هذه الرسالة وصلتني من أخي الحاج إدريس بوصفيطه،
نصائح ثمينة من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري يقول فيها: لا تجعل من خيمتك دار إقامة دائم بل اجعل عينيك ترنو إلى دارك التي وُلدتَ فيها وترعرعت بها وهُجرت من أجلها، فلا تقبل بخيمتك عوضاً عنها مهما زينوها وجملوها لك فإن في تزيينها وتجميلها الأفيون المخدر للكرامـة والقاتل للشـهامـة الذي يجعلك تتقاعس عن واجبك ونضالك لاستعادة حقك، وأن صبرك على العيش في هذه الخيمة يجب أن لا يتعدى صبر صياد نصب خيمته في فلاة يتعقب صيده ويتنقل بخيمته وراء ما يبغي من الصيد ثم يأتي الأوان ليرجع بصيده إلى دار إقامته وأهله وصحبه بأيامها الزاهية الجميلة يحكي قصص صيده ويستمع لحكايات إخوته الصيادين، فالكل وضع أدوات صيده نُصب عينيه وشمَّر ثيابه لبناء وتجميل وتزيين داره...
الأخ اللاجئ الفلسطيني يدعو أخيه اللاجئ السوري أن يستثمر أيامه في معسكرات الخيام ليتدرب على ما يلزمه لإعادة أرضه وليتعلم ما يحتاجه من الحقد الأبيض ليُضيفه سلاحاً فعَّالاً لنضاله وليُساهم في بناء الأُلفة والمحبة بين اللاجئين وليضع على مدخل كل خيمة شعاراً مكتوباً فيه "ما حَكَّ جلدك مثل ظفرك"، فلا تعتمد على إخوتك العرب فإن حالهم أسوء من حالك وقادتهم أخس من بشارك، وأني على يقين بأن انتصارك وعودتك إلى خيمة وطنك هو انتصار لكل شعوب أمتنا وهذه هي الحقيقة التي جمعت كل أعداءك من روس وأمريكان وفُرس وكل أتباع المجوس في العراق وكل الحُكام الخونة الذين يُرعبهم انتصارك، فإن الكل يُحاربونك تحت شعارهم الموحد "يا أعداء العروبـة والإسـلام اتحدوا"...
اعلم أن انتصارك هو انتصاراً لإخوتك في العراق على المجوس وعلى عبيد الاحتلال، وأن انتصارك هو انتصار لإخوتك في فلسطين على الصهاينة، وأن انتصارك هو انتصار لإخوتك في الخليج ضد تخلف وانبطاح الخونة لإرادة أعداء الأمة، وأن انتصارك سيُعيد الربيع لثورات طال خريفها ويُعدل إنحراف مسيرتها، فإن انتصارك نكبة لأعداء الأمة مما جعلهم يتكالبون على محاربتك بقلوب شتى متنافرة متباعدة متشاكسة فما مصيرهم إلا الخسارة...
علّم نفسك وأهلك بأن خيمتك خيمة صياد راجع بصيده الوافر لداره العزيزة، وأني على يقين بأنك ستُشارك جارك بصيدك كرماً منك وشكراً لناصرك الذي يسَّر لك العودة الكريمة...
عبد الواحد البصري
--------------------------------------------------------
رسالة من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ سوري
ستكون الخيمة مزعجة في الليلة الأولى، ثم في السنة الأولى. بعد ذلك ستصير ودودة كواحد من العائلة، لكن حذار أن تقع في حبها كما فعلنا...
لا تبتهج إن رأيتهم يُقيمون مركزاً صحياً أو مدرسة إبتدائية، فهذا خبر غير سار أبداً. وإياك أن تتورط بمطالبات غبية كبناء بيوت بسيطة بدل الخيام، ذلك معناه أنك بدأت تتعايش، وهنا مقتل اللاجئ، وهنا أيضاً مقبرته. ولا تُدرب أولادك على الصبر، فالصبر حيلة العاجز، سيبيعك الناس لبعضهم...
تلك هي هواية السياسيين، وسيجيئك المتضامنون من كل البلاد، ستصير أنت شعارهم الإنتخابي، "ويتقربون بك إلى الله..." وستزداد همة الناس في تفقدك في رمضان وفي الأعياد والمناسبات الدينية، والبعض سيُصور أطفالك منهكين وجائعين، لتكون موضوعاً لصورة تفوز بجائزة دولية.
لا تلتقط الصور التذكارية مع سفراء النوايا الحسنة، ولا تشكو لهم حرارة الطقس أو من الحصى في الخبز، وحاذر من أن تُطالب بخيمة أفضل، فليس ثمة خيمة أفضل من خيمة الوطن.
وأخيراً...
لا تُنادي يا عرب
فالإستغاثة بالأموات حرام...
واقرأ أيضاً:
إجابة رائعة / طبيب جراح!!! / بوش دمّر العراق بحثاً عن يأجوج ومأجوج! / دعوا العرب يقضون على أنفسهم بهدوء!!!