كلما حاولت التفكير بحجم الإجرام الذي فعله الرئيس المخلوع المجرم بشار الأسد، تذكرت هذا المصطلح #الابن_العاق ، لأفسر لنفسي أولاً - كطبيبٍ نفسيّ – لِمَ فعل بنفسه ما فعل؟! ماذا كسب؟! وماذا خسر؟! فلم يكسب إلا حياةً رئيسٍ أهبلٍ مقيتٍ يتجول في بيته بكلسون!!
وما خسره الكثير والكثير… لقد دمّر حرفياً نفسه وعائلته وطائفته بأفعاله الشنيعة… فضلاً عن تدمير سورية وتشريد شعبها…
لكن هذا ما يبدو في الظاهر، أما في الباطن، فهناك "مكاسب لا واعية"!!! نعم مكاسب "طفولية" رهيبة، بتحطيم ما أنجزه أبوه طيلة ثلاثين سنة من حكمه، وأربعين سنة من سيطرة حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه.
ألم يخرب ما صنعه أبوه وكأنه ينتقم منه؟!
نعم، هو تماماً ينتقم من أبيه، الذي عجز أن ينفذ غضبه فيه، فأنفذ غضبه على ما صنع وأنجز… لقد كان الطفل بشار في بيت أبيه يدعى بـ "الأهبل"، وكان يٌسحق سحقاً ما بين تمييز أبيه لأخيه باسل وما بين جبروت ماهر الذي كان سيكوباثياً (بنية نفسية مضادة للمجتمع) منذ الصغر…
منذ أن استلم بشار الحكم، بدأت محاولات الانتقام من أبيه وما أنجزه، متنكرة بلبوس "فتح الحريات" و"تحرير الاقتصاد" و"الانفتاح على الطائفة السنية" عبر زواجه من أسماء الأخرس. كان يسبح عكس تيار أبيه، ويبدو لطيفاً، متحضراً، وقريباً من الشعب. إذ قال في خطاب القسم إنَّ "الديمقراطية واجب علينا تجاه الآخرين قبل أن تكون حقا لنا".
حاول ذلك في البداية، وربما استمر لعدة أشهر، لكنه عجز عن المتابعة، إذ واجه حرس أبيه القديم الشرس، فعاد ورضخ لهم، ضارباً بنفس يد أبيه الغليظة المتوحشة "ربيع دمشق"، ثم "إعلان دمشق"، ثم قمع بغطرسة ثورة الأكراد في القامشلي عام 2004م، ثم جاءت حادثة اغتياله للحريري، فخرج من لبنان صاغراً بعد أن كان والده قد سيطر عليه لعشرين عاماً.
وكأنه طفل صغير أحمق حاقد، يعبث بملك أبيه الغائب، يرتكب الأخطاء هنا وهناك، ويهدم علاقات دبلوماسية متينة بناها والده خلال سنوات بكلمة أو خطاب أحمق، كما حصل عندما وصف حكام الخليج بـ"أنصاف رجال".
لقد جعل من سوريا تابعة لإيران، فاتحاً الأبواب أمامها، وذلك قبل الثورة بأعوام، بعد أن كانت ندّاً لها في عهد والده.
ثم أتت الثورة السورية في آذار عام 2011 م، ضده شخصياً، لتهينه وتحقره وتطالب بطرده من الحكم، تفعل الثورة ( دون أن تدري) ما فعله أباه به صغيراً ولم يقوى حينها على الرد، ليخرج رده الآن، غضباً وحقداً نتناً معتقاً من نفس هذا الطفل المسحوق عند أبيه حافظ الوحش..
كلما هالني حجم الجريمة التي مارسها بشار في حق الشعب الثائر ضده، أحاول تخيل كم وكم من الإهانات والتحقير تعرض له هذا الطفل الغبي بشار من أبيه الوحش.. أمام سبب تحقير حافظ لبشار فهنالك روايات متعددة لذلك لا وقت لها الآن..
لقد حكمنا هذا الطفل الغاضب الحاقد الذي دمّر ما أنجزه أبيه ودمّر نفسه بالنهاية وسمعة أهله على مر التاريخ…
المهم أن الشعب السوري تحرر من الوحش وابنه الحاقد إلى حياة جديدة سعيدة بإذن الله..
واقرأ أيضًا:
نفسي وهذا العيد... تبعات نفسية2