لا أدري لماذا أشعر بالبرد والارتجاف والارتعاش رغم تقلب الفصول وتُعاقبها.. لستُ خائفاً من شيء، ولا ينقصني أي شيء، طبعاً أنا لا أتحدث هنا عن أشياء غير لازمة مثل الابتسامة على الشفتين وراحة البال والغبطة والفرح والشعور بالسعادة، فهذه أشياء ما عادت تلزم مواطننا العربي ولا عادت تعنيه!!.. إذ لماذا يبتسم وما الداعي إلى ذلك؟؟.. ولماذا يكون سعيداً وما معنى مثل هذه السعادة البلهاء في زمن أبله؟؟.. ولماذا يشعر براحة البال إذا كانت الدبابات الأمريكية و(الإسرائيلية) تُلاحقه حتى في منامه؟؟.. ولماذا يشعر بالشبع وثلاثة ملايين في الصومال مُهددون بالموت جوعاً؟؟.. كل هذا لا يلزمنا في هذا الوقت..
ما نُريده بسيط جداً ومحدد ولا مبالغة فيه!!.. نُريد أن نشعر بأمانٍ عادي ومعيشة عادية وألا نرتعش خوفاً من كل شيء حتى من الظل إن رأيناه يمشي على الجدار أو يتمطى أمامنا على الأرض بالطول أو العرض.. هل هذا صعب؟؟.. والأهم أننا نريد ثوباً يستر أجسادنا ولا يُبدي عوَراتنا فقد صرنا والله في حالة خجل من الثوب المرقع الذي إن شددناه لنغطي جزءاً من جسمنا يتمزق وإن تركناه كما هو نبقى فرجة لمن هبَّ ودبَّ من أهل الأرض.. فماذا نفعل؟؟..!!..
مشكلتنا يا أولاد الحلال عويصة ونحن والله في حيص بيص!!.. تركناكم سنوات طويلة و"تركنا لكم الجمل بما حمل"!!.. قلنا أنتم أهل سياسة وكياسة وتفهمون كل شيء!!.. رغم كل ما قدمناه من تضحيات وشهداء وسنوات عذاب قلنا لا بد أنكم ستجدون لنا الحل.. لكن انحلت ركبنا وما رأينا منكم إلا التنازل والتفريط وزيادة الرقع في ثوبنا وكأن لكم معنا ومع ثيابنا ثأراً قديماً لا تريدون التنازل عنه..!!.. ببساطة شديدة نُريد أن نفهم إلى أين تأخذوننا؟؟.. وضعنا رؤوسنا بين أيديكم فضاع نصفها ويكاد النصف الآخر يجن.. فهل أنتم مولعون بأن تبقى رؤوسنا ضائعة وثيابنا مرقعة حتى آخر العمر؟؟..
سؤال بسيط يا أفندية نسأله بعد أن ضعنا أو كدنا: ماذا أبقيتم لنا من فلسطين؟؟.. نُريد أن نفهم فنحن الشعب الذي تبيعون وتشترون من أجله؟؟.. قولوها لنا بصريح العبارة: هل لنا فلسطين كلها أم نصفها أم ربعها أم ثُمنها أم لا شيء منها على الإطلاق؟؟.. قولوا لنا عن أي شيء تتفاوضون ومن أجل ماذا؟؟.. إذا كنتم ستُخففون الرقع في ثوبنا فقولوا لنا حتى نستبشر خيراً وإذا كنتم ستزيدون هذه الرقع أو ستُبقوننا عُراة كما خلقتني يا رب!! فقولوا لنا حتى نبحث عن ورق التوت هذا إذا أبقيتم لنا حتى ورق التوت؟؟!!..
يا ناس يا ساستنا المحترمين يا سادة يا كرام آمنوا بالله! عُرينا صعب ورقع ثوبنا فاضحة حلوها أو "حلوا عنا"!!... إن كنتم تُريدون الوقت فقد أخذتم ما يكفي ويزيد.. وإن كنتم تُريدون التفويض فقد فوضتم أنفسكم دون موافقة منا وما تنفسنا!!.. والآن صرنا أسرى رقع هذا الثوب المهين، فإما أن تُعطونا ثوباً يليق بنا وبما قدمناه من تضحيات وتُعيدوا لنا بلادنا وإما أن تطلبوا منا أن ندعو لكم بالتيسير والنزول عن أكتافنا بأمان!! وصدقوني لن نطلب منكم كراسيكم خذوها فربما تنفعكم في الجلوس أينما شئتم بعد أن تعودتم عليها أو تعودت عليكم.. لا نريد الكثير كما تلاحظون؟؟ كل ما نُريده ثوباً بدون رقع.. ثوباً يستر أجسامنا ويُعيد لنا كرامتنا كاملة غير مقطوعة أو منقوصة في هذا المكان أو ذاك.. أي أننا نُريد فلسطين من الشمال إلى الجنوب.. جربتم وما نفع معكم شيء فدعونا نبدأ من جديد.. يا سادة يا كرام بصدق الثياب المرقعة ما عادت تناسبنا.. وكراسيكم التي طال عليها مقامكم ما عادت تقدم ولا تؤخر فخذوها وارحلوا ...
اقرأ أيضاً:
جرح غزة المفتوح!!! / أنقذوا غزة/ لا سـلام صدقوني!! / الفلسطينيّ أين؟؟!! / شجرة الدار / ذاكرة شعب