عفوا فأنا لا أشعر بوطنيتي إلا أثناء المباريات الدولية؛ ولست وحدي من أعاني من الوطنية الكروية فمعظم أبناء جيل لا يهتفون باسم مصر إلا أثناء تسجيل أهداف مباريات كرة القدم الدولية فقط.
فأنا لا أتذكر أني أمسكت علم مصر إلا في كأس الأمم الأفريقية لعام 2006 "ومين في مصر ممسكوش" حيث كانت الوطنية الكروية في أزهى عصورها في مصر.
واليوم سقطت أمطر على ملعب "أبو كو واري" وهي المرة الأولى التي تسقط فيها الأمطار -بشارة خير- من يوم وصول المنتخب "لكوماسي" أي منذ 21 يوماً وكانت أمطار الخير والبركة ورغم من تقلص مدة المران قبل المباراة من 45 دقيقة إلى 20 دقيقة فقط فاز الفريق الوطني المصري وأستطاع ترويض أفيال أفريقيا "منتخب كوت ديفوار".
فاليوم أمسكت علم مصر وهتفت حتى ضاع صوتي مصر مصر تحيا مصر وكورة مصر فاليوم ليس مثل أي يوم؛ اليوم مباراة مصر وساحل العاج "أقوى فرق أفرقيا على الإطلاق" وفازت مصر بأربعة أهداف أحرزها أحمد فتحي وعمرو ذكي وأبو تريكة مقابل هدف لساحل العاج؛ فقد كان احتمال الفوز موجود ولكن النتيجة فاقت التخيل والتصور فلم نجرؤ على تخيل النتيجة بهذا الشكل وقومنا بركوب أفيال أفريقيا لنصل لأسودها.
فأتحدى إذا كان هناك مصري واحد لم يهتف باسم الحضري "السد العالي" أو عمرو ذكي "البلدوزر" أو أبو تريكة "حلواني الكورة المصرية" فقد تمتع وتمتع كل المشجعين بمباراة مشوقة وكأنها في نهائيات كأس أوربا.
فهنيئا لنا الوصول للنهائي وهنيئا للمدرب الوطني الكابتن حسن شحاتة نصره الرائع على ساحل العاج وهنيئا لمصر فرحتها بلقب "برازيل أفريقيا".
هذا اللقب الذي أطلقه أحد نقاد الكورة من غانا ولكني لا أذكر أسمه فيكفيني لقب "برازيل أفريقيا".
وأتمنى أن يأتي يوم أشعر بهذا الشعور الجميل شعور الوطنية تجاه أي شيء أخر سوى الكورة.أتمنى أن أهتف لمصر خارج الإستاد وأتمنى أن أمسك علم مصر خارج المستطيل الأخضر.
دعوتنا جميعاً للمنتخب المصري حتى يتمكن من رفع اسم مصر عالياً وحصوله على اللقب ورجوعه بالكأس لنا هنا في مصر الحبيبة "برازيل أفريقيا".
واقرأ أيضاً:
دورة دار الحكمة.. والجوانب النفسية للعدوان/ المجتمع الموريتاني: التبلاح / بالجوز بالفرد نفديك يا منتظر / من المسئول عن مقتل دكتور هشام حجاب؟؟!!! / المجتمع الموريتاني: السحوة