مفهوم أن التضييق الأمني على الإخوان من منتصف التسعينات إلى نزول الناس في 25 يناير كان من أهم الأسباب التي أدت إلى تشكيل عقلياتهم وتصرفاتهم بشكل يستهدف الحفاظ على أنفسهم وتماسك تنظيمهم، وقدرته على الممانعة والمقاومة والحشد، لكن هذا جاء على حساب تطوير كفاءات ومهارات الأفراد، وبناء شبكات نوعية متخصصة!!
خطأ قاتل -ن بعد 25 يناير- كان بقاء أفراد التنظيم على حالهم كعمالة غير ذات مهارات، تستطيع الحشد وإدارة العمليات التي تتطلب حشدا مثل التجمعات، والانتخابات لكنها غير مؤهلة لأية أعمال تتطلب مهارات جديدة، بينما دخل الإخوان فعلا مساحات ومستويات ومهام تتطلب مهارات جديدة لم يتدرب أفرادهم عليها مطلقا!!!
الحصاد: أن الإخوان اليوم يقفون في مواجهة خصوم، ويتصدون لمعارك لم يستعدوا لها مهاريا، وليست لديهم أية شبكات نوعية واسعة تقوم بعمليات نوعية متخصصة على نطاق واسع من تطوير حركة شارع تتوسع، إلى دعم آلاف الأسر المتضررة نفسيا وماديا، إلى متابعة أحوال آلاف المصابين والمعتقلين، إلى الدفاع الإعلامي ضد حملات الدعاية السوداء والتشويه المتعمد!!
العمالة غير المدربة اللي ممكن تشتغل أي حاجة بكفاءة متواضعة أو متوسطة، هي قصور مصري عام بامتياز، إذا ما اتفقنا أن رأسمالنا الاجتماعي البشري هو ثروة مصر الحقيقية، والإخوان لم يتخلصوا من هذا العيب المصري القاتل، وإذا لم نتعلم جميعا هذا الدرس، فلا مستقبل مختلف مهما تفاءلنا وتوقعنا!!
25/9/2013
مسار الثورة... جبهة ثوار....
حين وصلتني الأفكار المؤسسة للجبهة منذ أسابيع، صرخت مرحبا: المجد للشهداء.... أحسنتم!!!
البيان التأسيسي الموزع في المؤتمر الصحفي بنقابة التجاريين أمس يتضمن أفكارا لا يختلف عليها اثنان من أبناء 25 يناير، فأين المشكل؟؟
وثيقة حقوق المصريين المرفقة تستحق نقاشا واحتفاءا -الحركة بركة- ومقاومة الإحباط فرض عين على كل المصريين!!
لو لم يكن اللقاء إلا وقاية من الاكتئاب، أو علاجا له فالأمر يستحق، واسألوني أنا عما هو اكتئاب، وعما يفعله بالأرواح!!
من المهم مبدئيا فهم: أن من صفعه الإخوان على خده الأيمن فلن يدير لهم الأيسر، وبدلا من المبالغة في العداوة والشتم وابتلاع طعم التفتيت المتبادل لشراكة الميدان الأولى يمكننا، بل يجدر بنا أن نتحاور كما يتحاور الرجال، وأن نعود إلى الناس، ومع الناس لنستثمر -جميعا- زخم الشارع لمصلحة استكمال الثورة، مستفيدين من الدروس، وهي كثيرة لمن أراد تعلما!!
يمكن أن تتكامل الجهود وتتضافر في إطار حملات نوعية محددة، وإن كان ينقص الجبهة شيئا في مساحة الكم، فإن شباب الإسلاميين المنتشرين في الشارع -اليوم- ينقصهم الكثير في مساحات المهارات والاتصالات، ويحتاجون إلى دعم وتدريبات على مهارات متوافرة لدى أطراف في الجبهة، يحتاجها المشهد الحالي لتطوير الاحتجاجات، ورصد الانتهاكات، وتضميد الجراح، وملاحقة المجرمين!!
خصوم الثورة يراهنون على الأنا والأنانية والتعالي والعزة بالإثم التي يزكونها فينا ونحن لا رب لنا إلا الله الواحد، ولا قيادة حقيقية إلا الشهداء، ولا هدف غير الوفاء الحقيقي لدمائهم وما ماتوا من أجله!!
فهل يهون علينا الكثير الذي يجمعنا لمصلحة ما يفرقنا؟؟؟
26/9/2013
ويتبع >>>>>>>>: فرصة نشوف فيما يرى الحالم،... البيمارستان!
واقرأ أيضاً:
المسؤولية الغائبة وتدريب تحويلي وإنت حر!/ مسار الثورة 23 سبتمبر... الجامعة مشتعلة..../ إحياء الموتى.... ضد الرصاص....