بعث لي زميلي الأستاذ وائل أبو هندي نسخة من المقال الذي ينتقد مقالة نشرها الموقع في نهاية عام 2013 تحت عنوان عام الوداع وميداليات ذهبية طلب الأستاذ أن لا أرفض نشر المقال وبالطبع لا أرفض لأن كل إنسان له حرية الكلام بشرط أن يتحلى بالحد الأدنى من الأخلاق ولا يتلفظ بكلمات نابية.
فكرت أولاً أن استعمال مكارم الأخلاق "خذ العرف وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين" لكن جاهلية اليوم هي أخطر بكثير ولا بد من التصدي إليها ومن الله التوفيق.
سأتعرض في بداية الأمر إلى محتوى الرسالة وأرد عليها وعلى ما فيها من شتائم وبعد ذلك سأتطرق إلى تحليل شخصية كاتب المقال فمثل هذا التحليل يقع ضمن ممارستي المهنية.
يبدأ كاتب المقال أولاً في الحديث عن الألقاب واستعمالها استعمال لقب دكتور (د) قبل كتابة الاسم هو من صلاحية الموقع ومعظم المواقع والصحف تحرص على استعمالها رغم أن الكاتب بل ومعظم الكتاب يرسلون مقالاتهم معنونة بالاسم فقط هنا يكمن تناقض كاتب المقال في إشارته إلى لقب مهندس استعمال لقب مهندس يكاد يكون محصوراً على الناطقين باللغة العربية والذين يستوطنون العالم العربي فقط.
لا تستطيع أن تقدم نفسك لأحد في الغرب والشرق بأنك مهندس (كهربائي أو مدني أو معماري) لأن ذلك يعني أي إنسان يقوم بعمل يدوي مثل الكهربائي وعمال مجاري المياه وغير ذلك عقدة الألقاب واستعمالها في العالم العربي مرتبطة بعقدة الشعور بالنقص ويحاول كاتب المقال تبريرها في مقدمة المقال ونهايته باستعمال الإزاحة Displacement وإسقاط ذلك على شخصي والآخرين.
بعده يبدأ كاتب المقال عمليته الزورانية Paranoid Process بأن الغاية من ربط كلمة سلفي الحديثة في اللغات اللاتينية مع كلمة سلفي التي تشير إلى التيار الإسلامي السلفي ومن ثم يبدأ في الحديث عن انتشار هذا التيار في أنحاء المعمورة ويسأل ما الذي قدمته لغيري من الناس؟
هذا الأسلوب الغير الحضاري في الكلام يدفعني إلى توجيه السؤال نفسه إليه وهو ما الذي قدمه التيار السلفي إلى البشرية والحضارة؟
الجواب لا شيء ما قدمته أنا فهو ضئيل لا يملك القدرة على رؤيته ولكن أكثر بكثير مما قدمه هو وبلا شك قد يقول الدعوة إلى التوحيد وغيرها وأسأله ما الذي قدمه التيار السلفي لتطوير الإنسانية ومحاربة المرض والعلم وغيرها والجواب لا شيء تجاوز عتبة الأخلاق الإنسانية ولم يكن بمقداره توقيف العملية الزورانية ووجه الاتهام بعملي "لحساب من آووه ودعموه بالمال وبألقاب التي بها ينخدع الكثيرون". هذا الحديث الواضح في المحتوى الزوراني يعكس دوماً استعمال عملية دفاعية غير شعورية متأصلة في أعماق الكاتب وهي الإسقاط Projection وتعني توجيه حقيقة في شخصيتك لا تستطيع أن تتعامل معها ومن جراء ذلك تلجأ إلى إسقاطها على الآخرين.
ثم ينتقل بعدها إلى مرحلة أخرى من عمليته الزورانية وربط بين إشارتي إلى ما حدث لمرسي وتوديع الربيع العربي وبالطبع اتهامي بالتشيع الحديث عن الانتساب الطائفي لأي شخص في العالم الإسلامي بل وفي جميع أنحاء العالم يعكس عملية زورانية شديدة اتهم جهلاء الأزهر عميد الأدب العربي بالتشيع بعد صدور كتابه الرائع الفتنة الكبرى ويتهمون كل من ينتقد وجهة نظر إسلامية الأصل بالتشيع يرتبط التشيع بحب النبي محمد صلوات الله عليه وآله وسلم وأنا أقولها بصراحة لكل إنسان زوراني بأني لا أحب البيت أبداً بل الأصح من ذلك أعشقهم.
الحديث عن الانتساب الطائفي يتناسب عكسيا مع التطور الثقافي والإنساني ودرجة الصحة العقلية تربيت في بلاد كان الناس يخجلون فيها من الإشارة إلى المذاهب من سني وشيعي ولا يشيرون فيها حتى إلى دين الإنسان إن ضاقت الدنيا بهم تراهم يزورون مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني ويمررون لتأدية زيارة أبو حنيفة النعمان ويدخلون مرقد الجوادين من باب الحوائج والدعاء إلى الباري عز وجل وبعدها يوقد لهم الأصحاب الشموع في كنيسة فاطمة على ضواحي دجلة هكذا تم زرع الحب في أعماق العراقي ولم يدمره إلا من ينادي بالكراهية والبغضاء من الإسلاميين والرعاع من أتباعهم فجميعهم حلفاء إبليس.
هناك إجماع في الآراء لا يستطيع كاتب المقال إنكاره وهي أن ثورة يناير لم يشعل فتيلها الإخوان ولا التيار السلفي ودخلوها بعد فترة ليس بالوجيزة تنطبق عليهم مقولة ميكفالي وهي الغاية تبرر الوسيلة فلا علاقة بين مبادئهم والديمقراطية، ومن جراء ذلك فشلوا فشلاً ذريعاً في إقناع الشعب المصري بمساندتهم قد يقول البعض بأنهم تعاونوا من العسكر لإجهاض الثورة الحقيقية ولكني لا أميل إلى هذا الرأي الزوراني.
ثم ينتقل كاتب المقال إلى اقتباس لفظة العراب الذي لا يعرفه ويشير إلى استعمال هذا التعبير وهذا "ليست من ثقافة وقواميس المسلمين" هنا تلاحظ استعماله لعملية دفاعية ذهانية وهي إنكار الحقيقة وتحويرها وأذكره بكلمة يستعملها يومياً في صلاته وهي كلمة آمين لا تتجاهل الحقيقة ولا تستطيع أن تنكر بأن هذه كلمة لاتينية مسيحية بحتة سرقتها اللغة العربية من المسيحية ولم يستعملها المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم اقتباسي لكلمة عراب لا تقارن بكلمة آمين فاتقوا الله في الكذب وكفاكم خداع أنفسكم والبشرية.
أما شخصية العراب فهذا بحث كامل في حوزتي ولكني لن أنشره على الموقع ولا أظن أن الموقع سينشره إن طلبت ذلك وإلا تم حجره حسب إرشادات التيار السلفي وقادته العراة.
عند هذا المنعطف أذكر كاتب المقال برواية أو أسطورة لا يجهلها وهي الإمبراطور العاري تقول الأسطورة بأن الإمبراطور المغرور طلب عمل ثياب له لا مثيل لها تبهر الناس والعالم بأجمعه. وعدد اثنان من الخياطين المتنورين بعمل ثياب لا يستطيع رؤيتها الأغبياء والجهلاء والخونة وتظاهروا بحياكة هذا الثوب الذي لا وجود له وصل الإنكار والتحوير والتزييف بالإمبراطور أن خرج عارياً على الملأ والجميع يهتف له ما أجمل ثيابك والسعادة والافتخار تغذي شخصيته النرجسية حتى هتف أحد الأطفال: "ولكن أليس هذا الإمبراطور عارياً" هذا حال كاتب المقال والتيار الإسلامي السلفي بل والمجتمع العربي الإسلامي لا يمتلكون حتى الثياب الصالحة لستر عورتهم أمام البشرية ولكن ليس هناك من يصرخ في وجههم بأنهم عراة وإن صرخ الطفل لا يسمعوه فهم صم بكم لا يفقهون.
من هنا يأتي الحديث عن إسرائيل فما على الإنسان إلا أن يكون صريحاً ولأقرب وجهة نظري للمهندس لا بد من تذكيره بما يستعمله من أجهزة الكمبيوتر لا أظنه يجهل هذه التكنولوجيا التي يستعملها الجميع فكل الأبحاث والإنجازات تأتيك من وادي السيليكون في كاليفورنيا (وعلمائه اليهود) ووادي السيليكون في تل أبيب لا أظنك لم تستعمل الـ USB فقد ولد في إسرائيل وعليك الآن انتظار فتوى تحريمه من العراة ما قدمه معهد وايزمن في العلوم للبشرية فهو أمر لا تستطيع إدراكه أنت وغيرك من المصابين بالشلل الفكري والإنساني وما عليك إلا بإحصاء من حصلوا على جوائز نوبل في شتى العلوم من إسرائيل وقارن ذلك بأهل الإسلام وتذكر تعداد السكان أيضاً أما في مجال الطب وشتى العلوم الطبية فحدث ولا حرج وكفى بالإنتيرفيرون المستعمل في علاج التهاب الكبد C المنتشر وبائيا في مصر هذا العقار ولد في إسرائيل وما عليك الآن إلا انتظار فتوى العراة بتحريمه كما منعوا لقاح شلل الأطفال في باكستان.
يتحدث بعدها على إنجازات مرسي والانتخابات الأخيرة وله الحق في ذلك ويستمر في عمليته الزورانية الذهانية في إنكار حقيقة فشل مرسي في قيادة الأمة ولسبب واحد فقط وهو أنه لم يكن مؤهلاً لهذا المنصب تم حشر مرسي لتمثيل الإخوان بعد منع غيره من الترشيح والحديث في هذا الأمر سجال ولكني لا أنكر بأن تعامل السلطات معه تجاوز حدود المقول.
هناك نقطة لا أستطيع أن لا أرد عليها إلا بقوة على رجل يتهمني بأني أعمى العيون وهي التي تتعلق بتركيا لو كان كاتب المقال عربياً يعتز بعروبته ويدعي الإسلام لأدرك بأني من العراق وتربيت في بغداد ولن أتخلى عن الدفاع عن كل ما يمس وادي الرافدين إن أي عربي أو مسلم يدافع عن أردوغان وبطانته لا يمكن إلا وصفه بالجهل والنفاق تركيا بدأت بتدمير دجلة والفرات منذ زمن طويل ومنبع الحضارة العالمية من هذا الوادي وسينتهي أمرها فإن كان أو غيره يدافع عن تركيا فأرجو أن لا يتستر خلف الإسلام وليدرك بأن العرب برمتهم في نظر الأتراك حفنة من الأعراب والهمجيين عليه أن يتفحص ما يقوله الأتراك في لغتهم عن العرب وهو على ما أظن عربي ليدرك مدى نفاق الأتراك الذي اعترفوا بقيام دولة إسرائيل حال إعلانها لا أنكر كراهيتي لتركيا لأني عراقي ومن يميل إلى الأتراك دون أهل العراق من العرب في نظري هو والحمير سواء (كما يشير سيدنا عمر رضوان الله عليه في طرائقه عن قيمة إنسان يفتقد إلى الأخلاق والعلم والأصل).
أما لصوصية أردوغان فهي حقيقة لا يستطيع إنكارها وعليه بمراجعة المصادر التركية والعالمية التي كشفت حقيقة هذا اللص.
بالطبع يعود كاتب المقال بعدها للتركيز على عمليته الزورانية الذهانية وتدخل إيران في العملية الذهانية لم أنكر يوماً دخول إيران في حلبة صراع حرب أهلية مهد لها العراب وراح ضحيتها الشعب السوري بسبب واحد فقط وهو دخول من يعشقهم من المجرمين المتطرفين الذين ينادون بقيام دولة إسلامية في العراق والشام كتبت عن سوريا منذ ثلاثة أعوام وتوقعت حدوث ما حدث وطالما صرحت بأملي أن يترك الأسد منصبه ويتم حقن الدماء لم يحدث ذلك وانتهى أمر نساء سوريا بعرضهن في أسواق النخاسة القذرة التي تتستر خلف الإسلام كما يتستر كاتب المقال خلفه والذي سأتطرق الآن إلى تحليل شخصيته.
شخصية كاتب المقال
لا أعرف ما هو عمر الرجل ولا توجد بيانات شخصية يعتمد تحليل الشخصية على صورة مقطعية من رسالته التي تتميز بما يلي:
٠ استعمال تعابير عدوانية Hostile مقاربة إلى الشتم وكأنه جالسا في حانة للإثم والعربدة Iniquity مقدار الاستعمال + 10.
٠ إكثاره من استعمال الإسقاط Projection في الانتقاد فهو يوجه الاتهام بأني عميل غربي متشيع غرضه المس من الإسلام والاعتداء عليه مقدار الاستعمال +8.
٠ عدم استعماله العقلنة أو التبرير المنطقي Rationalization في انتقاده للمقال الذي كتبته سابقاً مقدار الاستعمال – 7.
٠ لا يوجه اللوم أو الانتقاد إلى تيار العراة الذي ينتمي إليه فالإنسان السوي لا يتحرج في عمل ذلك من أجل خلق ولو جزء بسيط من التوازن مقدار الاستعمال - 5
٠ إسرافه بعدها في تحوير وإنكار الحقائق Distortion and Denial of Reality وهذا في غاية الوضوح في حديثه مقدار الاستعمال 8+
من جراء استعمال هذه العمليات الدفاعية الغير متوازنة يمكن القول بأن هناك عملية ذهانية وزورانية ولكن ليست من جراء الإصابة باضطراب عقلي يمكن علاجه بالعقاقير والكلام وهذا بالضبط ما يعاني منه الخوارج والمتطرفون عملية الاضطراب النفسي يمكن قياسها من خلال الرسالة وهي 38 وهذه درجة عالية جداً توحي بالاضطراب النفسي الخطير ولكن ذلك كما أشرت ليست من جراء الإصابة باضطراب عقلي يمكن علاجه.
ولكن أين هي العقدة البؤرية؟
تكمن العقدة البؤرية لمن يتظاهرون بالإسلام في عدم قابليتهم على استيعابه واستعماله بصورة طبيعية لتلبية احتياجاتهم الروحية لأنهم لا يؤمنون بالإسلام أصلاً لا يقوون على اعترافهم بعدم الإيمان وكراهية رب العالمين ورسوله صلوات الله عليه وآله وسلم وجميع آل بيته فذلك قد يحرمهم من نصيبهم في الآخرة مما يتعارض مع ميولهم النرجسية.
من هنا يبدأ الصراع والإسراف في التعويض عن هذه العقدة بالتهجم على الآخرين واتهامهم بالتشيع (ولا عيب في ذلك) ووصفهم بالمأجورين وغير ذلك يصاحب ذلك الشعور بالعظمة المزيفة وكل ذلك يحدث وهو يختفي خلف جدار كونكريتي لا يختلف عن الجدار الذي يفصل إسرائيل عن الضفة الغربية واسمه الإسلام المتطرف لا يختفي خلف هذا الجدار لا الذين لا يؤمنون بالله عز وجل والرسالة المحمدية ويكرهون المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم وآل بيته أقول لهم دوما عطروا مجالسكم الكريهة وصلوا على محمد وآل محمد.
لا أدري إن كان كاتب المقال معتدلاً في آرائه يوماً ما وربما حدثت له صدمة في حياته كشفت عقدته البؤرية وهي عدم إيمانه اللاشعوري بالعقيدة التي يتمسك بها.
أقول لهذا الكاتب وكل من يتهجم على الآخرين بأني لا أؤمن بالانتساب المذهبي فهذا دون مستوى البشر ولكني لا أنكر عدائي للأتراك والفرس وكل من يشارك في دمار أرض الرافدين. وهنا خواطري من عام 2011 في فريضة لعنة الأتراك:
فريضة لعنة الأتراك
حكمة من التاريخ نطق بها ...
فارس وحد اليابان
لا فسحة لعواطف ....
من خوف وكراهية وحنان.
عليك بالصبر....
وحارب في سبيل ...
رسائل الإنسان.
ولكن للعراق...
فريضة ...
لعنة الترك وآل عثمان
رسالتهم ...
جفاف العراق...
ومحوه في هذا الزمان
وكفاكم مدحاً بتركيا ...
ودبلوماسية أردوغان
تاريخهم نشر دمار ...
وتخلف ومذابح و أحزان.
انكشارية ....
صنعوهم بعد استعباد...
وخطف لصبيان.
لا تصدق مقولتهم...
أنهم في الحرب ...
خيرة الفرسان.
دافعوا عن اسطنبول ؟ ...
فعل ذلك...
ضباط كلهم ألمان
انتبه يا عراق ...
أربعون سنة...
وصحراء في كل مكان
موصل ....
وتكريت ...
وبغداد ...
وكوت ...
وبصرة وميسان.
لا وجود لكركوك ....
سهجرها العرب ...
والكرد والتركمان.
وسترى ما يفعل الترك ...
ويشطبون ...
أي تلميح لكردستان.
اليوم أحزاب عربية ..
عدالة وتنمية...
وتلك أبشع الألحان
كفاكم صراعاً ...
وانتبهوا لجفاف بلد ..
من أجمل الأوطان.
وقاطعوا الترك ...
فهم أبشع فصيلة ...
من فصائل الحيوان.
الدين جزء خاص بالفرد وحده والأكبر من ذلك كله أعتز بعروبتي وانتسابي إلى تميم عن أب وجد وأقول له كما قال جرير:
وقد سلبت عصاك بنو تميم
فما تدري بأي عصا تذود
ومعذرة إن كنت قد عبرت عن غضبي.