هل الأدوية النفسية الجديدة باهظة الثمن أفضل؟!
المشاركة الأولى:
أرسل غزال (29سنة، إطار موظف بالدولة، المغرب) يقول
السلام عليكم......
في الحقيقة لقد أثار الدكتور مصطفى مسألة في غاية الأهمية، وقَلَّ من الأطباء النفسيين العرب من يفقهونها.
فأنا مثلا عانيت المرارة من هذه الثقافة السائدة، حيث أني أصبت من 4 سنوات تقريبا بأزمة قلق واكتئاب وانهيار عصبي فتم علاجي من أحد الأطباء الباطنيين والذي أعطاني عقار Amitriptyline لمدة 3 أشهر فقط فسحبه عني بسبب ظهور بعض التحسن وتحت ضغط عائلتي التي كانت تخاف من وصمة العقار النفسي بتأثير من الصيدلي الذي كان يخوفهم من العقار والذي كنت أقتني منه الدواء (وهنا عدة تساؤلات) بعد شهرين من وقف الدواء ورجوع حالة الإنهاك والتعب والاكتئاب، بدأت أتردد على الأطباء النفسيين وإلى يومنا هذا.
وألخص لكم تجربتي الفاشلة مع العقاقير الحديثة والباهظة الثمن:
1. عقار Paroxétine لمدة 10 أشهر لكن دون الأمل المبتغى منه.
2. عقار Tianéptine لمدة شهرين حيث رغم أنه فعال ومؤثر إلا أنه لم يلائمني: كلما كنت أشعر بتحسن، كلما كان يطير عني النوم بشكل نهائي فصبرت على الدواء مدة عشرين يوما وأنا أنام بصعوبة كبيرة تحت تأثير المنوم Stilnox إلى أن سحبته من تلقاء نفسي اضطراريا.
3. عقار Sertraline لمدة 7 شهور وسقطت في المطب نفسه وهو فقدان النوم بشكل نهائي مما جعلني أحتاج إلى مضادات القلق lysanxia (عشرون قطرة يوميا كي أنام)، وكنا ننتظر أنا والطبيب زوال هذا الأثر الجانبي النادر، لكن دون جدوى.
3. ثم سحب مني الطبيب عقار Sertraline وأعطاني عقار آخر جديد و هو Venlafaxine فاستمررت على الدواء قرابة 8 أشهر ونفس المشكلة تتكرر بصعوبة النوم المزمنة واللجوء ثانيا لمضاد القلق (حتى أني أتذكر أنني عانيت في شهر رمضان الفائت من أرق وتغير في المزاج رغم أخذي 40 قطرة من مضاد القلق lysanxia ليلا).
4. بعد أن أوقفت الدواء اضطراريا أخذ الطبيب في جرد جميع الأدوية التي لم تنفع معي ورجعنا للبداية (أي للعقار القديم Amitriptyline) فبدأت ولله الحمد أشعر أني في تحسن وفي الطريق الصحيح حيث لم أقع في مطب الأرق مرة أخرى، وإليكم الأثمان التي كلفتني إياها الأدوية الحديثة مقارنة مع عقار Amitriptyline الذي تساوي كلفته لمدة 15 يوم 38 درهم مغربي (حيث أني آخذ 100 ملغ يوميا):
- Paroxétine مائتا درهم مغربي شهريا.
- Sertraline قرابة أربع مائة درهم مغربي شهريا
- Venlafaxine قرابة ثلاث مائة وخمسين درهما مغربيا شهريا
المهم أنه لم تنفع معي إلا مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات القديمة أي: Amitriptyline
لكن المشكل هو بعض الآثار الجانبية التي لا توجد في العقاقير الحديثة، التي أخاف عدم زوالها مع الزمن حيث أني وبعد مضي 3 أشهر تقريبا على العلاج بـ Amitriptyline وزني زاد ب 8 كيلو وأشعر يوميا بجفاف الحلق كما أخشى من الآثار الجانبية البعيدة الأمد من تناول الدواء خصوصا على المعدة والكلى والكبد، حيث لا أخفيكم أنه في حالة شفائي التام، (أدعوا الله لأخيكم بظهر الغيب) لا بد من استمراري في أخذ الدواء لمدة قد تصل لسنوات حتى تثبيت العلاج بالعلاج المعرفي السلوكي: وسبب هذا الكلام هو وعيي الآن بأن جميع المشاكل النفسية الأليمة التي عانيتها كالاكتئاب والقلق المسيطر والتعب المزمن وبعض المرات وساوس قهرية فأقول أن هذه المشاكل كلها أعراض أو بالأحرى فروع لأصل واحد وهو تميز شخصيتي ببعض سمات الشخصية القسرية التي بدأت ظهورها في مرحلة المراهقة ولم أكن أنتبه لها آنذاك وكما تعرفون أن العلاج المعرفي لاضطراب الشخصية يأخذ وقتا طويلا.
لا أعرف إن كان هناك دواء خاص لشخصية مثلي تقارب الشخصية القسرية Obsessive-Compulsive Personality المهم أحببت أن أشارككم تجربتي مع الأدوية الحديثة والتي لم تُجدِ نفعا معي والسلام.
تعليق الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني:
الأخ العزيز غزال....
شكراً جزيلا لمشاركتك تجربتك معنا على مجانين.
الحق أن ما قلته يُعتبر تجربة حقيقية من مريض نفسي لإثبات ما قلته عن الأدوية النفسية، وأن العبرة ليست في ارتفاع أو انخفاض ثمن الدواء وإنما العبرة فيما يتناسب مع حالة المريض النفسية، وكما قيل: "ليس كل ما يلمع ذهبا"، وليس كل دواء أو عقار نفسي باهظ الثمن هو عقار أكثر تأثيراً وأنفع للمريض النفسي!، المهم في الموضوع أنك ذكرت أمثلة أخرى من الأدوية النفسية التي لم أذكرها في مقالي.
من حيث الشخصية القهرية (القسرية) فأفضل الأدوية التي يمكن أن يأخذها المريض هو الفافيرين أو اللوسترال أو الزولوفت وهما من مجموعة "م.ا.س.ا" أو "مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية" إن كان المريض معرضا لزيادة الوزن كما في حالتك، أما إن كان المريض نحيفا نحيلاً فالأولى هو عقار أنافرانيل، من مجموعة "ماس" مثبطات استرجاع السيروتونين غير الانتقائية، وهو أيضاً من مضادات الاكتئاب والوسواس ثلاثية الحلقات.
أطيب تمنياتي بشفائك من كل معاناتك النفسية، وتابعنا بأخبارك.
المشاركة الثانية:
أرسلت سيرين (29سنة، الأردن) تقول:
السلام عليكم.......
في الحقيقة أن الموضوع قريب جدا من الواقع وهذا فعلا كثيرا ما يحدث للأشخاص الذين لديهم مشكله نفسيه يتخوفون من الدواء لأنه يسبب أعراض جانبيه مخيفه حتى لو أخذناها باستشارة طبيب فان الطبيب يطلب من المريض المراجعة بين فترة وأخرى وهذه المراجعة مكلفة لبعض المرضى من الناحية المادية.
عندي صديقه تشكو من الوسواس القهري وقد نصحتها بالذهاب إلى طبيب وذهبت ووصف لها دواء وكانت سعيدة في البداية أن مشكلتها سوف تحل، لكن عندما أخبرت والدها بما حصل لها نصحها بعدم استخدام الدواء وأن له آثارا سلبيه في المستقبل فامتنعت هي من تناول الدواء وما زالت تشكو من وسواسها.
5/10/2007
تعليق الأستاذ الدكتور مصطفى السعدني:
الأخت العزيزة سيرين، أهلا ومرحبا بك على مجانين.
بالنسبة لأدوية الوسواس القهري "الم.ا.س.ا" فهي لا تعتبر من الأدوية النفسية باهظة الثمن، وإذا كان الطبيب النفسي قد وصف لصديقتك دواء لعلاج الوسواس القهري فمن الأفضل أن تستخدمه ولو بجرعة صغيرة حتى تتحسن حياتها وتشعر بأنها أفضل من الناحية النفسية، ولكن واضح أنها تعاني من درجة بسيطة من الوسواس القهري وإلا لكان والدها هو أول من نصحها بالاستمرار على العلاج حتى يتخلص من مشاكلها النفسية.
بالنسبة للأعراض الجانبية، يقوم الطبيب النفسي بالموازنة بين خطورة الدواء وخطورة الحالة النفسية، وبالتأكيد فإن المعاناة من أعراض المرض النفسي هي أشد وطأة من المعاناة من الأعراض الجانبية للدواء، وإلا لرفض كل المرضى النفسيين تناول أي أدوية نفسية (سيئة السمعة)، وكما قيل المضطر يركب الصعب.
شكرا لمشاركتك.
واقرأ أيضاً:
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا: علاج الآثار الجنسية / كيف يعالج عقَّارٌ مادي معاناة نفسية؟ ×× / الأدوية النفسية كلها مخدرات تسبب الإدمان ×× / لا فائدة من العقاقير النفسية ××