الديمقراطية روحها المعارضة وأساسها التنافس الانتخابي والحس الوطني القابل للنتائج أيا كانت، ولا يجوز التفاعل السلبي والتحول إلى ميادين تصارعات وعدوان بيني، فمَن لم يفز يكون في صفوف المعارضة التي تعني المراقبة الوطنية النزيهة الخالصة لتصرفات الحكومة المنتخبة، وتعديل سلوكها إن كان مضرا بالمصالح الوطنية، والإشارة إلى سقطاتها وتصرفاتها المرفوضة من الوطن.
والمعارضة تعني الجماعات والأحزاب التي تعارض الحكومة أو السلطة الحاكمة، أي تختلف معها في الرأي أو البرامج أو القرارات، إذ تسعى المعارضة لتحسين الأوضاع الاقتصادية بطرق مختلفة عن الحكومة.
وهي جزء أساسي من أي نظام ديمقراطي، وتمثل الجهة التي لا تشارك في الحكم وتختلف مع الحكومة، وتسعى إلى مراقبتها وتصحيح أخطائها وتقديم بدائل للسياسة القائمة.
المعارضة ليست عدوا أو خصما سلبيا، إنها قوة إيجابية لصناعة الأفضل، وتحقيق الإرادة الوطنية بأنفع السبل والتفاعلات، القادرة على إطلاق الطاقات واستثمار القدرات، وتعزيز منطلقات الحياة الحرة الكريمة، ورفع قيمة الإنسان والتأكيد على المواطنة والوطن أولا. فلا ديمقراطية بدون معارضة سياسية حامية.
فلماذا يتملكنا الغضب والعدوانية عندما لا نفوز في الانتخابات، المهم المشاركة وتأكيد الدور في الاتجاهين، أن تكون في الحكومة أو خارجها، وفي الحالتين يؤدي الشخص دوره الوطني الساعي للعزة والكرامة والسيادة الوطنية. فلا يوجد خاسر ورابح في العمليات الانتخابية، وإنما أدوار متبادلة، فهذا يحكم وهذا يعارض، والكل يؤدي دوره الوطني بقوة وإيمان وانطلاق نحو مستقبل أفضل.
إن جوهر الديمقراطية ربما يكون عصيا على الفهم والاستيعاب في المجتمعات الخديجة ديمقراطيا، ومن المعروف أن الوصول إلى التفاعل الديمقراطي السليم يمر عبر مسيرة قد تكون مريرة.
فتفاعلوا بإيجابية ووطنية صادقة، فالأرض تدور، والأحوال تتبدل، ومن يحكم اليوم سيكون معارضا في الغد، وهكذا دواليك، فالديمقراطية عملة ذات وجهين، وإرادة الشعوب الواعية والغير واعية تتحقق وتكون.
لا تقل أني ولكن إننا
فبنا يحيا عزيزا شعبنا
هذه الدنيا كتابٌ رائعٌ
تكتب الأيام فيهِ مجدنا
تنظر الأجيال فردا جامعا
يتباهى باقتدارٍ عندنا
د-صادق السامرائي
واقرأ أيضا:
طوابير النقمة!! / أدب العرب!!
