فتاة تُدير سفارة (إسرائيل) بالقاهرة: فيلم "السفارة في العمارة" خدم تل أبيب!!!
أكدت (نيللي شيلا)، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في القاهرة، أنها تعيش حالة من العمل الدبلوماسي الدؤوب، منذ أن وطأت قدماها العاصمة المصرية، تزامناً مع قدوم السفير الإسرائيلي الجديد لدى مصر (يتسحاق لفانون).
وقالت (نيللي) التي تنحدر أسرتها من أصول سورية، والتي هاجرت إلى (إسرائيل) عام 1982 عن طريق تركيا: "لن أُقيم في القاهرة كثيراً، وربما أعود إلى عملي في الخارجية الإسرائيلية في غضون أيام، ولكن بعد أن أُنهي كافة المهام المنوطة بي."
واقع حال (نيللي شيلا) في أروقة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، يُشير إلى أنها باتت بين عشية وضحاها السفير الفعلي لبلادها في مصر؛ فكما كانت ضيفاً شبه دائماً على كاميرات وسائل الإعلام والمحطات العربية والأجنبية، إبان عملها كمتحدثة رسمية للخارجية الإسرائيلية في القدس المحتلة، اعتادت وسائل الإعلام المصرية على رصدها وهي تتنقل بين المحافل الدبلوماسية والثقافية، وكانت آخر هذه المحافل، تلك الندوة الثقافيـة التي نظمها المركز الأكاديمي الإسـرائيلي في مصر، وحاضر فيها البروفيسـور الإسـرائيلي ذو الأصول القاهريـة (يعقوب شـويقـة).
ملامح شرقية وحضور إعلامي
ربما ساعد (نيللي) على القيام بهذا الدور داخل السفارة الإسرائيلية، حالة الفراغ التي عاشها المقر الدبلوماسي لتل أبيب في القاهرة، لا سيما أن السفير الجديد الذي خلف سلفه (شالوم كوهين)، لم يستقر في مقر إقامته بحي المعادي أو في مصر بشكل عام منذ توليه منصبه الجديد إلا أياماً معدودة، كان يتنقل خلالها بين مصر و(إسرائيل)، نظراً لأعمال الترميم التي كانت تجري في فيلا المعادي ـ المقر الدائم لسفراء (إسرائيل) بالقاهرة ـ .
وتعتمد (نيللي شيلا) في حضورها الإعلامي والدبلوماسي على ملامحها الشرقية، التي تقترب بها من محاورها العربي بشكل سريع وعن ذلك تقول: نعم أنا يهودية إسرائيلية، إلا أن أصولي سورية، وعندما هاجرت أسرتي إلى (إسرائيل) عام 1982، تعلمتُ العبرية بصعوبة، غير أن أمي لم تستطع تعلمها، ومازالت تتحدث العربية بلكنة شامية حتى الآن، وكان لتلك الأصول بالغ الأثر في تكوين ذوقي الفني؛ فمازلت أعشق رقصة الدبكة الشامية، وأُتابع بنهمٍ بالغٍ الدراما السورية، التي أشعر أنها تُعبر عن المجتمع الذي نمت فيه طفولتي.
موقف من فيلم "السفارة في العمارة"
وعلى ذكر ذوقها الفني قالت (شيلا): أُحب الفن المصري جداً، وأُقدر نجوم السينما المصرية بشكل عام، إلا أنني أعشق نجم الكوميديا الكبير عادل الإمام، خاصة فيلمه "السفارة في العمارة"، الذي قام فيه بتجسيد مهندس مصري عاد من الخليج إلى القاهرة، ليكتشف أن شقته باتت متاخمة لمقر السفارة الإسرائيلية.
وعلى الرغم من الانطباع السـلبي الذي قد يتركـه الفيلم لدى الطاقم الدبلوماسـي للسـفارة الإسـرائيليـة في القاهرة، نظراً لما ينطوي عليـه من رغبـة في عدم وجود هذا المقر الدبلوماسـي في مصر بشـكل عام، إلا أن (نيللي شـيلا) أبدت موقفاً مغايراً تماماً، وبات واضحاً أن ذلك لم يكن موقفها فقط، وإنما كان موقف السـفير الإسـرائيلي السـابق (شـالوم كوهين)!
وقالت (نيللي): رغم ما قد يُبديـه الفيلم من انعدام رغبـة الشـارع المصري ومثقفيـه من وجود التمثيل الدبلوماسـي الإسـرائيلي في مصر، إلا أن فيلم "السـفارة في العمارة" سـاهم بشـكل غير مباشـر في تعريف المواطن المصري البسـيط بوجود سـفير لدولـة (إسـرائيل) في القاهرة. ويمكن القول أن العمل السـينمائي الذي كتبـه المؤلف الشـاب يوسـف معاطي خلق ـ دون قصد بطبيعـة الحال ـ حملـة دعائيـة لخدمـة الدبلوماسـيـة والتواجد الإسـرائيلي في مصر!!!!!!!
والأصول الشامية كان لها بالغ الأثر في انسجام التعامل الدبلوماسي بين الفتاة السورية الأصل (نيللي شيلا) والسفير الجديد في القاهرة (يتسحاق ليفانون)، خصوصاً وأن الأخير ينحدر في أصوله الأسرية من لبنان، ولعل ذلك ـ على حد قول (شيلا) ـ هو ما خلق أجواءً من "الهارموني" المشترك بين الطرفين، وكان سبباً في إصرار (ليفانون) على اصطحاب (شيلا) للعمل إلى جواره في القاهرة حتى إذا كان ذلك لفترة معينة، تعود بعدها إلى عملها الدبلوماسي بمقر الخارجية الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.
طاولة المفاوضات مع سوريا
ولم يكن مستغرباً أن يتصدر الملفين السوري واللبناني وعلاقتهما (بإسرائيل) اهتمامات الدبلوماسية الإسرائيلية الشابة. فبدا واضحاً في حوارها لـ "العربية نت" مدى تأثرها بكونها سورية الأصل. وعن ذلك تقول: في نهاية المطاف لا بد أن يجلس الطرفان السوري والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات المباشرة دون وساطة، ولعل ذلك بات في طريقه للخروج إلى أرض الواقع، في ظل التقارب الدبلوماسي والسياسي ـ إذا جاز التعبير ـ بين واشنطن ودمشق.
وفيما يتعلق "بحزب الله"، ترى (شيلا) أن (إسرائيل) تتعامل مع تلك المنظمة على أنها فصيل مسلح تابع للحرس الثوري الإيراني، يتلقى أوامره من المرجعيات الشيعية في طهران، ولا تتجاوز علاقة سوريا به سوى قيامها بدور الوسيط أو القناة الرئيسية لإمداده بالسلاح والعتاد، واستغلاله كمنظمة مسلحة لخلق جبهة عسكرية ضد (إسرائيل) في الشمال. غير أن هذه الجبهة أو غيرها لن تُؤتي ثمارها في ممارسة ضغوط على (إسرائيل)، وإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع السوريين، ومناقشة القضايا العالقة بين الطرفين، لا سيما هضبة الجولان ومشكلة المياه والأمن.
وتُضيف (نيللي شيلا): العمل السياسي وحده هو الورقة الرابحة للوصول إلى التفاوض، ولعل ذلك كان واضحاً عندما أجرت حكومة (أيهود باراك) السابقة اتصالات بالسوريين، وأعربت (إسرائيل) في حينه عن استعدادها للانسحاب من 99% من مساحة الهضبة، نظير التزام دمشق بضمانات أمنية معينة، واستكملت المشوار نفسه حكومة (أيهود أولمرت) بوساطة تركية، غير أنه يبدو أن ضغوط إيران على سوريا وتجاوب دمشق معها تحول دون تطبيق هذه الرؤى على أرض الواقع.
المصدر: موقع دنيا الوطن
واقرأ أيضاً:
ماذا تعرف عن يوم الأرض!!؟؟ / يوم الأرض معانٍ معاصرة وذكرى متجددة