الحياة حركة والسكون تعبير عن الموت بأنواعه، والجريان صوت الحياة ورمزها الدفاق بالمستجدات، والأمواج تتبادل مواضعها وتنطلق في مسيرها وقد تذاوبت في بعضها وكلها.
والأرض تدور وما عليها يخور، وفي قلبها نار وتسبح في بحر كوني النيران، فتصنع المسيرة الترابية بطرفيها الواعد والوعيد.
الأمم والشعوب الحية في حركة دائبة وتجدد مستقيد، والمجتمعات الخابية في همود وقنوط واستكانة لسوء المصير.
والفرق بين الحركة والسكون واضح ومؤثر في بناء المواقف ومواجهة التحديات، فالساكن متآكل والمتحرك متفاعل وفاعل.
الاستنقاع مرير والجريان أمير، فالساكن يتصاغر، والمتحرك يتواصل متوثبا نحو تطلعات تساهم في رفد الدنيا بالمعطيات الخلاقة.
"ومن لا يحب صعود الجبال...يعش أبد الدهر بين الحفر"
الحجج والأعذار والقرارات الانفعالية الآنية لا تساهم بتزويدنا بمهارات سلوك الطرق الوعرة التي تنتهي بغنائم نادرة، فما أكثر الأسباب القاضية بالتخلي عن التفاعل مع المواقف والأحداث، فالتراث فيه من معززات أية وجهة نظر، وبه يمكن تعليل أية حالة، وتخدير الروح ودفن الضمير.
ما أن تنهض بوجه حالة هامدة، حتى تتصدى لك طروحات أنها كانت في السابق وحصلت بتكرارية ولا جديد في الأمر. فمسيرة الأمة حافلة بمعظم معطيات السلوك البشري في مواقفه المتنوعة، فلا جديد فيما يتمخض عن التفاعلات القائمة، غير أن الركام التراثي الهائل يشل البصيرة ويمنع الاعتبار لشدة انسكابه وتجمعه في أوعية الوعي الجمعي.
المطلوب إدراك قيمة الحركة والتوثب والإخلاص والوفاء الوطني، والتمسك بقيمة الإنسان وتأكيد حقوقه في عصره.
تحرّكْ أيّها الساعي لمَجدِ
ولا تقنطْ بدائرةِ التحدّي
وكنْ أملاً يُبشرنا بخَيرٍ
ويَمنحُنا إراداتَ التصدّي
إذا خَنَستْ شعوبٌ في رُباها
فقد ولجتْ مَساراتَ التردّي
د-صادق السامرائي
واقرأ أيضا:
النفط والبشرية!! / أطعموا أنفسكم!!
