تكلفة العقار الحالية هي أكثر من عشرين ألف دولار سنوياً وهناك الحاجة إلى استعماله مرتين في اليوم وهذا لا يشجع العديد من المرضى على الالتزام بالعلاج.
مستقبلات مسكارين المرتبطة بالطب النفساني هي مستقبلات M1 التي تستهدف الفعالية المعرفية ومستقبلات M4 التي تستهدف الذهان. هناك عقار لا يزال تحت التجربة يدعى Emaraclidine الذي يستهدف M4 فقط وهو في مرحلة متقدمة من الدراسات.
واقرأ أيضًا:
الفصام واضطرابات ذهانية أولية10/ الفصام واضطرابات ذهانية أولية11