الكل سوف ينزل الشوارع والميادين المصريةغداً (الجمعة 26 يوليو)، سينزل من يرفضون الانقلاب، ويؤيدون شرعية الصناديق، والمؤيدون للرئيس المعزول من ناحية وذلك مبني على ترتيب مسبق ومعلن.
كما سينزل من يؤيدون الانقلاب عليه وعزله بناءً على توجيه طلب مباشر ونداء ورجاء للشعب المصري من السيسي وزير الدفاع المصري بحجة التفويض الشعبي له بمحاربة العنف والإرهاب الذي يهدد البلاد، وكأن تلك المهمة ليست من المهام المنوط بها المسئوول عن الدفاع عن الوطن، ومتجاهلا وجود رئيس رسمى له، هو الذي ثبته في منصبه، وكأنه يؤكد للجميع أنه الرجل الأول، بالرغم من نفيه مرارا وتكراراً كونه منقلباً على دستور أقسم علي احترامه مدعيا كونه قد انحاز للشعب أو للثورة، وما فعله ليس انقلاباَ عسكرياَ.
ومن ثم فقد انقسم المشهد الياسي في شوارع وميادين مصر إلى فريقين متضادين لا يلتقيان أبدا وبشكل لا يقبل حتى الجدل، ولدرجة لا يوجد فيها مكان لمن يريد أن يقف في الوسط فهما طرفي النقيض أو بمعنى أدق دفتي الرُحى، فلا مفر من الإختيار، ولا مناص من المواجهة.
ومن هنا وجب على الجميع – وبالأخص من شارك أو بارك في ثورة يناير المجيدة- إعادة الحسابات، وتحديد المواقف ليحدد أين ذهبت ثورتهن وفي أي الميادين مكانه الآن في التو والحظة، ثم أما بعد فقد يكون فيه شأن آخر؟؟؟.
دعونا نستعرض هنا نموذجا مجدولا يسهل عملية الاختيار على من يتحير من أمره ، ويساعده على التعرف لأي الميادين ينتمي، وقد أصبح ذلك من الضروري بمكان حيث أن طلب وزير الدفاع السيسي قد جعل الاختيار إجبارياَ وملزماَ.
الحالة | ثورة 25 يناير | أحداث 30 يونيو | مظاهرات ضد الانقلاب | مظاهرات الجمعة 26 يوليو | |
ضد الانقلاب | مع الانقلاب | ||||
المشاركون | - كل طوائف الشعب وبدأت بحركة 6 إبريل - لم يشارك معهم الفلول، ولا أغلب الممثلين والفنانين المشاهير | أهم من شارك هم الفلول، والممثلون والفنانون المشاهير | - كل طوائف الشعب وبدأت بالإخوان - لم يشارك معهم الفلول ولا الممثلون ولا مشاهير الفنانين | جميع أطياف الشعب غير الفلول، وتحت زعامة الإخوان | تحت زعامة إعلام مبارك، وجيش مصر، وشرطة مبارك، والفلول، وبعض المخلصين من أبناء الوطن |
ضد من | حكومة بينة الفساد عمرها عشرات السنين | حكومة شرعية فشلت، وأُفشلت عمرها أقل من سنة | ضد الانقلاب العسكري الذي انحاز لصالح البعض ضد الشرعية | ضد الانقلاب العسكري الدموي | مع الانقلاب العسكري الدموي الذي استنجد بهم وعرض حمايتهم |
الشرطة | ضربت المتظاهرين بالرصاص الحي | وقفت الشرطة بجانب المتظاهرين بل وتظاهرت معهم | ضربتهم بالنار | ضدهم بعنف واستفزاز وتحت غطاء الأهالي (المسلحين) | معهم ومنهم وتحميهم "بجد" هذه المرة |
الإعلام | سخروا منهم وقالوا عليهم "بتوع حشيش ودعارة" وأنقصوا من عددهم الحقيقي | كان الإعلام معهم من قبل ثلاثين يونيو وساعدهم على الحشد، وبالغ في عددهم بالملايين | حاربهم الإعلام وقالوا عليهم حشاشين وبتوع جهاد نكاح، واعتبرهم قلة إخوانية قليلة العدد | مع من يغذيهم ويقويهم، ويحافظ على ملايينهم، | |
الشهداء | حوالى 800 شهيد وآلاف المصابين | لم يستشهد منهم أحد، ولم يصب منهم أحد | حوالى 200 شهيد وآلاف المصابين | من يجرؤ على تحدي الظلم والقهر بصدور عارية سيذبح تحت شعار الحرب ضد العنف | |
موقف العالم منهم | أكثر من حاربهم السعودية والإمارات | ساعدتهم ومولتهم السعودية والإمارات، واحتفت بهم إسرائيل | أكثر من حاربهم السعودية والإمارات | مع الأكثر نفيرا، والأكثر قدرة على التوصيل من خلال الإعلام | |
الموقف الرسمي للأزهر والكنيسة | لم يؤيدوهم | أعلنوا تأييدهم لهم | لم يؤيدوهم | الشرفاء الأحرار من المسلمين والمسيحيين | أتباع الأزهر والكنيسة الرسميين، وبعض المخلصين |
المذابح | موقعة الجمل قتلى وجرحى | لم تحدث مذابح ولا إصابات | 1- وقعة الحرس الجمهموري قتلى وجرحى 2- وقعة رمسيس قتلى وجرحى 3- وقعة النهضة الأولى والثانية قتلى وجرحى 4- مسيرة السفارة الأمريكية 5- مسيرة صلاح سالم قتلى وجرحى | يصعب التكهن بها، ولكنها متوقعة بحجة الحرب على الإرهاب الذي أعلنها الجيش ودعا إليها الإعلام الهابط |
وأحب أن ألفت النظر للمراحل المختلفة التي تعرض لها الشعب المصري، وإلى أين يدفع به، لو تمعنا النظر فقط في أول بند من بنود هذا الجدول الدموي، لتبين لنا كيف أن إرادة الشعب الموحدة هي التي انتصرت في الخامس والعشرين من يناير، وكيف تغير الموقف لينتهي الأمر بذلك الانقسام المشين بي أفراد الشعب الواحد.
فقد انطلق أعداء الثورة بثورتهم المضادة، وبالطبع فلن يكون هذا هو مسماها، فلتأخذ مددا ولونا من الثورة المباركة حتى تنشر سمومها، وانخدع بها الكثيرون تحت التأثير المدوي لإعلام مبارك النشط والمتعاون، كما أن التأثير لن يقتصر على فريق دون آخر، فقد استعملوا لحسابهم – أو استنفروهم- شيوخا دينيين كما استعملوا أو استنفروا ثوارا علمانيين، معتمدين على تأثيرهم الأكيد على بقية القطيع من المريدين.
وبالطبع كان الدور الضعيف أو المستضعف الذي قامت به حكومة الإخوان هي المزرعة الخصبة لتلك البذرة الشيطانية، وهكذا تستنزف مصرنا الحبيبة وتعود للخلف، وتغدو ثورة الخامس والعشرين الرائعة إلى ذكرى تحت وطأة القهر والظلم ولاستبداد.
الديمقراطية هي الحل... كما قال عمنا علاء الأسواني زمان.