لا تقطعن ذنب الأفعى وترسلها، إن كنت شهمًا فألحق رأسها الذنبا
المجلس العسكري والفلول يلعبون بالنار ويسوقون مصر إلى الدمار !!
رقاب العسكر أغلى – عندنا – من حفنة من الشياكل أو الدولارات!!
كان صديقنا العظيم الأديب الكبير الأستاذ عباس محمود العقاد يبغض ثلاثة أشياء: الشيوعية والدكتاتورية والصهيونية .. وما كان على نسقها من كل ما يحتقر إنسانية الإنسان ..ويصادر الرأي والفكر ويلجم العقول وينحاز لطائفة أو منحى ويرفض الآخر ! وكان معظم الشيوعيين واليساريين يناصبونه العداء، ولا يقدرون قدره .. – وخصوصا المثقفون منهم ومن تسلل منهم لمرافق الإعلام – وكان بعضهم يحاولون إحداث بعض العراقيل والمشاكل له – وخصوصا حين يكون له حديث إذاعي مثلاً أو نحوه أو مقال .. إلخ ....وكان يقول : إني لا أنشغل بهؤلاء الصغار.. ولكن إذا ضايقوني عمدت إلى رؤوسهم وكبراء قطيعهم فضربت فيه ! ..فكان يرد على عبثهم بمهاجمة أكابر رؤوسهم .. فيكتب كتابا أو مقالا عن كارل ماركس أو لينين ..أو أمثالهما أو يشرح الفكرة وأساسها ..ومن هنا كان بعض كتبه مثل: أفيون الشعوب والشيوعية والإنسانية ..وغيرهما .. يعني على طريقة القول المصري المأثور : هات من الآخر ! ..اختصارا وتوضيحا!! الضرب في الرأس مباشرة ..خير من الدخول في متاهات الأذناب ..!!:
.. ونحن هنا بدلا من أن نتوه في سراديب المؤامرات اليهودية الفرعية " وفرعية الفرعية " – وحركات وألاعيب اليهود وبؤرة الشر المتمركزة في قلب بلادنا والتي سموها [ إسرائيل ] ..وبدلا من خوض معارك فرعية ونوزع الأمر هنا وهناك ..وتلقى ردود الفعل من كل جانب .. نعمد إلى [ قلب الشر ورأس الفساد وأس البلاء ومركز كل المؤامرات والشرور : الدولة الهدامة الحاقدة ] ..ونكشف دورها ..وعبثها في المنطقة وغيرها ..وأننا نعي لألاعيبها ..ونعرف أنها وراء أكثر الشرور والمصائب والمؤامرات والفتن !.. وصدق الله حين لخص رسالة اليهود بقوله (ويسعون في الأرض فساداً)..! ونُذَكِّر هنا بقول أحد كبارهم [ أوسكار ليفي] الذي كشف حقيقتهم في قوله (نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ..ومثيري الفتن فيه ..وجلاديه)!
.. وكما يلاحظ بحق – بعض المفكرين ..: لقد بذل اليهود جهودا ضخمة ..وحبكوا المؤامرات المتقنة والمتشعبة – على مدار قرون .. ليقطفوا ثمرة مكائدهم ..وليؤسسوا مشروعهم [ الإفسادي ] ويخرجوه إلى النور .. ومن الغباء المطبق أن يعتقد أحد أنهم أغبياء ..أو أنهم لا يحسبون حساب كل صغيرة وكبيرة – بل ذلك من ديدنهم –..وبالطبع من المستحيل أن يغامروا بزرع [مشروعهم العدواني الاغتصابي الشرير الذي أسموه إسرائيل] في وسط بحر متلاطم من الأعداء الذين يرفضونهم - ويرفضونه رفضا قاطعا وشاملا جملة وتفصيلا ! من جميع المنطلقات الوطنية والدينية والقومية والإنسانية والأخلاقية ..إلخ.. أو أن يتركوه [ أي مشروعهم] تحت رحمة المقادير ..عرضة للاجتثاث السهل.والاجتراف السريع ...وهم يعلمون أنها مغامرة كبيرة ..وأن كيان هذه الأمة وعقيدتها وطبيعة تكوينها – إذا وعت واقعها ونفسها وتمسكت بدينها ..يحول دون المؤامرة الصهيونية اليهودية ودون نجاح مشروعها التآمري المناقض لكل شيء !..
المكائد اليهودية لتأمين مشروعهم المصيري:
" وقد مكروا مكرهم..وعند الله مكرهم..وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال "!!
.. فهل من المعقول – ومنهم العقول الكبيرة النابغة ..والدهاقنة الدهاة المتفرسون ..والمفكرون والمخططون والمتسلحون بمختلف معطيات العلم والحقد والمؤامرة .. أن يغفلوا عن الخطر المحيط والمحدق بمشروعهم .. دون أن يمهدوا له ..ويرتبوا الأوضاع] سلفا .. حتى يضمنوا نجاح [بؤرة المؤامرة] وبقاءها وتوسعها ..وتمتين بنائها .. ..بالطبع ..ليسوا من الغباء والغفلة.. ليغامروا بجهود ومساعي ومؤامرات ونفقات ..مئات بل آلاف السنين .. لتكون – هكذا – في مهب الريح ..عرضة لغضبة هنا أو ثورة هناك ..أو صحوة هنا .. أو يقظة هناك .. أو دعوة هنا ..أو صرخة هناك ..!
.. إذن المنطق والواقع المشهود – بغض النظر عن كل التفاصيل والشعارات ..و[التعميات] والعمالات وتوزيع الأدوار والمهمات والألوان ..إلخ .. وكذلك –بأشكال سرية وعلنية ومباشرة وغير مباشرة – وبالفعل وردود الفعل .. إلخ .... كل ذلك يؤكد أنهم لا بد أن يكونوا قد مهدوا الأمر وهيأوه ..وأسسوا لأمن مشروعهم على أسس – يظنونها متينة دائمة ! .. فهم لم يضيعوا وقتا .منذ إسقاطهم - وحلفائهم لصرح دولة الخلافة العثمانية – التي نخروا أسسها من زمن بعيد بيهود الدونما ..وفرض [ الصدر الأعظم = مثل مدحت باشا وغيره – وجمال باشا في الشام وفيما بعد رئيس الوزراء = كعصمت إينونو وغيره ورأس حربتهم كمال أتاتورك ..من عناكب يهود الدونمة المتسترين بالإسلام ].. ومن قبل لم يضيعوا وقتا في إثارة الفوضى والمشاكل للدولة ومحاصرة الخليفة ..الذي حاولوا أن يحولوه إلى مجرد [رمز] يعملون ما يشاءون من تحته ..حتى أكملوا استعداداتهم ..- وخصوصا بعد أن خلعوا السلطان عبد الحميد –وشوهوا سيرته عقابا له لتمسكه بفلسطين ..ورفضه المؤامرة اليهودية الصليبية التي كانت هي الهدف الأعظم .., لزرع الكيان الغريب الغاصب العدواني الإفسادي ..ليفصل العرب والمسلمين في قارتي آسيا وأفريقيا .. ويبقى حارسا للتخلف والفساد والتجزئة ومثيرا للفتن والمشاكل .. وللحيلولة دون أية محاولة لعودة دولة الخلافة أو اتحاد العرب والمسلمين في القارتين والعالم .. لمنع يقظة (المارد الإسلامي ) الذي يعتبرونه ..قاطعا لأطماعهم وسيطرتهم ..وحائلا دون نجاح المشروع اليهودي الذي بذلوا له جهود ونفقات مئات بل آلاف السنين [دولة يهودية يحكمها ملك من آل داود من القدس– أورشاليم – تسيطر على العالم وتستعبد جميع [ الجوييم ] :أي: غير اليهود !] .
.. وقبل إسقاط الخلافة العثمانية ..وتوزيع تركة [الرجل المريض] التي وزعت الجزء الأهم منها [ اتفاقية سايكس بيكو ] قبل وفاة ذلك الرجل (الخلافة ) بتمزيق [ المسرح المعد لزرع الدولة اليهودية ] وإعداد المخططات لمستقبله ..وأدوار جزئياته .. كان اليهود قد زرعوا ركائزهم [ من العملاء والجواسيس ويهود الدونمة من الملتزمين وغيرهم ] في الرقعة الواسعة من العالم الإسلامي ..و[رسم] أدوار المستعمرين الصليبيين – وخصوصا الإنجليز والفرنسيين ..لتمهيد المسرح لزرع نظم حراسة متنوعة ..متفرقة مجزأة – مختلفة في كثير من الأحيان ! .. تتعدد وجوهها ووسائلها وشعاراتها ..ولكن تصب كل جهودها – وسلبياتها وإيجابياتها ..مؤخرا – في [ جيب المشروع الصهيوني اليهودي ..الذي لم يقم إلا بعد إرساء [ الأسس المتينة لبقائه وحراسته ] في سائر المنطقة ..وليس في فلسطين وحدها – التي لا تمثل إلا بؤرة المؤامرة ومحورها ومركزها ..وبداية توسع وتمدد الكيان السرطاني المفسد !
مؤامرات الاستعمار الصليبي في خدمة الأهداف اليهودية ! :
بالطبع .. اليهود لا يقومون بذلك وحدهم ..بل يوظفون [الجوييم] للعب الأدوار الرئيسة فيه ..ولتنفيذ مخططاتهم وتحقيق[أحلامهم] ..فكان للغزاة المستعمرين الإنجليز والفرنسيس ..أدوار رئيسة في تكريس وتأسيس أوضاع تمثل قواعد أساسية لضمان حراسة وقوة وسيطرة وديمومة [المشروع الصهيوني] وتلاقت مصالحهم وعداوتهم للإسلام ..ثم دخلت على الخط بقوة وعنفوان [القوة الأمريكية الطاغية] التي تولت حماية ورعاية وتقوية وتسمين المشروع الصهيوني العدواني اللقيط الذي خلفته لهم بريطانيا وفرنسا !..ولا تزال أمريكا تقوم بدورها- على أعتى وأشرس ..وأطغى وأظلم وأجرم ما يكون .. تشاركها معظم دول أوروبا!!
.. وعرضا – فإنه لا بد من التذكير بنبذ الشعوب النصرانية الأوروبية لليهود – ليس فقط لما ورد في الأناجيل من معاداتهم للمسيح [وشتائمه لليهود] ..واتهامهم بقتله وصلبه ..إلخ ..وهي الفرية التي روجها اليهود – والمتسللون منهم خاصة خلال الجسم والكهنوت النصراني مثل [شائول الذي سمى نفسه القديس بولس وقدسوه بعد ذلك] ..ثم أقطاب ما سمي بحركات التصحيح ..إلخ ولكن أيضا لأن سلوك الأقليات اليهودية في المحيط المسيحي وسط بحار الجوييم من النصارى – وشعورهم بالعزلة وانحصارهم – غالبا- في [ جيتو= منعزل يهودي خاص بهم ..كأحياء ومناطق] وسلوكهم المتعالي انطلاقا من اعتقادهم بأنهم [شعب الله المختار] وأن الآخرين يجب أن يكونوا عبيدا لهم .. واستغلالهم الشعوب والفقراء بالربا الفاحش [مثلا قصة تاجر البندقية لشكسير ودور التاجر اليهودي شيلوخ !..] وقتلهم لبعض الجوييم – ومنهم أطفال - لتصفية دمائهم وخلطها [ بفطير صهيون ] كما تقضي بعض التعاليم اليهودية والتلمودية .. كل ذلك وغيره – أثار ضدهم حنق نصارى أوروبا فشنوا ضدهم المذابح في سائر أقطار أوروبا – خلال القرون الوسطى ..وطردوهم أحيانا – فقد طُرِدوا من بريطانيا مرتين – والعجيب أنهم – دائما – لم يجدوا ملجأً آمنا إلا في ظلال الدولة الإسلامية وبين المسلمين !!
.. فتلاقت [مطامح ورغبات] الشعوب الأوروبية بالتخلص من [النفايات اليهودية المفسدة] وإلقائها إلى فلسطين...مع المشروع المشترك لإداراتها السياسية الاستعمارية - والصهيونية! ..ولكن حلمهم لم يتحقق ..فقد بقي في كل مجتمع وزاوية بقايا من اليهود المسيطرين والمراقبين .. الذين ضمنوا استمرار توجيه سياسات تلك الدول لحماية ودعم المشروع اليهودي .. بل وفرضوا على أوروبا وغيرها [ تقديسهم ] ومنع انتقادهم .. بفرض قوانين عجيبة [ كقانون اللاسامية والهولوكوست..إلخ!]! .. بالطبع ..لقد استطاعوا أن يتسللوا داخل المجتمعات الأوروبية وغيرها – بعملية [اليهود المنفصلين= وهي أعلى مراتب الماسونية [الكونية] والمقتصرة على اليهود الذين غيروا دينهم ودخلوا في الأديان الأخرى لخدمة الأغراض اليهودية = ومعلوم أن الماسونية من أخطر اختراعاتهم لتحقيق مصالحهم في مختلف الأماكن والميادين وخصوصا حينما لا يكون لهم وجود !!! ] ..فوصل منصب البابوية أكثر من واحد منهم ( راجع كتاب : بابوات في الحي اليهودي : تأليف اليهودي الأمريكي : يواكيم بيرنز – ترجمة : خالد أسعد عيسى – نشر دار حسان ) .. حتى أصدر أحد البابوات .. [ وثيقة تبرئة اليهود ] مناقضا بذلك الدين المسيحي الذي يمثله والأناجيل .. وتاريخ وهيبة الدولة الرومانية [ إيطاليا التي يعيش على أرضها ] ..بتوجيه الاتهام لها – لأسلافها الذين تمجدهم – فألصق ذلك البابا التهم المذكورة بهم بدلا من اليهود الذين أدانتهم الأناجيل والمراجع المسيحية بفعلها – وذلك بدلا من اليهود وتبرئةً لهم وصرفا لغضب عامة النصارى عليهم !!
.. وتسلل [ اليهود المنفصلون ] للقضاء وسائر المناصب الحساسة سرا ..حتى أخفوا كثيرا من الجرائم اليهودية وبرأوا كثيرا من المجرمين والمتآمرين .. واستطاعوا أن يجعلوا القيادات الكبرى في أكثر البلاد – المفروض أنها ضدهم – في أيدي عملاء لهم مضمونين – أو من ذوي الأصول اليهودية.. والمتخفين – بمهارة – على مدى السنين .. – أو على الأقل – من المنضوين تحت راية الماسونية – تحت نير تهديداتها المتنوعة بالفضائح أو الاغتيال أو غير ذلك ..! تحضيرا واستعدادا لمثل هذا اليوم – وحماية لذلك [ المشروع اليهودي ] !!
.. وبعد تمزيق التركة العثمانية وسيطرة دول الاستعمار الصليبي على المنطقة – وخصوصا فلسطين – حيث غالبا ما كان الذي يسمونه [ المندوب السامي على فلسطين ] يهوديا مثل [ هربرت صموئيل ] .. جرى تنفيذ المخطط والتمهيد للسيطرة والدولة اليهودية على قدم وساق ..وكان من ركائز ذلك .. الخطوات التخضيرية قبل زوال سلطان الدولة العثمانية عن المنطقة [باتفاقية سايكس بيكو سنة 1916 ثم وعد بلفور [ سنة 1917 ] .. ثم انتداب بريطانيا على فلسطين والأردن وفرنسا على سوريا ولبنان – كما خططت الاتفاقية المذكورة ..أما مصر فكانت في يد البريطانيين – وكذلك العراق ..!
.. وخلال العهد الاستعماري .. حيكت الخطط بدقة ومهارة ..وكرس لكل [قطعة] وضع مستقل برز كدولة ..نالت استقلالا شكليا فيما بعد ؛ فيما بقيت السياسات الأجنبية مسيطرة مباشرة أو من وراء ستار – حسب الظروف - ....واستيقظت الأمة على ضياع فلسطين ونكبتها سنة 1948 ..وتآمر العالم الكافر [عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة ومجلس الأمن] على العالم العربي والإسلامي وعلى فلسطين وشعبها بالذات ..الذي ذاق الأمرين – ولا يزال – وتعرض للتشتيت وضياع الحقوق .. ولكثير من الأذى والإهانة ..من طرف المحتلين وحلفائهم من الأقربين والأباعد .... وتقلبت سنون وعقود .. والدولة اليهودية تنمو في ظل ضعف وتمزق وتخالف مقصود ....لا تنقصه [دعاوى عنترية] من هنا أو من هناك..وتبادل اتهامات ..وتوزع أدوار ..حتى جاء [ موديل الانقلابات ] الأمريكية غالبا – والبريطانية أحيانا – بدأت بانقلاب حسني الزعيم في سوريا ..والذي حاولت [المخابرات الأمريكية] صرف النظر عن دورها في انقلابه .. بغية إنجاح غيره .. فأوعزت للمنقلبين عليه – حين قتلوه - أن يدفنوه في المقابر الفرنسية – تعميةً وتضليلاً !! ليقال إنه عميل لفرنسا وأنها كانت وراء انقلابه ..حيث كان على امريكا [ وهي في كل ذلك الوكيلة والحامية الأولى للدولة اليهودية ومشروعها السرطاني السامّ !] أن تدبر انقلابات أخرى أكبر تحاول فيها إزاحة سلطان زميلتها بريطانيا واستعمارها القديم الهرم التقليدي!.. لبدء عهود جديدة من [ الثورية والاشتراكية ..إلخ] ورفع شعارات وطنية وبراقة ..ودعاوى للتحرير ..إلخ تدغدغ مشاعر الجماهير المتعطشة للحرية ولتحرير فلسطين ..والمتشفية للانتقام من [العهود البائدة ] المسئولة عن النكبة سنة 48 ..كما حصل في العراق ومصر وسوريا مرارا وغيرها ..أحيانا .. ولرفع شعارات ودعاوى – أيضا باسم فلسطين !
.. وقبل ذلك وخلاله .. كانت القوى الصليبية واليهودية – عبر الفكر الشيوعي أحيانا – قد أسست أحزابا .. تنادي بشعارات براقة تدغدغ عواطف بعض الجماهير وتدعي مقاومة الاستعمار ..ويجمعها رابط واحد ..أنها ضد الإسلام ..وضد أي مشروع أو عمل إسلامي ..فقد حرص [الجميع ] لوقت طويل على محاولة حصر [الإسلام] في المساجد والزوايا ..وقصر دور العلماء على خدمة بعض السلاطين وتبرير تصرفاتهم ..والسير في ذيل ركابهم..مما شجع دعاوى الآخرين أن الدين أفيون الشعوب ..وأن أصحابه رجعيون..ومع التيار الرجعي الحاكم- كما كانوا يصنفون – تصنيفا مقصودا ..ولقد ثبت- فيما بعد – أن تقسيم العالم إلى معسكرين [ رأسمالي وشيوعي أو اشتراكي ] قد تم بجهود ودسائس يهودية –من وراء التيارين – لإيجاد صراع خرجت منه الصهيونية هي الرابح الأكبر ..واندثرت الشيوعية .. وتضعضعت الرأسمالية ..ولا تزال تهوي ..وتحاول الدولة [المشروع اليهودي ] التسلق على أنقاض الجميع ..والتمدد والتحصن بمختلف القوى والأسلحة بما فيها الذرية وغيرها ..واستغلال الغرب الصليبي لحشد أكبر ترسانة سلاح ..بل وتصنيع السلاح ..حتى صارت الدولة اليهودية من أهم الدول المصدرة للسلاح ..بينما [ خصومها العرب ] لم يصنعوا شيئا يُذكر ..!
ديمقراطيات شكلية ..و[نواطير]..! :
.. لا بأس .. لا بد أن نذكر ..أن الدولة اليهودية وشركاءها الأصليين .. يسمحون لتوابعهم من الحراس و[النواطير].أن يشتموهم ..ويهددوهم ..بل وربما- إذا احتاج الأمر – أن يشنوا بعض الحروب الفاشلة – ويلعبوا فيها دور المنهزمين .. ليُقوّوا الروح المعنوية للجندي اليهودي الجبان .. ويظن – أو يصدق أنه انتصر على (العربي) الذي كان يرتعد خوفا من مجرد ذكر اسمه ..وكان أهله – وهو صغير - يخوّفونه به .... وقد يُسمحُ كذلك للأُجراء والوكلاء- ..أن ينفذوا بعض العمليات المحدودة .. ويرفعوا شعارات التحرير والتصدي والوطنية ..وغير ذلك من [ مقامات ومعلقات المدح والقدح ] ..على الأقل ..على مذهب ذلك الأعرابي : ( أشبعتهم سبا..وأودَوْا بالإبل )!! .. بالطبع ..لا بد – لكمال الديكور..أن تكون هنالك أجهزة وديمقراطيات ..وبرلمانات "أحيانا" ومؤسسات .. ودساتير ..ومعارضات .. ومطالبات.. وحوارات ....إلخ..ولا مانع من مظاهرات ومسيرات واعتصامات ..واتهامات وهتافات ..وصراعات ..إلخ..
لكن ..كل ذلك [ مجرد ديكورات ] شكلية ..ويظل القرار الحقيقي والمصيري وتوجيه السياسة العامة .. يقرَّر بعيدا عن كل تلك [ الهيلمانات والمعامع التي لا تملك قرارا حقيقيا أو مصيريا ..بل : (يقضون بالأمر عنها – وهي غافلة – كما قال أبو تمام عن النجوم !) .. بل ربما تُتخَذ القرارات في غرف مظلمة سرية فيها ممثلو [ 3ميمات] وربما في ظلال غبار الديكورات السابقة..وضجيجها !!! .. من هنا علينا أن نعلم مَن هو الرأس المدبر ..والموجه الحقيقي .. لكل – أو معظم سياسات المنطقة ..وأن [أمن الكيان اليهودي] هو الهاجس الأول ..للمخططين والمدبرين [والمسيَّرين من وراء ستار] ..والذين – بالتأكيد لليهود وموسادهم فيه النصيب الأكبر ..! وإذا وجد من يعي ومن يريد (تحرير القرار) فهنالك الكثير من الخطط البديلة والمقابلة ..والقوى المعبأة والمضللة ..و[النابحون الجاهزون] والمشوهون والمفترون والقامعون المبرمَجون – كالأدوات الصماء أوالبهائم العجماء..إلخ وهنالك – كذلك التناقضات المختلفة ..ومكامن تفجير الصراعات وصواعقها بأيدي المتآمرين..إلخ..!
.. ولا مانع لدى المخططين الصهاينة – وحلفائهم المتآمرين – من إثارة الفتن والحروب الأهلية ..وتسليط بعض [ الجوييم]على بعض ..! بل ذلك ما يبغون وما يسعدهم..! أليس هنالك من الإنجليز مثلا ..من قال : ربحنا الحرب [الفلانية ] ..ولم يُرَق فيها دم جندي إنجليزي واحد ..فهنالك دائما من يستعملونه لينوب عنهم .. وفي أيديهم المال والسلاح والنفوذ وأصحاب النفوذ !!
..إن دماء [ الجوييم ] عند اليهود لا تساوي شيئا ..بل إنهم يتقربون إلى [ يهوة إله الجنود ] بتطهير الأرض مما يمكن من [ جراثيم الأغيار : الجوييم= غير اليهود ]!..وهم كذلك – كشركائهم الصليبيين – ومعهم- كثيرا ما يثيرون الفتن بين الناس ..ويشعلون الحروب .. ليبيعوا سلاحا ..للمتخاصمين ..ويضعف خصوم المشروع الصهيوني ويبقى مسيطرا ..!- كما حصل في الحرب العراقية الإيرانية ..ثم فيما بعد في العراق وغيرها !!
عداؤهم للإسلام أزلي استراتيجي ..ومخالبهم فتن ومظالم ! :
.. ولابد أن نعلم أن اليهود وشركاءهم- أعداء الإسلام والمسلمين – كثيرا ما أنشأوا – ورعوا ودعموا – النظم الانقلابية والعسكرية والحزبية والقمعية ..وأنها جميعا من أدواتهم – وخدمهم في المنطقة - بأي وجه ظهرت – ما دامت تقاوم وترفض ( الإسلام الحق المحرر للشعوب وقرارها والذي لا يرضى خضوعها إلا لله وحده ولشرعه الإنساني ..ولا يرضى بأي ظلم أو عدوان أو استغلال أو استئثار – وخصوصا العدوان اليهودي والاستغلال الاستعماري وينادي بالعدالة المطلقة بين الجميع بدون تمييز من جنس أودين أو لغة أو مذهب ..أو غير ذلك ...إلخ)
.. فمثل هذا (الإسلام) لا يرضي المستعمرين المستغلين الناهبين لثروات الأمة ومقدراتها ..بل يحرمهم من مصادر نهبهم ورفاهيتهم-على حساب بؤس شعوبنا !- وكذلك لا يرضي اليهود الذين قام مشروعهم – أس البلاء ومكمن الداء – على أنقاض حقوق ووطن ومصير وأرض الفلسطينيين والعرب .. وفي بقعة من أقدس بقاعهم..بل هي جزء من دينهم..مذكورة في قرآنهم الذي يصلون به ..وسيظل يُتلَى فيهم.. ويطالب بعودة الأقصى وفلسطين لأهلها الأصليين ..وتحت سلطان شريعة ربها الذي قدسها ..وفرض تحريرها على جميع من آمن بالله وتلا كتابه – آناء الليل وأطراف النهار ..!!
.. فهل ريتم – وعلمتم- لماذا يناصبون الإسلام والمسلمين العداء؟ ..وما سر كل تلك الحملات ضد الإسلام والإسلاميين – بغض النظر عن أية تنظيمات أو أحزاب أو تجمعات . فالشعوب – في أغلبها مسلمة وغير المسلمين منها معها شركاء في الوطن والمصير ..وكثيرا ما كانوا مستهدفين- حتى من أبناء دينهم من الغزاة !- وبغض النظر عن أي اعتبار ؟!
.. كما أن تلك التنظيمات – ما هي إلا جزء من الشعب لا يبلغ عدد أفرادها الأغلبية ولكنها تعبر عن مشاعر الأغلبية مهما كان لها من أخطاء وللبعض عليها من ملاحظات!!
وهل علمتم لماذا قلنا ولا زلنا نقول (إن الموساد اليهودي وراء معظم الحملات المغرضة على الإسلام والإسلاميين) ؟!
..وهل علمتم سر ما يجري في مصر وغيرها.:من مناورات ومراوغات ..وحركات ؟!..إلخ
..وهل ألقينا ضوءا .. –أو بعض الضوء – على بعض ما جرى ويجري وربما سيجري في المنطقة ؟
إن اليهود ..- الذين يكمنون وراء معظم الشرور – في منطقتنا وفي العالم – لا يتورعون عن زج (الشعب المصري) في حرب أهلية ..تأكل الأخضر واليابس ..ولا مانع لديهم من إسالة بحور الدماء وسقوط مئات الآلاف من[الجوييم ] خصوصا من جوارهم ومن يهددونهم- ولو احتمالا ومستقبلا - .. في سبيل ضمان أمن كيانهم ..ومتطرفيهم ومغتصبيهم !بل يسرهم ذلك!.. ولهم في ذلك سوابق في لبنان والعراق والأردن وغيرها ..وهم جاهزون [ لتفجير أي تناقض ..أو إثارة أية فتنة أو صراع أو اقتتال] وعملاؤهم جاهزون – على أهبة الاستعداد !!
.. يجب أن نفهم..أن اليهود – وأعوانهم– تعمدوا أن يسلطوا على أكثر الشعوب نُظُما ظالمة غاشمة فاسدة مفسدة ..تسوم الشعوب سوء العذاب ..وتنكل بهم شر تنكيل .. وتحرمهم أبسط الحقوق المشروعة ..وتذلهم وتتحكم في مصائرهم وأنفاسهم..حتى إذا ما تململ أحد يريد الحرية والإنسانية والحقوق .. رمته تلك النظم – التي غالبا ما تكون عسكرية انقلابية ..أو حزبية كفرية –أو فردية طاغية – رمته بتهم العمالة للغير وبالخروج على النظام ..وإثارة الفوضى .. إلخ وربما الخيانة العظمى ..أو حتى العمل لصالح الأجنبي واليهود [ الذين عينوا ذلك الحاكم ورعوه ودعموه وحرضوه على شعبه] !!- لاحظوا العهر والتناقض ..وها نحن نرى أن مثل هذه الصور ..جار تنفيذها في سوريا – حيث يتلبس [ عملاء الصهاينة وسدنة سجون [السي آي إيه] السرية ؛ وباعة الأوطان وناهبو خيرات البلد..وطلائع كل غاز ومعتد وعدو لسوريا والعرب على مدى التاريخ ] يتلبسون بلبوس الوطنية الزائفة ويبيدون شعب سوريا لصالح المشروع الصهيوني.. ومن ورائهم الدعم الكفري العالمي بالرجال والسلاح من روسيا وغيرها .. وبالصمت والتواطؤ والتشجيع غير المباشر من الغرب وأمريكا والصهيونية ..وإن أطلقوا بعض التصريحات المنكرة والإجراءات الشكلية غير المؤثرة- ذرا للرماد في العيون.. وإسكاتا للشعوب المشمئزة من وحشية ودناءة العصابات الأسدية المحتلة ..والمدمرة لسوريا ..حضارة وشعبا ودينا وبشرا وحجرا وشجرا !!
حذارِ من اللعب بالنار والدماء ..ومصائر الشعوب..!! :
.. بقي أن نحذر ..الشعب المصري وجيشه من الاعيب ما يسمى [المجلس العسكري] ..والذي إن أصر على الاستمرار في خدمة المشروع الصهيو-أمريكي من وراء ستار طبعا وبالسيطرة على القرارات المصيرية والتي تمس الأمن الصهيوني في الصميم – وإن أصر على الاستحواذ على النفوذ – وقلب ظهر المجن للشعب ورغباته وانتخاباته وممثليه الشرعيين – وعلى التحالف مع بقايا زبالات نظام الفلول – وخصوصا في أجهزة أمن الدولة والمخابرات –وما شابهها – والتي لم ينلها أي تغيير جوهري – بل ظلت على نمطها القمعي [ المباركي الموسادي ] ..فإنه يسوق البلاد إلى مصير مجهول وخطير ..ونذكر هنا بمقولة [ العنكبوت اليهودي البروتوكولي الكبير ..يهوشفاط هركابي .. ] .. في كتابه الموسوم [ العقل العربي =Arab Mind ] حيث قال : إن جهاز الموساد منفتح على جميع أجهزة المخابرات في العالم العربي – بلا استثناء – منسق معها !!..وأنه لا يقوم مسئول كبير بزيارة بلد آخر إلا ويحدد له أعضاء الوفد والبرنامج !!]
.. يُكتب هذا الكلام – قبل ظهور النتيجة الرسمية لانتخابات الإعادة للرئاسة المصرية [ المحدد بداية] – بأيام ..وسوف يظهر وينشر بعدها بأيام .. ونتوجس ...وأخشى ما نخشاه أن تحاك مؤامرة متواطئة – كالمؤامرات السابقة = تمثيلية محاكمة مبارك وبعض كبار مجرميه وتبرئة مجرمين ملطخة أيديهم بدماء أبناء الشعب ..وآخرين مليئة جيوبهم بالأموال الحرام من استغلال الشعب وثرواته !!..وكذلك تمثيلية المحكمة الدستورية التي ألغت – برأي [ عميلٍ للموساد أو مرتش ..يسمى قاضيا] في مهزلة تسمى محكمة دستورية ..ألغى الشعب المصري ..وآراء ورغبات ملايينه بجرة قلم ..وبقرار مملى من الخارج بالتأكيد ..- ( لم نكن نعلم أن الفساد في مصر قد بلغ إلى القضاء – ويهذه الدرجة العفنة !).. وكذلك قرار عدم مشروعية العزل .. لفلول العهد البائد ومِن أتعسِهم [أحمد شفيق] المنافس على الرئاسة [ وكأن لم تكن ثورة ولا شهداء ..وكأنهم يصرون أن تكون الثورة دموية ..حتى (تجب ما قبلها كليا !) ] نخشى أن يطعن عمر سليمان في الانتخابات كلها ..فتلغى ويعاد إجراؤها ليترشح سليمان للرئاسة ..فهو رجل الموساد المفضل أكثر من شفيق ..لكن هذا أخفى – مما تتطلبه ترتيبات المرحلة !!
.. ونخشى أن تكون [المؤامرة التواطؤية] هذه المرة بترجيح [ شفيق ] لرئاسة الجمهورية على الرئيس الشرعي ..علما بأن معظم الأصوات التي قيل إن شفيقا حصل عليها كانت بالتزوير .. فقد قيل إن كثيرا من أوراق الاقتراع [ خرجت من المطبعة مؤشرا عليها باختيار شفيق ! قبل أن يراها أحد !!] هذا عدا عن تصويتات أعداد هائلة من العسكريين والشرطة .. [ لابسين زيا مدنيا!]... وإلا فإن الحجم الحقيقي لشفيق لا يتجاوز ربع الكم المعلن !
إن المجلس العسكري – وأجهزة التآمر – إن أعلنوا نجاح وترجيح شفيق .. – فإنما يعني ذلك أنهم أعلنوا الحرب على الشعب ..واختاروا طريق الفتنة والمشاكل والدماء .... وأمثالها من الطرق التي يحبذها [ويأمر بها ] الصهاينة والأمريكان .. وأعداء مصر والعرب والمسلمين .. ومن بوادر ذلك أن أظهر بعض [المسئولين اليهود والأمريكان] امتعاضهم وتخوفهم من كون مرسي رئيسا لمصر ..!! .. وهي إشارة .. تعني [ أمرا واجب التنفيذ ]!!
.. إن اللعب بالنار خطير .. وأخطر منه اللعب بمصائر الشعوب وأمانيها وأهدافها التي أقامت لها الثورات الشعبية لا الانقلابية .. وقدمت في سبيلها التضحيات.. وإن وضع الشعب أمام الخيارات الصعبة .. مغامرة لا تؤمن عواقبها .. ولا يسلم منها لا مجلس عسكري ولا مدني ولا رئيس ولا مرؤوس !.. ولربما وُضع الشعب المصري بين خيارين –صعبين – أو أكثر :
.. فإما أن يتحرك الضباط الصغار –من الصف الثالث والثاني ..والذين لا يتقاضون رواتب من المخابرات الأجنبية والأمريكية خاصة .. فيحرروا الشعب من ضباط الموساد والسي آي إيه !!
..وإما أن تقوم ثورة شعبية تأكل الأخضر واليابس ..وتحصل – صورة من [السيناريو السوري – والعياذ بالله] أو غيره ..
...وإما أن يُجبر الشعب على الدخول في [بيات قمعي ديمقراطي فسادي جديد ..تحت سطوة كنز استراتيجي صهيوني جديد..]..ويظل [ راضيا قانعا خانعا تحت سطوة أجهزة القمع والإفساد والتزوير وأمن الدولة الموسادية] إلى ما شاء الله..وإلى أن يطلع فجر جديد .. في وقت مناسب ..
..ولا نرضى أن يغامر [ العسكر المحترمون ورئيسهم ] بسمعتهم ومصائرهم وبرقابهم..ويعرضوها لحبال الشعب على أعمدة الكهرباء والأشجار .. –على الطريقة العراقية – مثلا - ..في سبيل حفنة من [الدولارات ] أو غيرها .. فهم عندنا وعند عيالهم وعند الله وعند الوطن أغلى من ذلك بكثير! فليعودوا إلى الله ..وينحازوا لخيارات الشعب والوطن ..خير لهم في الدنيا الفانية والآخرة الباقية !!
.. وهو ما نقوله لكل من كان في مثل موقعهم في عالمنا هذا الذي بدأ يستيقظ ويستعد لفداء أوطانه وحرياته وعقيدته ومستقبله وعزته واستقلال قراره ..بكل غال ونفيس ..
.. فما أجمل أن نعيش جميعا متساوين في وطن واحد موحد عزيز كريم حر مالك لأمره مستمتع بخيراته لا يعتدي على أحد ولا بسمح لأحد بأن يعتدي عليه .. ولا يخضع إلا لسلطان الله الفرد الصمد ..!
اقرأ أيضا:
قبل الانقلاب على رغبات الشعب... وبعده! / مازوخية المصريين: باي باي ثورة! / ساخن من مصر أيام الغضب: أحد الشهيد / شفيق.. الطبعة الثانية