الاسم: أنثى كتيب عليها الرحيل عن كل ما تحب
السن: أي عام احتلال وسنوات اعتقال
العنوان: ما تبقى من وطني فلسطين
اليوم ولأول مرة سأكتب مذكراتي، سأتكلم فقد سئمت الاستماع. سأصرخ علي أيقظ ذاك السكوت المخيم على المكان أو ما تبقى منه. أو علي أزعج ذاك الصمت الذي لطالما ساد. عله يعرف أن هناك أحدا حيا بتلك الخراب. سأحكي ما حدث، فلن يطلع عليه أحد.
تبدأ الحكاية في بداية يوم كأي يوم استيقظنا على صوت القذائف يبدو مألوفا، فهذا الصوت ما نصحو عليه كل يوم. ذهب أبى ليجلب الطعام... وإذ بصوت قذيفة لكنها تبدو قريبه.
رسمت على وجوهنا ملامح الفزع... وتسابقنا لنصل إلى الشرفة علنا نعلم ما حدث. كانت هذه آخر مرة أرى بها والدي. لا أعلم هل قتل أم اعتقلوه؟!!. قتل بأي رصاص أو أعتقل من من لا أعلم؟!!.
مرت الأيام على غياب أبى الذي إلى الآن لم أره، ومرت الأيام إلى أن سمعنا دوي انفجار هائل، كان بمنزل صديقتي... هرعت إليها وجدتها الوحيدة التي نجت، لكن هذه القذيفة لم تكن من الكيان الصهيوني الغادر، بل من طائفة حماس!! هل يصدق عقل أن يقتل الفلسطيني أخاه الفلسطيني. نعم جعلنا العدو نتعارك كالخراف الهوجاء حتى يقضى كل منا على الآخر. لم تعد القضية قضيه اختلاف طوائف وأفكار بل وصلت إلى معركة دامية الأبرياء هم وقودها.
هل هكذا ستعود فلسطين؟!!! هل هذا ما فعله صلاح الدين؟!! هل علينا انتظار صلاح الدين الآخر، وإن لم يأت هذا الآخر ماذا سنفعل؟!! هل ننتظر إلى أن يباد كل أهل فلسطين؟!! أين صلاح الدين الفلسطيني؟!! هل هؤلاء الطوائف الهوجاء هي التي ستحررك ياللسخرية.
سيقضي كل منهم على الآخر والمستفيد الأول هو العدو. واحسرتاه عليك وطني. أبكي عليك أم لك، وأتذكر ذلك اليوم الذي قطعوا علينا الكهرباء... أتذكره جيدا، حل المساء وتسرب الظلام إلى البيوت فلم يترك منزل إلا دخله واقتحم اليأس الأرواح، جلست مكتفه اليدين أمام صرخات أخي الصغير... كان مريضا وازداد مرضه ونحن في الظلام، فكيف سنقله إلى المشفى. اهدئته أمي بدموعها التي أنارت جبهتها في ذلك الظلام إلى أن حل الصباح أخيرا بعد طول انتظار. أقرب مشفى في المدينة المجاورة... يا له من يوم. وصلنا أخيرا، كانت حالته أسوء مما نظن أسرعنا إلى الطبيب عله يفعل شيئا فقال: أن الدواء المطلوب غير متوافر حاليا وسنعطيه المسكنات إلى أن يأتي الدواء. ومتى سيأتي هذا الدواء بعد عدة أيام. استقبلت أمي الخبر بنظرات لا أعرف كيف أصفها ربما تشعر بها أي أم.
هكذا مات أخي الصغير الذي كنا نأمل به، ظللت أنا وأمي فقط. رحلنا بعيدا فلا مكان لنا هنا. رحلنا إلى اللامكان أو أي مكان فلن تفرق. واحسرتاه عليك يا بلادي. أزرفت دمعا متحسرا عليك. من سيحررك فلن يرحم العدو صرخات طفل صغير أو نواح أم ثكلا أو دموع أب مظلوم. ولا................ ولا شيء. لم يرحمنا ولن يرحمنا فمن سيحررنا..... من؟؟!!!!!!!!.
تلك الشعوب التي لم تتفق على شيء سوى الاختلاف. رفعت إليك ربي يدي فاجعل فرجك قريب على شعبنا الحبيب. لا أعلم ماذا أقول. غرقت بالدموع عيوني، وماذا أفعل، كيف أرى بلادي هكذا وأتفرج، لكن ماذا سأفعل من بيدهم الأمر لم يفعلوا شيء، فهل ستتحررين يا فلسطين؟!!.
___________________________
كلمه للكاتب:
ارحموا أنفسكم واتحدوا علكم ترو ما تمناه طفل صغير بأن تعود إليه فلسطين. يريد حياه أمنه. ليس صراع دامي. ارحموا أما لم يتبقى لها شيء. أرجوووووكم
تحياتي
اقرأ أيضاً:
الفلسطينيّ أين؟؟!!/ السيرك الفلسطيني/ الفلسطينيون يبحثون عن مخرج عربي!/ رسالة من الطفل الفلسطيني إلى كل شعوب الأرض/ الوحدة الوطنية الفلسطينية لأجل فلسطين/ أحلام فلسطينية/ ملفات فلسطينية