هل أنا وفي للكتابة ؟! وهل هي مشروع أساسي في حياتي؟!
توقفت عن كتابة يومياتي منذ فترة لأسباب متعددة لم يكن منها افتقادي لما يمكن أو أحب كتابته، والكتابة تحتاج إلى وقت ومعاني ومزاج.
تمنيت لو أتفرغ لممارسة هذا النشاط الذي أحبه وأستمتع به، ولدي الكثير مما أحب أن أكتبه أشكالا ومضمونا.
فكرة كتابة اليوميات هي محاولة لتحويل الخبرات الشخصية والحكايات اليومية إلى بدايات شيء ينفع الناس، إن لم يمتعهم، وفي الفترة الماضية شاهدت عرضا مسرحيا تعرضه خشبة مسرح الجمهورية بدعوة من مؤلف العرض ومخرجه المنفذ اللذان يعرفان عني من "كتاباتي"، وأتلقى من حين لآخر نقدا أو مدحا أو تشجيعا من أشخاص لا صلة لي بهم أو بهن غير أنهم قرءوا ما أكتب، فالحمد لله على نعمة الكتابة.
المهم... في العرض تحكي شهرزاد "رغدة" حكايات الظلم والاستبداد، وعن الحب والفقر، وددت لو أن الجميع يشاهدون هذه المسرحية، واشتريت كتابا هو خلاصة رسالة ماجستير عن شهرزاد في الأدب العربي المعاصر لباحثة وناقدة فنية أحترم إنتاجها كثيرا، وفكرت أن كل امرأة هي شهرزاد تحكي طوال الوقت، وقد تجيد أو تفشل، وإذا كانت المرأة حكاءة بالطبيعة، فإن الرجل الحكاء بمهارة ينبغي أن يبذل جهدا لاكتساب وصقل هذه القدرة، وربما تعلم من شهرزاد أو أية امرأة كيف يكون الحكي!! وربما فإن نجاحنا في حياتنا يتوقف – ولو جزئيا – على علاقتنا بالحكايات!!
الصمت لا يعني مجرد العزوف عن الكلام أو نفاذه، ولكنه – وبخاصة عند الرجال – يعني ترتيب الأفكار، وربما خشية عدم الدقة في التعبير عن المعاني أو المشاعر، وهي متدفقة في رأسي وكياني كله طوال أكثر من عقدين لأرجع إليه فرحا، أو ربما تعلما واعتبارا، وربما لأرى كم كنت ماهرا أو فاشلا سواء في توليد المعاني، ووضوح الألفاظ، أو في إفادة نفسي بما أحمل وأسطر.
أنا مولع بتسجيل يومياتي على فترات متقطعة منذ كنت طالبا في الكلية، وربما من قبل ذلك، وهي محاولات لتثبيت الزمن أو رقمه بعلامات أو النقاط مشهد أو مشاهد لحكايات أو أحاسيس أو صور أماكن أو أشخاص – كتبت كثيرا، ولم أكتب كثيرا أيضا، كما كنت أحب، ويظل السؤال مطروحا كل يوم: أكتب أو لا أكتب.
*اقرأ أيضاً:
على باب الله: عائد من استانبول/ على باب الله: (أحداث كنيسة الإسكندرية)/ على باب الله: رمضان العهد والوفاء/ على باب الله: عن العسكرة والأقدمية