نحن في العالم العربي لا نهتم اهتماما كبيرا بالرعاية النفسية للناس، ولا بالوسائل المطلوبة لاحتواء تأثير الكروب والصدمات عليهم رغم أن:
0 الآثار النفسية التي تتركها الكوارث تكون في كثير من الأحيان أشد من الآثار العضوية.
0 كل من يشهد الكارثة يتأثر بها نفسيا.
0 الدعم النفسي يقلل من الآثار النفسية طويلة المدى للحرب.
يعني "الدعم النفسي" مساعدة الأفراد على فهم الحدث الضاغط بشكل أفضل وإمدادهم بالمصادر وأساليب التكيف مع هذه الضغوط، وقد يكون الدعم بمشاركتهم وجدانيا ومساعدتهم على التنفيس الانفعالي أو بتقديم المعلومات ومساعدتهم على إعادة تنظيم أفكارهم؛ وهو ما يمكنهم من التخفيف التدريجي من الآثار السلبية للحرب، وتقليل ما خلفته من أعراض نفسية سواء من الناحية الفكرية أو الوجدانية أو الجسمية.
الرسالة: من المهم أن نحسن النوايا قبل البدء في العمل وأن تكون رسالتنا "من فرّج على مسلم كربة فرّج الله عليه في الدنيا والآخرة".
أهداف الدليل: يهدف هذا الدليل إلى إفادة الناشطين والمتطوعين في هيئات ومؤسسات أهلية من غير المتخصصين في تقديم العون النفسي لمتضرري حرب غزة 2008/2009، وعلى الرغم أنه من المفترض أن يُقدم هذا النوع من العون فريق التعامل النفسي الذي يشمل طبيبا نفسيا وأخصائيا نفسيا وممرضة نفسية، فإننا سنحاول تقديمه بصورة مبسطة وسهلة بحيث يمكن للمتطوعين استخدامه.
1. كيفية التواصل وتكوين علاقة مع الحالات
2. الآثار النفسية الفورية للكوارث
3. أنواع الاضطرابات النفسية لدى المراهقين والراشدين.
4. التغير المتوقع في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة
5. كيف تشجع المريض للتحدث عن معاناته النفسية؟
6. الدعم النفسي
7. الدعم النفسي اللاحق
8. كيف نتعامل مع الضغوط؟
9. المحافظة على الصحة النفسية لفريق العمل
10. نقاط هامة بالنسبة للمتطوع
كيفية التواصل وتكوين علاقة مع الحالات
0 من الضروري -من الناحية الإنسانية- أن أقدم نفسي لهم وأشرح لهم سبب وجودي هنا، فأذكر لهم اسمي ومهنتي وأني أتيت لأطمئن عليهم وأقف بجانبهم.
0 من الضروري أن أسأل الضحايا عن أسمائهم، وأن أستخدم أسماءهم عند الحديث معهم (أو عنهم) فأقول مثلا: "شو اللي حصل يا أحمد، أنا بدي أسمعك...".
0 من المهم أن أنصت جيدا، وأن تكون لغة جسمي وملامح وجهي تعبر عن تفهم من تحدثه، وأن أشعر الناجي بأني أستمع وغير متعجل، وأني بسيط وغير متكلف، وأن تكون المسافة الشخصية بيني وبينه مسافة غير بعيدة ولا قريبة، وأهتم به بين الزيارات؛ أي بين جلسة وأخرى.
0 اقرأ لغة الجسد، فإذا بدأت الحديث مع إحدى النازحات ووجدت أنها "مربعة يديها" وتضع رجليها بعكس بعض، فهذا قد يُشير أنها ترفض الحديث أو أنها منزعجة جدا بدرجة كبيرة.
0 أكون على استعداد نفسي للاستماع إلى المصائب وللتعامل مع المصابين الذين لديهم حالة طبية مستقرة نوعا ما، ومع أفرد لا يعانون من إصابات بدنية على الإطلاق بل إصابات نفسية فقط.
الآثار النفسية الفورية للكوارث
مهارة الفرز النفسي:
ليس عليك أن تقدم الدعم النفسي لكل الناس، بل دورك مشابه لما يقوم به العاملون بالصليب/الهلال الأحمر، ودورهم هو مساعدة الأشخاص الذين يحتاجون إلى التدخل الطبي الفوري لإنقاذ حياتهم، لذا اعتبر نفسك في فريق "الطوارئ النفسية"، ما عليك فعله هو القيام بالفرز النفسي؛ أي التعرف على الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم نفسي، وكي تقوم بهذه المهمة عليك أن تجمع المعلومات من الشخص نفسه ومن ملاحظتك له والحوار معه ومع المحيطين به؛ إذ إنه ليس من المنطقي أن ننتظر من الناجين أن يأتوا إلينا طالبين الدعم النفسي؛ بل من الضروري أن نذهب إلى الناجين ونتحدث معهم.
- يمكنك ملاحظة الأعراض التي في حالة ظهورها يحتاج الشخص إلى دعم نفسي:
0 الكلام غير المترابط وصعوبة التواصل الفكري.
0 عدم الراحة والهياج.
0 هلع وذعر وهروب صعب التحكم فيه، وفي بعض الأحيان الجري مباشرة نحو مصدر الخطر، فتجد من يجري في اتجاه الحريق أو القصف بدلا من النزول إلى الملجأ مثلا.
0 في أثناء الكارثة تجد شخصا يقف مكانه، غير قادر أو غير راغب في التحرك، ولا يريد أن يفعل أي شيء وانفعالاته مشوشة.
0 صعوبة في النوم.
0 سهولة الاستثارة أو "النرفزة".
0 الإفراط في تناول المهدئات.
0 اللامبالاة والكف عن العمل.
0 اضطرابات الهضم والصداع.
0 قلة الرؤية والسمع.
0 أعراض البرد أو الأنفلونزا.
0 صعوبة التركيز.
0 الحزن والإحباط.
0 الكسل وعدم الخروج من المنزل.
0 الإحساس بفقدان الأمل.
0 تغير المزاج والبكاء بسهولة.
الآثار النفسية اللاحقة للكوارث:
ينجم عن الكوارث علامات وأعراض نفسية بعدة ساعات أو أيام من بداية الحرب، وينتهي معظمها قبل أن تتحول إلى مرض نفسي معين، ومن الأعراض والعلامات العضوية: العرق الزائد ونوبات الدوار والتنفس السريع. ومن الأعراض والعلامات الانفعالية: الغضب والأسى والاكتئاب والصدمة الانفعالية. ومن الناحية الفكرية: يحدث خلط في التفكير، وانخفاض القدرة على الانتباه والتركيز. ومن الأعراض السلوكية: الانسحاب من الآخرين والصمت الطويل، وهناك أنواع معينة من الاضطرابات النفسية الأخرى التي تظهر في أثناء وجود تفجيرات أو قصف ومعارك، أو بعد التعرض لهذا القصف أو تلك الأزمة بفترات قد تطول وقد تقصر.
أنواع الاضطرابات النفسية لدى المراهقين والراشدين:
هناك عدد كبير من الاضطرابات أو الأمراض النفسية التي يمكن أن تظهر على الإنسان نتيجة التعرض للصدمات والضغوط الشديدة، ولكن سنعرض أكثر الاضطرابات ظهورا والتي تتطلب دعما نفسيا أسرع، وفيما يلي هذه الاضطرابات:
- التفاعل الحاد للكرب.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- الاكتئاب.
1- التفاعل الحاد للكرب Acute Stress Reaction:
أحد الاضطرابات النفسية التي يمكن أن يُصاب بها الإنسان هو اضطراب يعرف باسم التفاعل الحاد للكرب، ويعرف في الطب النفسي بأنه (اضطراب عابر على درجة كبيرة من الشدة يحدث للشخص، ويتلاشى عادة خلال ساعات أو أيام). ومُسبب الكرب قد يكون تعرض الشخص نفسه أو أحد أعضاء أسرته أو جيرانه المقربين أو منزله للخطر أو الإصابة أو الموت، مثلا وفيات متعددة أو حريق في المنزل، كما أن احتمال الإصابة بهذا الاضطراب يزيد إذا تواكب مع إجهاد جسدي أو عوامل عضوية.
الأعراض المرضية:
تختلف أعراض التفاعل للكرب الحاد اختلافا شديدا من شخص لآخر، لكن الأعراض النموذجية تشمل:
- حالة من التبلد، مع بعض الانكماش في مساحة الوعي والانتباه، إضافة إلى عدم القدرة على فهم ما يدور حوله والتوهان، وقد يلي هذه الحالة إما انسحاب متزايد من الموقف المحيط ربما يصل إلى حد الذهول الانشقاقي، وكأنه أصبح شخصا آخر نسي ما حدث له، وإما تهيج وزيادة في النشاط فيجري أو يهرب.
- أعراض اضطراب وظائف الجهاز العصبي المستقل (الأوتونومي)، مثل اختلال سرعة دقات القلب وسرعة أو معدل التنفس، وربما العرق والرعشة وجفاف الحلق وكثرة التبول.. إلى آخره.
- تظهر هذه الأعراض خلال دقائق من حدوث الكارثة (إن لم تكن فورية)، وتختفي خلال يومين أو ثلاثة (وغالبا خلال ساعات)، وقد يحدث فقدان ذاكرة كلي أو جزئي بالنسبة للنوبة، فينسى كل شيء أو ينسى مثلا فترة القصف.
على أية حال علينا ملاحظة أن الاستعداد الشخصي للتأثر والقدرة الشخصية على الصمود يلعبان دورا كبيرا في ظهور وشدة أعراض التفاعلات الحادة للكرب، فليس كل من يتعرض لنفس المؤثر يُصاب بهذا التفاعل.
كما يُلاحظ في وصف التفاعل للكرب الحاد، فإن السياق يتحدث عن كارثة واحدة مهما كانت شدتها، وفي الحالات التي يستمر فيها الكرب فإن الأعراض السالفة الذكر تبدأ عادة في النقصان بعد يوم أو يومين رغم استمرار القصف والكوارث الناتجة عنه؛ أي إن الإنسان يكتسب ما نستطيع تسميته بالصلابة في المواجهة، فإذا أضفنا ما يقوم به الإيمان بالله وبقدرته ومشيئته إلى هذه الصورة، فإن النتائج لن تظل سلبية بالتأكيد.
2- الضغوط التالية للصدمة Posttraumatic Stress Disorder
وهو نوع آخر من الاضطرابات التي تم اكتشافها مع الحروب العالمية، وتحدث فقط نتيجة مواجهة الكوارث، ويختلف اضطراب ما بعد الصدمة عن التفاعل الحاد للكرب في أنه يحدث متأخرا بعض الشيء، والسمة الأساسية في هذا الاضطراب هي الذاكرة الصدمية، وهذا ينعكس على هيئة أعراض نفسية محددة سنوردها مع مثال لأحد الناجين من تفجيرات مدينة "دهب" بمصر كما يأتي:
في الانفجار الثاني اترمينا على الأرض، وبحثت عن أمي فوجدتها ملقاة على الأرض وثلاث أرباع رجلها غير موجودة، وحماتي أصيبت وابنتي، وأنا نفسي عندي شظايا في جسمي.
أ) تعرض الشخص لحادث صدمي (كارثة)، وحدث التالي:
1- مر الشخص بخبرة أو شاهد أو واجه حدثا أو أحداثا تضمنت موتا أو تهديدا بالموت أو إصابة بالغة أو تهديدا شديدا لسلامة الشخص أو الآخرين.
2- شعر الشخص بخوف شديد مع إحساس بالعجز والرعب.
شفت حالات كتيرة وإصابات كتيرة في العمليات، ولازم أتخيل المناظر دي.
ب) تتم إعادة معايشة الحدث الصدمي بطريقة أو بأخرى من الطرق التالية:
1- تذكر الحدث بشكل متكرر ومقتحم وضاغط وذلك يتضمن صورا ذهنية أو أفكارا أو مدركات.
أنام بشكل غير منتظم وأقوم مفزوعا، وأصبحت أكره النوم.
2- استعادة الحدث بشكل متكرر وضاغط في الأحلام.
"خائف إني أذهب إلى أي مكان فيه زحمة؛ لأن التفجير كان في السوق المزدحمة"
3- التصرف أو الشعور وكأن الحدث الصدمي (القصف مثلا) عائد.
ولما بافتكر اللي حصل باتعب جدا.
4- انضغاط نفسي شديد عند التعرض لمثيرات داخلية أو خارجية ترمز إلى أو تشبه بعض جوانب الحدث الصدمي.
5- استجابات فسيولوجية تحدث عند التعرض للمثيرات سابقة الذكر.
وزيارة أهلي بالمستشفى ثقيلة عليّ
ج) التفادي المستمر لأي مثيرات مرتبطة بالحدث، فنجده يتجنب ذكر الحادث أو زيارة المكان، كما ينفصل المصاب عن الأحداث الاجتماعية المحيطة والعلاقات الشخصية، وبالذات ما له علاقة تماس بالحادث، إضافة إلى خدر عام في الاستجابات؛ أي الشعور بالانفصال عن الآخرين وكل ما حوله، واللامبالاة وفقد الحس (بعد الحادثة جه لي ذهول مش متخيل اللي حصل).
حاسس إني مش مرتاح، ودقات قلبي بتزيد لو حصل شيء شدّ أعصابي، وباتنرفز بسرعة.
د) أعراض زيادة الاستثارة بشكل دائم: وتحدث هذه الأعراض كاستمرار لحالة التوتر الشديدة في أثناء التعرض للخطر؛ حيث ينتفض الشخص عند سماع صوت دقة على الباب مثلا أو صوت كلام أحد المحيطين به. وتشمل الأعراض الأرق ونوبات من الغضب وفزعا مبالغا فيه وحذرا شديدا، وقد يصاحب هذه الأعراض صداع وإسهال وتعب ورجفة.
بعد الحادثة بشوية زادت الأعراض، وأنا أعاني منذ أكثر من 3 أسابيع.
هـ) الأعراض مستمرة لمدة شهر على الأقل (أما إذا كانت أقل من شهر فيطلق عليها اضطراب الكرب الحاد).
مش قادر أمارس أي نشاط أو أذهب إلى العمل، مش قادر أثق في الناس ولا أتعامل إلا مع اللي أعرفهم.
و) يسبب هذا الاضطراب انضغاطا نفسيا واضحا أو يؤدي إلى تدهور في الأنشطة الاجتماعية أو الوظيفية أو جوانب أخرى هامة.
ويختلف هذا الاضطراب عن التفاعل الحاد للكرب في كونه لا يُشترط أن تكون بداية أعراضه مرتبطة ارتباطا زمنيا مباشرا بالحادث المأساوي، فيمكن أن تحدث الأعراض لأول مرة بعد فترة طويلة من ذلك الحدث ربما تصل إلى السنة الكاملة وربما أكثر، وقد تكون ذكرى مرور عام مثلا على الحدث هي اللحظة التي يبدأ عندها ظهور الأعراض، وإن كان الأغلب هو أن تكون العلاقة الزمنية أوضح من ذلك وأقرب.
وتبدأ هذه الحالة بعد الصدمة بأعراض بسيطة قد تتراوح بين بضعة أسابيع وشهور (ولكنها نادرا ما تتجاوز ستة أشهر)، واضطراب ما بعد الصدمة قد يظهر على السطح بعد شهور أو أعوام من الحدث.
- العوامل المؤثرة في ظهور اضطراب ما بعد الصدمة:
1- العوامل المتعلقة بالشخص: وُجد أن الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية سابقة مثل الاكتئاب يصبحون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، وقد اختلفت الأبحاث حول تأثير السن ومعظمها لم تجد علاقة بين السن ومعدل حدوث الإصابة، أما بالنسبة لجنس المصاب فقد أكدت بعض الأبحاث أن النساء أكثر تعرضا من الرجال.
2- عوامل متعلقة بالحدث: وجد أن شدة الحدث ومدى قربه أو بعده عن الشخص يلعب دورا مهما في تحديد توابعه، وتعرض الشخص لصدمات ضعيفة، ولكن متكررة يجعله أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب عند تعرضه لصدمة أخرى ضعيفة، وكأن الصدمات المتكررة مهما ضعفت شدتها فإنها تدفع الشخص نحو الحافة أو إلى الحد الذي لا يستطيع معه أن يتكيف مع أي أحداث مؤلمة جديدة.
3- المساندة الاجتماعية: المتاحة للشخص والوقوف بجانب المصاب وتفهم حالته، فهذه المساندة تمتص جزءا هاما من الصدمات وتساعد على مواجهة آثارها.
التغير المتوقع في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة:
في بعض الأحيان يأخذ اضطراب ما بعد الصدمة بعض الوقت كي تظهر أعراضه، وهذا الوقت يتفاوت فيقصر في بعض الحالات إلى أسبوع ويطول في حالات أخرى ليصل إلى سنوات طويلة؛ أي لا يظهر هذا الاضطراب النفسي إلا بعد شهور أو سنوات!! وتتفاوت شدة الأعراض من وقت لآخر ولكنها تبلغ ذروتها في أوقات الانضغاط النفسي.
وهناك علامات تشير إلى توقع تحسن الحالة منها: ظهور الأعراض بعد وقت قصير من وقوع الحدث، قصر مدة الأعراض (أقل من ستة أشهر)، كفاءة أداء الشخصية قبل المرض، وجود تدعيم اجتماعي جيد، وأخيرا عدم وجود اضطرابات نفسية أخرى مصاحبة للحالة.
3- الاكتئاب Depression:
من الآثار النفسية للحروب والكوارث الإصابة بمرض "الاكتئاب"، ولا بد من وجود خمسة من الأعراض الآتية في مدة لا تزيد عن أسبوعين حتى يتم التشخيص:
(أ) اكتئاب وشعور بالحزن أغلب اليوم وكل يوم تقريبا، أو يلاحظ الآخرون أنه يبدو باكيا.
(ب) ضعف التركيز والاهتمام.
(ج) نقص الاهتمامات، وفقد الاستمتاع بأغلب الأنشطة اليومية.
(د) فقد أو زيادة في الوزن أو تغير الشهية بالزيادة أو النقصان.
(هـ) أرق أو زيادة النوم تقريبا كل يوم.
(و) يلاحظ الآخرون عدم الاستقرار والحركة أو التبلد ونقص النشاط كل يوم تقريبا.
(ز) الإجهاد وفقد الطاقة والشعور بالتعب الشديد حتى بعد أقل مجهود كل يوم تقريبا.
(ح) انخفاض احترام الذات والثقة بالنفس، والإحساس بالذنب الزائد وغير المناسب كل يوم تقريبا.
(ي) نقص القدرة على التفكير أو التركيز أو أخذ القرار.
(ك) تكرار فكرة الموت (وليس الخوف من الموت) أو تكرار فكرة الانتحار.
- الأعراض تسبب انزعاجا شديدا أو خللا في الأداء الاجتماعي أو الوظيفي.
- الأعراض السابقة لا ترجع إلى فقد شخص عزيز إلا إذا استمرت أكثر من شهرين.
كيف تشجع المريض للتحدث عن معاناته النفسية؟
0 لغة الجسم هامة من حيث قربك من الناجي بدرجة مناسبة، ونغمة صوتك الباعثة على الاطمئنان من العوامل التي تساعد الآخرين على الكلام معك.
0 الاستماع الفعال: أنت تحاول استخراج ما بداخل الشخص فيما يخص الصدمة، وهنا يأتي دور الاستماع الفعّال؛ يعني أن تعطي من هو أمامك الفرصة كي يعبر عن رأيه، وعليك أن تقاطعه في حالة أنه يكرر ما قاله أو يتحدث في أمور خارج موضوع النقاش، وحين يتوقف الشخص عن الحديث استشعر هل انتهى من حديثه بالفعل أم أن لديه مشاعر وانفعالات عميقة من الصعب أن يتحدث عنها، وهنا اصمت أنت أيضا وإن لم يبادر بالحديث كرر آخر جملة قالها كي تحفزه على الاستمرار، وتشعره أنك تريد أن تستمع إليه.
0 مقابلتك للناجين تعتبر فرصة لاستخراج الصدمات الدفينة والحزن المبكر، ضع في اعتبارك أن أمثالنا العربية تقول "اللي فات مات"، وقد تجد الأهل يحاولون معه لينسى ما حدث، لذا ضع في اعتبارك أن حوارك قد يكون هو الفرصة الوحيدة كي يعبر الناجي عن آلامه، وقد يسترجع ذكريات مؤلمة مر بها قبل الكارثة بفترات قد تطول أو تقصر، وقد يسترجع خبرات لم تكن مؤلمة لكنه يشعر بها الآن على أنها خبرات صعبة.
0 بعض الأشخاص يكونون في حالة نفسية مزرية تجعله مُستثارا وعصبيا، وقد يشتم ويقول لك إنه في غنى عن خدماتك، ودورك هنا أن تستمع إليه حتى ينهي كلامه دون أن تأخذ الموضوع بشكل شخصي، ولا تسأله أو تصر على أن تخفف عنه فاستماعك وتفهمك لحالته وتحملك غضبه هو أفضل دعم نفسي في هذه اللحظة، وأخبره أنك ستأتي في يوم آخر لتطمئن عليه، ومن المهم أن تزوره بالفعل، وهنا سيكون الحديث والتشخيص أكثر يسرا.
0 حينما تستمع إلى من تحاول تشخيص حالته، فقد لا تكون جميع الأعراض ظاهرة أمامك من خلال الملاحظة أو حتى من خلال كلامه معك، وقد تجد مجموعة أعراض من أنواع مختلفة؛ أي تجد مثلا مشاعر حزن (أعراض اكتئاب) مع تذكر متكرر لصوت الصواريخ (أحد أعراض اضطراب ما بعد الصدمة)، وهذا أمر طبيعي. اسأل نفسك ما هي الأعراض التي تتعبه أكثر؟ فإن كانت مشاعر الحزن فاسأله عن باقي أعراض الاكتئاب.
وللحديث بقية.........................يتبع ........ : التعامل مع المتضررين من الراشدين والمراهقين2
واقرأ أيضاً:
صدمات الطفولة / التعامل مع الضغوط التي يعيشها الفلسطينيون / استمرار الإحساس بالفجيعة أو الخسارة / اضطراب التأقلم