اليوم الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير المجيدة (جدا), حيث ينطلق موكب مبارك من أمام دار القضاء العالي متجها نحو ميدان التحرير, ويتقدم مبارك الموكب وهو يبدو في صحة جيدة (جدا) وعلى يمينه ابنه جمال وعلى يساره ابنه علاء وخلفهم أحمد عز وأحمد فتحي سرور وأحمد نظيف وزكريا عزمي وهم يحملون جميعا أحكام البراءة على أيديهم, ويتبعهم أعداد كبيرة من قيادات وأعضاء الحزب الوطني الديموقراطي (جدا). وهم يتحركون الآن صوب الميدان وسط حماية قوات كبيرة من الشرطة والجيش ومجموعات خاصة لمكافحة الشغب.
وما أن وصلوا إلى المنصة الرئيسية حتى جلس مبارك في الصدارة وهو يرتدي نظارته الشمسية السيادية السوداء الشهيرة وينظر بثقة واستعلاء واضحين إلى الجماهير الوطنية (جدا) التي جاءت تحييه وتهنئه على البراءة والسلامة معا وتبايعه على السمع والطاعة وتدعو له بطول العمر والبقاء. وانطلقت مجموعات ملثمة تطرد أرواح من تبقى من الشهداء من ساحة الميدان بينما جلست أمهاتهم يبكين على الأطراف في مشهد يكاد يعكر صفو الاحتفال مما حدا بالملثمين تعبئتهن في سيارات مصفحة وإرسالهن إلى حيث لا يعرف أحد.
وجيئ بمجموعات من شباب ثورة يناير "مقرنين في الأصفاد" ليقفوا أمام المنصة صاغرين يقدمون الاعتذار لمبارك وولديه ومساعديه على الإهانات التي ربما تكون قد لحقت بهم إبان ثورة يناير 2011م, وجيئ بجموع متتالية من فئات الشعب المصري ليقدموا أيضا اعتذارهم وليعترفوا بسوء تقديرهم للأمور, وبأن الشباب الثائر المجنون قد غرر بهم ولم يكونوا يعرفون أنهم عملاء ومأجورين.
وعزف السلام الجمهوري ووقف مبارك وولديه ومساعديه يؤدون التحية وبعدها ألقى مبارك كلمة مقتضبة نقلتها القنوات الفضائية المصرية فقط حيث منعت القنوات الأجنبية العميلة من المشاركة في هذا العرس الوطني (جدا). وظهر محامي مبارك على المنصة يعلن أن الرئيس مبارك بطيبة قلبه وتسامحه لن يقاضي المصريين الذين خرجوا في 25 يناير 2011 ولن يرفع دعوى رد شرف ولن يطالب بتعويضات له ولأسرته على ما لحقهم من أضرار مادية ومعنوية وسيترك ذلك للتاريخ الذي دائما ينصف الشرفاء والوطنيين (جدا) ويعيد إليهم ما يستحقونه من التكريم.
وظهر في الحفل عدد كبير من فناني مصر وفناناناتها وإعلامييها وإعلامياتها وهم يرقصون ويغنون معا أغنية: "والنبي لنكيد العزال" .
وتواجدت مجموعات كبيرة من الشرطة في ميدان طلعت حرب وفي ميدان عبد المنعم رياض يحتفلون بعيد الشرطة ويستعيدون هيبتهم وسيادتهم وسعادتهم وعيدهم الذي خطفه منهم شباب متهور في 2011 م.
"كل سنه وانتم طيبين "
25 يناير 2015م
واقرأ أيضًا:
الهجوم على المقرات شرارة الحرب الأهلية / الاغتيال المعنوي / انتبه.. العربة تجنح يسارا (2 من 2) / أنـا السيسي / مصر بعد الانقلاب: الأمن عاد، والخوف ساد!