مرحبا ثورات يا د. وائل! أين القيادة المعصومة؟
أرجوكم توقفوا عن القتال لحظة..... اسمعوني.... ثم عودوا إليه!
ترحّموا الآن على الملك "بودوان وريكاردوس قلب الأسد، وفرديناند وغيرهم" من ملوك الحملات الصليبية!!
لقد كانوا خصوماً شرفاء. جاؤوا لقتالنا تحت ضغط وأوامر اليهود، وفي أنفسهم حب الانتصار والفتوحات، ولربما الانتقام لما جرى في حملاتنا على إسبانيا والأندلس والفتوحات التركية...
يجب أن نترحّم عليهم لأنهم كانوا شرفاء، يأتون بالعتاد والجيش لمبارزتنا مجموعاتً وقياداتً وأفراداً. فكانت الحرب على قدر كبير من النزاهة. ينتصر فيها مَن ينتصر وينهزم فيها مَن ينهزم. أما ملوك الغرب اليوم؛ باتوا على قدر كبييييير جداااااً من الخبث والدهاء، فقد أشعلوا الحرب على كل الدول العربية دفعة واحدة بعد أن انتهوا من العراق وإيران على حدة.
لقد أُكِلنا يوم أُكل العراق. والأبشع من هذا أنه في حربهم على العراق أخذوا معهم جنوداً من العديد من الدول العربية، فقط للتمويه لا للقتال. حيث كان ما زال في نفوس بعض الشعوب العربية، بعض الحميّة، وكي لا تثور هذه الشعوب على الغرب، اختبأ ملوك الغرب وراء الغطاء العربي لقتال العراق.
وانتصر الغرب!!!
وأخذوا يشعلون النار في وسط العراق محمّسين تارة العرقيات وطوراً القبائل وأخرى المذاهب على بعضهم، حتى أهلكونا بأيدنا أكثر مما أهلكونا بهجومهم الخارجي. وبات العراق لا تقوم له قائمة من الآن إلى قيام يوم الدين.
والآن، وبعد أن نجحوا جداً بحربهم على العراق واستفرادهم به، أخذوا يشعلون النار في وسط كل الديار العربية. فقد أشعلوا الحرب والنار في كل بلد عربي على حدي: فمرة في تونس، وأخرى في مصر، وثالثة في اليمن، ورابعة في البحرين، وخامسة في ليبيا، وسادسة في السودان، وسابعة في فلسطين بين الفلسطينيين المشرّدين أنفسهم، حتى في الشتات أشعلوا الحرب.
وأخيراً وليس آخراً: حيث أنهم انتهوا من حربهم على لبنان منذ زمن بعيد؛ (فقد كان ثاني دولة يشعلون الحرب فيها بعد فلسطين). أخيراً، بدؤوا يشعلون الحرب في سوريا، ويطلبون من فريق كبير أن يحرق بلده بحجج مختلفة ومطالب طبعاً محقّة! أخذوا يحرقون هذا البلد الجميل. ولربما تكون إنسانيتهم أو شفقتهم قد هيّأت "الخيم والبطانيات" للذين سوف يتهجّرون من جراء الحرب إلى المخيمات الإنسانية التي سيقيمونها على أطراف وحدود البلاد.
يا لهم من ملوك خبثاء وجبناء!
فحتى الشيطان لا يملك دهاءهم!
طلبوا من أهل ليبيا أن يحرقوا بلدهم بأيديهم، فأخذوا يقصفون مدنهم: تارةً جيش القذافي يقصف مدن جيش ما يسمّى الثوار وأخرى ما أسموه بالإعلام جيش الثوار يقصف ما أسمى نفسه بالماضي بجيش الثورة الليبية.
ويا عيني على الجمال! فعندما تهدأ الحرب فيما بينهم، ينبري الطيران الغربي بقصف الفريقين. وقد ثبت لما يسمى الثوار في ليبيا أكثر من مرة قصف الطيران الغربي لهم. وقد طلبوا منهم بأقل تعديل الاعتذار، عندها أجاب الغرب أن القصف كان خطأ، ولكن ملوك الغرب أبوا حتى الاعتذار. وقبل ما يسمى بالثوار على مضض هذا الخطأ المتعمّد لأنهم ليس لديهم حيلة ولا وسيلة.
يا للعار! نهدم مدننا وقرانا!!! وهذا ليس بالقذر جداً. بل القذارة أن الحرب الصليبية الحالية لا تستعمل جنوداً أجانب، بل جنود محليون من أنفسنا. والأبشع هو أنهم يبيعوننا حتى السلاح الذي نقتل به أنفسنا!
نعم إننا نشتري منهم السكين الذي ننتحر به عند إشارتهم وأمرهم. برافو... برافوا يا حكّام الغرب! انتصرتم! أوقفوا حربكم علينا.
لقد انحسمت المعركة لصالحكم، فقد أشرفتم على نهايتها ولم تدفعوا حتى الآن ثمن خرطوشة واحدة من ثمن السلاح الذي نموت به. يا للذكاء! بل يا لقمّة الدهاء!
والآن، يا حضرات ما يسمّى بجيش الثوار السوري واللّيبي والمصري والبحريني واليمني... هل لكم بأن تتوقفوا قليلاً عن إحراق بلادكم وأن توقفوا هذا العمى بالحقد الشخصي على أشخاص القيادات عندكم، والذي يدفعكم لحرق الأخضر واليابس؟
فعندما ستنتهي "ثورتكم" سوف لن تجدوا بلداً تقيمون دولتكم عليها، بل ستجدون قبائل متفرقة وعرباً رحلاً يتقاتلون بحرب "داحس والغبراء" للقرن الواحد والعشرين.
أم أنه بات عندكم عيون لا تبصرون بها، وآذان لا تسمعون بها، وقلوب لا تعقلون بها، صمٌّ، بكمٌ، عمٌ، فهم لا يرجعون. لقد قال الباري عزّ وجلّ في دقة الوصف: "هم كالأنعام، بل أضلُّ سبيلاً".
والآن إذا كنتم سمعتموني يا أيها الثوار، أنظروا إلى الطريقة المثلى لقتال الغرب حتى آخر غربي وليس حتى آخر عربي.
أنا لست حزيناً لخسارتنا المتوقعة للحرب. بل شديد حزن لأن الغرب لم يدفع ثمن أي رصاصة أطلقت إلى صدورنا ولم يحمل بالمباشر دم أي قتيل منا. بل جعلنا نذبح بريشتنا. وزادت مداخليه المالية من ثمن السلاح الذي نشط ببيعه فضلاً عن تصنيعه وتجارته.
يا للهول!
أمام حكام وملوك الغرب الحاليين بات علينا أن نترحّم ليس على قتلانا بل على ملوك الحملات الصليبية السابقين. رحم الله أيام ريكاردوس قلب الأسد وبودان و....
والسلام يا ثوار
وعلى العرب السلام
أخيراً كلمة صغيرة أوجّهها للغربيين:
هل يجب القتال فيما بيننا؟ أم أن هناك أسلوباً آخر للتعامل والتفاعل؟ لربما يكون أسلوب الثقافة والخير والمحبة أجدى من أجل الإنسانية التي ننتمي إليها جميعاً.
أليست المحبة هي السلاح الأقوى الذي يحيي الأرض والسماء بكل أبنائهم؟؟ هناك متسع للجميع على هذه البسيطة. فلا يجب الاقتتال، الذي يقتل الفرح والسعادة التي تطمح إليها جميعاً.
فإذا مات الآخر، مات الفرح فينا وحتى لو انتصرنا؛ نكون قد قتلنا فرح النصر والسعادة التي نسعى إليها.
ونكون كابني النبي آدم عليه السلام، كقابيل الذي قتل هابيل، لم يشعر بعد أن فاز وانتصر على أخيه بيوم واحد من السعادة، بل قضى العمر حاملاً جثة أخيه على ظهره لا يعرف ماذا يفعل بها، فقد قتل فرحه بقتل أخيه.
يا ملوك الغرب! انتصرتم، لا تقتلوا فرحكم بقتلنا، فسوف تحملون جثثنا على أكتافكم إلى يوم القيامة.
ويا حضرات ما يسمى الثوار، والحكام العرب
عودوا إلى السلاح إذا أردتم "أكشن"
شكراً