لا تحمل قلم رصاص فقد تصنّف إرهابياً.
لا تستخدم أدوات النفي والنهي والجزم، ولا تعترض على النصب والإعلال والإبدال والقلب(1)، الزم السكون، وتحمّل الكسر، أما الفتح فاطلبه من الله صامتاً، واستعذ بالله من ضمّة عدو في ثياب صديق.
لا تستخدم اللون الأحمر، فقد ينبئ التحليل النفسي عن ميلك للعنف، ولا تستخدم اللون الأخضر، فهو علاوة على كونه خاصاً بالوزراء والمديرين، يقال أنه يعبر عن الأمل، أما الأزرق: لون السماء والبحر، فقد يعبر عن مشاعرَ رقيقة وحالمة لا مكان لها على هذه الأرض لأمثالك.
ربما كان استخدام اللون الأسود غيرَ حرج، ولا مثيراً للشبهات، ثم إنه موفور في عيون العرب الساكنة، في جثث المسلمين المحترقة، في زفرات الأمهات الثكالى والصبايا المقهورات.
أنت عربي؟ أنت مسلم؟
ويحك كن أمياً، فهذا أضمن لوجود خيمة فوق رأسك، وطاسة بين يديك تمدُّها لموظفي الأمم المتحدة الودودين، أو لأيّ شقراءَ عطوفٍ تركت رفاهية بلادها وانضمت إلى لجان الخير الكثيرة القادمة من الغرب: الأخضر البارد المنظَّم المنتج الجميل.
كن أمّياً مسالماً راضياً، تضمنْ أن يرفع اسمك من قوائم الإرهاب التي أصبحت سيفاً مصلتاً فوق رؤوس أبناء العروبة والإسلام.
_____________
(1) الإعلال والإبدال والقلب: أحوال صرفية تطرأ على الكلمة لأسباب.
الرياض
شوال/1415
اقرأ أيضاً :
ثمة خبر طيب