الإطار الأكبر لما ينبغي أن نتحرك تجاهه هو لم شمل الوطن والمواطنين!
تصعيد التنافس السياسي الحزبي، وحشد الناس بدءا من غزوة الصناديق-استفتاء مارس 2011- مزق الأمة.. الممزقة أصلا بالجهل، والفقر، والأمراض الجسدية، والنفسية!!
الظن المتوهم بأن الاحتكام إلى الصناديق -في أمة مهلهلة- سيؤدي إلى بناء أي شيء جرنا إلى حروب أهلية مشتعلة، وكراهيات منفلتة، وحين حاز الإخوان أغلبية برلمانية، وحين أصبح منهم الرئيس لم يعطوا "لم الشمل" أية أولوية، وغرقوا في عمق مستنقعات الدولة المصرية، فلا هم طهروها -بمساعدة الناس- ولا هم غيروها، ولا هم ساهموا في مداواة الجراح المتراكمة خلال عقود، بل سكتوا على الدم المسال في محمد محمود، وماسبيرو وغيرها!!!
الإعلام المأجور لمالكيه من أصحاب رؤوس الأموال والمصالح مع نظام مبارك الحاكم بجيشه، وقياداته في أجهزة الدولة، وسلطاتها التنفيذية، والقضائية، وعصابات الإجرام والبلطجة لعب دورا خبيثا في تأجيج الصراعات، ونشر الشائعات، والتلاعب بعقول لم تتلق غير تعليم ردئ، وتثقيف هش، وقدراتها متواضعة للغاية على التدقيق والتحقيق، أو تكوين مصادر معلومات مستقلة، أو حتى مراجعة وتوثيق ما تبتلعه من معلومات، وأفكار، أو تكوين رأي نزيه، أو خوض حوار يتحرى الحقيقة!!!
المجتمع الممزق الذي لم ينتبه ولم ينتفض في اتجاه لم شمله وشعثه يصبح لقمة سائغة لسلطة تتلاعب به كيفما تشاء، ووقتما تشاء!!
وحين ضيعنا جميعا فرصة التعايش والتواصل والتحاور والتفهم والتفاهم، والقبول، والتسامح، سمحنا للخوف أن يسيطر على أرواحنا، وبئس الحاكم هو، والمتحكم فين!!! الخوف يحولك إلى وحش متعطش لدماء الآخرين، وتمزيقهم، لأنه يقنعك أن وجودك مهدد، ولا بقاء لك إلا أن تكون ذئبا!!!
في غمرة المواجهات والخلافات السياسية، ما لم ننتبه إلى تمتين عرى الإنسانية بيننا، مع إحيائها بداخل كل واحد فينا، سنزداد انتكاسا وبدائية وبربرية ووحشية وحيوانية!!!
الوطن ممزق ومهلهل ومنهار -بأجهزته الرسمية- وأنسجته الاجتماعية، والتقوقع والانقسام الطائفي، والفئوي، والأيدلوجي فتصبح نعمة التنوع عندنا نقمة تفتيت وتفكيك، تستحيل معه ممارسة السياسة، أو مقاربة الدولة، أو حتى مجرد الحديث عن مجتمع يتعايش، ويتوازن، ويتطلع إلى مستقبل!!!
إذا كان بعض المصريين يشتبكون مع الانقلاب العسكري حشدا، وضغطا، فإن اليد الأخرى لابد أن تنشغل فورا بتحقيق الوقائع الدموية كلها، إذ تصعب المصالحة على غير أساس الحقيقة!!!
ومن ثم لابد من تطمين القلوب والنفوس، والتغافر، والتراحم، والمواساة، والمصريون جميعا محتاجون إلى مواساة!!
حروب الكلام، والعنف اللفظي والمادي، وأغلب ما نتداوله حاليا ليس سوى سموم تقتل الروح، والمروءة، ونبض الإنسان بداخلنا، ولا علاقة لهذه البدائية والغوغائية والانحطاط البشري بممارسة الاختلاف، ولا بإدارة التنوع، ولا بتقديس الحرية، نعمة الله علينا بدماء الشهداء!!
لا أدري حقيقة ولا جدية ما يقال عن المصالحة، وخبرتي مع الجهود الرسمية ليست إيجابية، ولا تطمئنني على إنجاز هذا الواجب المؤجل والمعلق، ولا إطفاء هذه النيران المشتعلة في العقول، والقلوب، وحتى في العالم الرمزي بالفضاء الافتراضي الإليكتروني!!! ولا في شبكات "الحروب" الكلامية!!
حي على الإنسان الذي نقتله بداخلنا!!!
حي على لم الشمل الممزق بمصالحة كل إنسان بين كياناته الداخلية، وتجديد روحه الخامدة المعذبة، ومن ثم توصيل الخيوط مع من حوله من البشر!!
مصر أجمل.... ممكنة!! مصر أجمل... تبدأ منك!! مصر أجمل.... تنتظر جهدك!!
فيما يرى الحالم22 يوليو.... اقرأ كتابك ......
صورة ملهمة ومحفزة ومخيفة لكل صاحب قلب وعقل وضمير أن يقرأ كتابه يوم القيامة، حين يلقاه منشورا، ويرى فيه ما جرى منه!!
لله المثل الأعلى، هلا قرأ كل منا سجله هنا، التايم لاين، بتاعه!!
اقرأ؛ وكفى بنفسك على نفسك حسيبا!!
أ...خطأت في حق أناس علنا، اعتذر لهم فورا، وعلنا!!
دعوت إلى إثم، أو إلى قطيعة أرحام؟؟ حرضت على كراهية، أو احتقرت إنسانا مثلك!!! أو تطاولت أو تعديت على كرامته أو عرضه ولو بكلمة!!
اقرأ كتابك، حاسب نفسك ولو لم يحاسبك غيرك، وقبل أن يحاسبك الله!!!
راجع، تأمل، تدبر، تعلم، اعتذر بشجاعة، هذا طريق مصيرك، وهذه ضمانة نضجك، وإنسانيتك!!
22 يوليو
ويتبع >>>>>>>>: مسار الثورة: فيما يرى الحالم 24 يوليو من غير زعل.......
واقرأ أيضاً:
إحياء الموتى ومسار الثورة.. 15 و16يوليو..قبل السحور/ مسار الثورة .....17-19 يوليو : ضد التبسيط ....../ مسار الثورة 21 يوليو .... أخونة الثورة !!......