طالب الفريق عبدالفتاح السيسي جموع المصريين بالنزول غدا الجمعة إلى ميادين مصر وساحاتها بالملايين ليعطوه تفويضا لمحاربة الإرهاب المحتمل، وقبل أن نقرر النزول أو عدم النزول علينا أن نتساءل :
• مامعنى التفويض، وما مداه وما مدته، ولمن نعطيه، وكيف نحاسب من أعطيناه، وماهي معايير المحاسبة، وما العمل لو أساء استخدام التفويض، وماهي آلية مساءلته أو إيقافه إن تجاوز؟ .. أهو تفويض مقيد أم تفويض على بياض؟
• ما معنى الإرهاب، وما هو تعريفه، وما معنى العنف ؟ .. هل هي نفس المعاني والتعريفات الواردة في قانون العقوبات المصري، وإن كانت كذلك فلم التفويض الشعبي (على بياض) لمواجهته، أليس القانون كافيا لمحاسبة كل من يقوم بعمل يندرج تحت مسمى الإرهاب أو العنف ؟ .. أم أن القانون العادي لا يكفي وبالتالي نحتاج إلى إجراءات استثنائية خارج إطار القانون لمواجهة الإرهاب ؟
• ما هي الضمانات التي تمنع استخدام التفويض المطلق هذا (الذي لا نعرف آفاقه وحدوده) المخصص للإرهاب (الذي لم نتفق على تعريفه) في مواجهة التيارات السياسية المعارضة على اعتبار أنها إرهابية طبقا للتعريف المطاط للإرهاب وطبقا للتفويض المفتوح الذي يشارك فيه الملايين كاستفتاء بشري حي ؟
• كيف ترتاح ضمائرنا نحن المفوضين أعلاه في حال استخدام ذلك التفويض في الفتك بالمعارضين (أيا كانت توجهاتهم) وإسالة الدماء بعنف تحت غطاء وشرعية التأييد الشعبي الذي كنا جزءا منه؟
• ألم تستخدم أمريكا التفويض الدولي لمحاربة الإرهاب كي تفتك بأفغانستان والعراق وتحولهما إلى خراب وتزرع فيهما بذور الشقاق والعداوات ؟
• ألم يستخدم نظام مبارك نفس الحجة (محاربة الإرهاب والتطرف) لكبت وقهر وتعذيب الشعب المصري والوصاية عليه وإخصائه بواسطة قانون الطوارئ البغيض ثلاثين عاما؟
• ألم يستخدم هؤلاء جميعا كلمة الإرهاب كمرادف للإسلام بكل صوره المعتدلة والمتشددة ؟
• ألا نشعر بدحرجة الدولة في حجر الحكم العسكري (الذي عشنا تحت سقفه ستين سنة) تحت تأثير الخوف من الإرهاب والبلطجة واستخدام فزّاعة الإخوان لتحقيق هذا الهدف؟
• ولماذا يطلب الفريق السيسي نزول الناس إلى الشارع وهو يمسك بزمام السلطة والقوة الآن؟ .. أليس في هذا النزول الآن (بينما الشارع في غاية الإحتقان والتوتر) مخاطرة أن يحدث الاشتباك بين الكتل البشرية المتعارضة فينتج عن ذلك مجزرة هائلة؟ .. أم أن هذا النزول الشعبي (في حالة كونه ضخما) يمكن أن يحسم الأمر لصالح الأغلبية الساحقة ويحمي المعارضة الأقل بردعها عن الاستمرار في الاشتباك مع السلطة والضغط عليها للعودة إلى المسار السياسي السلمي ؟
واقرأ أيضاً:
احتواء شباب الإخوان ومحاسبة قادتهم / الحالة النفسية للإسلاميين / رسالة إلى العقلاء في الإخوان: لا تحملوا السلاح ولا تحرقوا مراكبكم