بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ العام الدراسي الأسبوع الفائت.. تقريبا في أغلب الدول العربية.. هذا العام مميز بالنسبة لي
فقد مرت السنوات العشر على دخولي الجامعة لأول مرة..
ذهبت وصديقتي لكلية الطب في يومها الثاني ومررنا وسط الطلبة والطالبات ندهش للمظهر المستجد لهم.. من ملابس وطريقة في الحديث وطفولة ..
من بعيد رمقت أول مدرج حضرت فيه أول محاضرة لي وأنا في سنتي الأولى..
لم يتغير شيء..فقط قد تضاعفت الأعداد..
مررنا بمعمل الكيمياء الحيوية والفسيولوجي ثم بالمشرحة..
واستعدت ذكرياتي في مثل تلك الأيام منذ عشر سنوات..
في المشرحة.. حذرني - مرشدين -أقاربي من الأطباء ممن يكبرونني أن أتوخى الحيطة في المشرحة
وكيفية التعامل مع الجثة..
دخلت المشرحة فوجدت - ساعتها - الطلبة يرتدون البالطو الأبيض وراعي المشرحة يلقبنا بالدكاترة!!!
ويقفون على الكراسي يطوقون الطاولة التي يرتاح عليها الجسد.. بصراحة كنت خائفة جدا..
وكعادتي أعمد لحديث نفسي المشجع لي على اختراق الصعاب .. وبمجرد ما أن وقع ناظري على الجسد
شعرت بدوار أسقطني على أقرب كرسي.. ولم أستطع استكمال الدرس..
لم تستمر تلك الحالة كثيرا.. تغلبت عليها بفضل الله.. ولكنها أصابتني بحالة غريبة بين تأنيب الضمير
على الدراسة على جسد حقيقي الأولى له أن يواريه الثرى وبين يقظته – الضمير - بأن أفيقي واغتنمي الحياة لأن هذا هو المنتهى..
كما أني قد استمررت مدة ثلاث سنوات لا أذوق اللحم..حتى أصبت بفقر الدم!!
إلا أنني لمّا اطلعت على جسد الإنسان هالني خلق الله البديع وقد تناسقت ألياف العضلات ملتبسة بالعظم
تهيئ لنا الحركات المتناسقة المتزنة التي أقل ما يقال لمن يستوعب قوانين الفيزياء فيها :
تبارك الله أحسن الخالقين..
فوجدت مخرجا من تلك الوساوس أن مرحا لحصة التشريح وغيرها وقد اتخذنا للتفكر في الخلق مسارا ومسيرة.
ما زلنا نسير في بهو الكلية..شباب اتحاد الطلبة يرحبون كالعادة وبنفس الأسلوب بالطلبة الجدد.. وأولئك يسألون
عن دكتور فلان الذي يعطي درس في كذا وآخرين يسألون عن شرائط علان الذي يشرح فيها كذا وكذا..
وهناك من يتفق مع نفس الرجل لاستجلاب الهيكل العظمي لدراسته.. وغيره..
شعرت ساعتها أن الزمن قد توقف.. فلم يتغير إلا ما يرتديه الطلبة وما يحملون من هواتف جوّالة وطريقة حديثهم شبه المتكلفة..
كل شيء كما بصرته منذ عشر سنوات..
أخذت صديقتي تداعبني بتذكيري ببعض المواقف الطريفة التي مرت بنا وبعض ممن نتذكرهم بكل وفاء من أساتذتنا الذين علّمونا..
وتعمدنا الذهاب لركن كنا نشتري منه المشروبات المثلجة والشيكولاته بعد أن تجدد واتسع وأصبح على الموضة!
تعودت الاحتفال باجترار الذكريات.. وهكذا كان احتفالي بمرور عشر سنوات على دخولي كلية الطب..
(وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلّكم تعقلون)
واقرأ أيضا:
يوميات رحاب بتحبني ولا لا/ يوميات رحاب: في الصيدلية/ يوميات رحاب الزواج العرفي؟ ولا الزنا؟!/ يوميات رحاب: الزواج الثاني/ يوميات رحاب: علشان خاطر عيونك يا آدم/ يوميات رحاب: كبار السن/ يوميات رحاب: كفااااااااااية