مسار الثورة 17/7 ضد التبسيط
لدى أغلب المصريين نزعات متأصلة بعمق تجاه التسطيح، والتبسيط، والخلط بين الأمور!!
ونزعات عدائية تجاه تعاطي الفكر، وتقليب النظر، ومناظرة الآراء، ومقارنة الاختيارات!!!
ونزعات عدائية تجاه تعاطي الفكر، وتقليب النظر، ومناظرة الآراء، ومقارنة الاختيارات!!!
ولديهم مشكلة مع عدم اليقين، ومشكلة مع بعض النسبية في الأحكام، والحيرة في الأمور!!
هي كلها من سمات التفكير المعوج، والعقل الواهن، ولا تصل بصاحبها إلى خير!!
اللحظة الحالية متشابكة جدا، لمن يريد تعاملا جادا معها، ليس الأمر واضحا محسوما إلا لمن يريد أن يريح دماغه، وعاوز الأمور تخلص بسرعة عشان زهقان من القرف، أو عدم الحسم، أو تزعزع اليقين!!
هي أيام تفكير وتأمل وقراءات تقلب بعمق فيما نعتبره ثوابتا، وهي أيام حوار وتواصل وتراحم وتغافر، ليس لأنه رمضان العظيم فقط!!!
ولكن أيضا لأنها فرصة لتبادل الآراء، وتجميع القطع المتناثرة من بازل جديد علينا، والتشاور بشأن حاضرنا ومستقبلنا، وما نريده من قيم حاكمة، وديناميات محركة، لأنه لا فكر لدينا، ولا عمل حقيقي!!
ضمن مقدمات أخرى، نحن وصلنا إلى هذا النزاع الواسع -حاليا- بسبب احتقار المعرفة المتعمقة، ورفض ممارسة الصمت المفكر، والتأمل الروحي، والحوار المجتمعي الهادئ والدائم، وقد عملنا جميعا -غالبا- لمصلحة الكراهية، وإطلاق الأحكام، ومحاولة فرض أوهامنا وتخاريفنا وتصوراتنا على الآخرين!!
لن نتقدم خطوة إلى الأمام بدون أن تتغير هذه المنظومة، ويعجبني جدا من يقولون: لما الأمور تهدأ، نشتغل على هذا!!!
فيما يرى الحالم 18 يوليو.... الكسر العلاجي....
صورة رأيتها واضحة في خيالي، والناس ملتاعة مما وقع، ويقع!!
عندما كنا ندرس جراحة العظام اندهشنا حين علمنا أن بعض الكسور لا تحظى بفرصة التئام صحية جيدة، بسبب خطأ في التجبير/التجبيس، أو غير ذلك، ويكون الحل أن الطبيب الأمهر يقوم بكسر العظم الملتئم -معوجا- ومن ثم يجبره ثانية (على نضيف)!!
رأيت أن الله يعطينا فرصة جديدة بكسر الصيغة الخطأ، والمسار الخطأ، والتراكم الخطأ، فهل نفهم الخطأ -جميعا- وندخل في عملية علاجية نحو التئام جديد مستقيم وواعد!!
مسار الثورة ... Illusions.....! 19 يوليو
لم أفلح في ترجمة هذا المصطلح بكلمة تعبر بدقة عن معناه الذي يقصد الإدراك المختل- المغاير للحقيقة!!
أي أنك ترى الشئ، وكأنه غيره!! قد يشبهه، وقد يشبه لك... فتنخدع!!
المشكل يتعقد أكثر لدى أغلبنا من أصحاب العقول الواهنة القابلة للتشويش، والانخداع بسهولة... تضاعفها غيبة القدرة على الإحساس، والحدس الوجداني الروحي!! إذن أمام عقول واهية، وأرواح خامدة، نصبح في سيرك الخداع متفرجين!!
إيهام وأوهام وتخييل وخداع مستمر طوال الوقت بهزائم، وانتصارات، فتوح وانكسارات!! تتلوها آلام نفسية، وصدمات، وذهول، وإحباطات!!
ويستمر الخداع:
- حركة الشعب في يناير/فبراير 2011 يهيأ لهم أنها انتصرت باستلام جيش مبارك للسلطة التي هو جزء منها أصلا!!
ثم نخوض المعارك وننزف الدم فيتوارى الجيش -ولا يترك من نفوذه، ولا امتيازاته شيئا- ويضع الإخوان في فترينة الحكم، بينما كل المحل من الفراش إلى المدير، هم من سلطة مبارك -لم تزل- وبإدارة مخابراته، وجيشه، وأمن دولته!!
- وننخدع فيصدق بعضنا أن لدينا حكومة مدنية تنجح وتفشل، ورئيس مدني يحكم ويأمر وينهى ويفشل!!
هو يخدعنا، ونظام مبارك يخدعنا، والإعلام الشريك في عمليات الخداع والتلاعب بالعقول يخدعنا، ونحن يروق لنا الخداع فننخدع!!
- يفيض الكيل بكل الأطراف:
الإخوان يشتكون الإفشال، وسلطة مبارك من وجود الإخوان المعيق!!! والشعب من مر العيش، وتسلط الفجور الدعائي الإعلاني، فيخرج ضد من يعتقده سبب شقاءه لينزع وهم المدنية عن المشهد، ويعيد نظام مبارك نقيا خالصا، محمولا على الأعناق!! ويتوهم هذا البعض -من الشعب- أنه انتصر!!!
- في مصر الآن نظام مبارك/وعسكره يحكمون بعرائس أخرى غير الإخوان، وبشروط أفضل مما كان في وجود الإخوان ضمن معادلة الحكم!!
والشعب بيقولك!!! منقسم!!! بعضه يشعر بزهو النصر!!! وبعضه بطعم الهزيمة!!
وفي الشوارع ملايين المواطنين بعضهم يريد عودة لأوهام أحبها، وخداع ظنه يحمل له أملا ما، وبعضه يخشى الأسوأ في مواجهة نظام مبارك القديم الجديد المتماسك الذي كلما شعر الناس بالملل، يخلع لهم قناعا، أو قطعة من ملابسه، أو يخرج لهم أرنبا من قبعة، أو يخرج لهم أراجوزا يقول لهم: يا شعب مصر العظيم، فتنهار كل حصون عقولهم الهشة، ودفاعاتهم النفسية المتآكلة المنهكة، وينخدعون: ناس تؤيد، وناس تعارض
معارضة ومقاومة نظام مبارك هي معركة الثورة، والاقتصار على حشود الشوارع بحثا عن تسويات سياسية، لم يصل بنا إلى شيء، هذه هي المعضلة يا سادة!!