أعراض انسحاب الم.ا.س.ا متابعة
الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته......
أولا: لا شكر على واجب موقع مجانين له أيادي بيضاء علي وعلى كثيرين جعله الله في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
ثانيا: المرضى النفسيون وأنا أتحدث عن نفسي على سبيل المثال لا نتحين الفرصة لقطع علاقتنا بالطبيب النفسي ولكن العكس هو الصحيح، فأول يوم ذهبت فيه إلى عيادة طبيبي أحسست أنني إنسانه غير طبيعية، على الجدران في أكثر من مكان في العيادة لوحة مكتوب عليها التعليمات الآتية:
ممنوع منعا باتا محادثة الدكتور في المنزل
العيادة ليست مكان للقاء الأصدقاء والأقارب
مسموح بمرافق واحد فقط
ممنوع اصطحاب الأطفال
يتم السؤال على موعد الدخول مرة واحدة فقط
لا تتحدث مع السكرتير في أي شيء إذا كان لديك شكوى فقلها للطبيب
لا أعرف لقد أصابني الذعر من كمية الممنوعات هل يجرؤ طبيب عادي أن يعلق مثل هذه اللوحة في عيادته، ولماذا تعاملوننا على أننا غير طبيعيين وكأننا أطفال صغار؟؟!!!!!!!
لقد ذهبت للعديد من الأطباء على مدى سنوات عمري وكانوا يعاملوننا بطريقة ودودة رغم أننا لم نكن مرضى نفسيين، وكنت أتصل بطبيبي طبيب النساء والتوليد في أي وقت ويرد على أي استفسار.... تعلم أن أحد الأطباء الذين ذهبت إليهم ممنوع أن أحدثه في التليفون وإذا سألت السكرتير أريد أن أكلمه لحظات رد عليك وإذا حدثك وحدث غيرك فمتى يعمل أذن.
أحيانا أشعر أننا كائنات طفيلية يجب أخذ احتياطات عند التعامل معها حتى لا تسبب لكم المتاعب.
أتذكر حين كنت في العيادة مرة وودت أن أعرف دوري، فنظرت في الورقة بحسن نية فوجدت السكرتير يضع يده على الورقة ويقول لي كيف تنظرين على أسماء المرضى ليس من حقك هذا
فقلت أريد أن أعرف دوري، ثم أن الحال من بعضه هو أنا حعيرهم يعني.
أرجو أن يعيد بعض الأطباء النظر في بعض السلوكيات التي يفعلونها دون أدنى تقدير لمشاعر مرضاهم.
والسلام عليكم ورحمة الله
مناضلة في زمن الجبروت الأمريكي
11/4/2008
تعليق الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي
أهلا بالمهندسة المناضلة المتفاعلة......... الحقيقة أنني استغربت كثيرا مما قرأته في متابعتك هذه، ووجدت أن فتح ملف للعلاقة بين الطبيب النفساني ومرضاه على باب الطب النفسي شبهات وردود كمكان مناسب للتعليق عما استدعى استغرابي!..... وجدته ألزم من الرد في نطاق الوسواس القهري.
لا ليس ما رأيته يا مناضلة إلا الشاذ وليس قاعدةً أبدا فيما أعرف والله أعلم!
كيف تكون التعليمات في عيادة طبيبٍ نفساني بهذه القسوة والغطرسة؟
((ممنوع منعا باتا محادثة الدكتور في المنزل))
لا أدري أظن هذه من التعليمات ربما القديمة قبل اختراع الهاتف النقَّال.... فمن المهم بيان أن قدرة المرضى على الاتصال بالطبيب النفساني اختلفت كثيرا في عصر الموبايل .... أصلا لم تعد أرقام منازل الأطباء لازمة لأحد.
((العيادة ليست مكان للقاء الأصدقاء والأقارب))
هذا كلام غير واقعي من ناحية أن المرضى النفسيين غالبا ما يتوارون وأهلهم خجلا من التواجد في عيادة نفسية فكيف يتخذون منها مكانا للتلاقي؟؟؟
((مسموح بمرافق واحد فقط))
هذا أيضًا كلام غير واقعي فمن ناحية يفضل كثيرون من الأطباء النفسانيين وغيرهم أن يتواجد عدد أكبر مع المريض لما في ذلك من فائدة أكبر في الحصول على المعلومات من مصادر متعددة، إضافة إلى كون ازدحام العيادة مجلبة للفخر أو التباهي أو الدعاية عند كثيرين من الأطباء، ربما يسمح لمرافق واحد فقط أو اثنين بالدخول إلى غرفة الطبيب النفساني أو حضور الكشف وربما يستدعي الأمر تبادلهم الدخول أو أكثر منهم أما اشتراط حضور مرافق واحد من البداية فأراه غطرسة وغرورا وحسبي الله فيما أقول!
((ممنوع اصطحاب الأطفال))
هذه ربما تكون لها بعض الوجاهة ولكن ليس دائما ولا إطلاقا بل هناك حالات يفضل فيها وجود الطفل مع أمه المريضة لملاحظة سلوكها معه وتنبيهها إذا لزم الأمر، وعلى كلٍّ تبدو هذه من التعليمات التي قد نجد لها مبررا ولو بصفة مؤقتة.
((يتم السؤال على موعد الدخول مرة واحدة فقط))
((لا تتحدث مع السكرتير في أي شيء إذا كان لديك شكوى فقلها للطبيب))
أظن هذين الشرطين لهما ما يبررهما في عيادة مزدحمة..... ولهما علاقة أيضًا بضمان الحفاظ على سرية المريض حتى ولو لم يدرك هو هذا يا مناضلة........
حدود العلاقة بين الطبيب النفساني ومريضه والعكس هي موضوعٌ ننوي طرحه على شبهات وردود... وقد تكلمت فيه مع أخي أ.د.مصطفى السعدني ليبدأه في مبحث الخلوة بين الطبيب النفساني ومريضته أو العكس من حيث الكيفية التي تجعلها محتفظة بشرعيتها لأن السؤال يتردد كثيرا في بعض الأوساط، وقد وعدني بأن يقدم شيئا لشبهات وردود...
السؤال هو هل تحكمنا شروط العلاقة الأمريكية حسب جمعية أطباء النفس الأمريكان American Psychiatric Association؟ أم الكندية Canadian Psychiatric Association ؟ أم إعلان مدريد Madrid Declaration المتعلق بأخلاقيات المهنة؟؟ أم أننا يجب أن تكون لنا مرجعيتنا الخاصة بنا؟؟
حدود العلاقة بين الطبيب النفساني العربي مع مريضه كيف يجب أن تكون؟؟ إن ما نراه ونسمعه ونمارسه في مجتمعاتنا العربية عن علاقة الأطباء النفسيين بمرضاهم مختلف ولا يتوافق دائما مع أيٍّ من أطر التنظيم الموجودة وأحيانا ما يتسم بالفوضى وكثيرا ما تضيع حقوق المريض العربي بسبب ذلك حتى أننا خصصنا ونحن نضع تصنيف مشكلات استشارات مجانين ما أسميناه: ضرار المريض النفسي؟ Patient Abuse? ، وفيها حتى وقت كتابة هذا التعليق سبع مشكلات يا مناضلة، ورغم ذلك لم نتخيل مثل ما تصفين وما أزال عند رأيي في أنه شاذٌ وليس قاعدة!
بل إنني لا أنسى توصيات أستاذنا أ.د.أحمد عكاشة لنا بين اللقاء الجماعي معه وما يليه في المؤتمرات والندوات بأن نمنح المرضى دائما وقتا وأن نسمح لهم بإعادة معقولة الأجر بعد الكشف الأول..... وغير ذلك من نصائحه وكذلك نصائح أستاذنا أ.د. يحي الرخاوي وهي كثيرة ومستمرة وإن كانت لقاءاتي معه قليلة لأنه أنعم الله عليه بالعافية مقلٌ في حضور المؤتمرات وأنا مقصرٌ في حضور ندوته الشهرية في المقطم......
المهم أنني نادرا ما أسمع عن تصرفٍ يخدش علاقة الطبيب النفساني بمريضه ورغم ندرة ذلك حسب معلوماتي فإنني أدعو معك لأن يعيد بعض الأطباء النظر في بعض السلوكيات التي يفعلونها دون أدنى تقدير لمشاعر مرضاهم!
ويتبع >>>>>: حدود العلاقة بين الطبيب النفسي والمريض مشاركة
اقرأ أيضاً:
وصمة المرض النفسي: ليست من عندنا! / عقلاء الشارع أخطر من المجانين مشاركة / دوامة الهلع: أين حقوق المريض العربي / المريض النفسي: مهضوم الحق؟ أم كلنا؟