وقفت حائرة كيف أكتب عن قضيتي وقضية آخرين هم عربٌ في إقليم كردستان؟
سأبدأ من اللحظة التي قررت فيها أن أشد الرحال إلي إقليم كوردستان في العراق بحثاً عن العيش بسلام، وبعيداً عن دوي السيارات المخففة، وبعد موت من يقرب لي ومن أعرفه، وهرباً من الكوارث وسفك الدماء وتسلط الطغاة وموت الحياة في العراق.
توجهت في ذهني الأمل في إقليم كوردستان وهو ينعم بنظام وأمان ولا وجود للطغاة ولا جشع المسؤولين، ولم أدرك بأنه لا يزال جزءً من بلد استوطنه الظلم والفساد، قد لا أجد فيه الحرية و لا انعم بالحياة.
توجهت إليه لأني لم أحتاج يومها إلى تأشيرة دخول ولا يبعد عن بغداد سوى خمس ساعات براً ونصف ساعة جواً، وإن داهمني الحنين للأهل فسأعود متى أشاء، لن أجد الموت ولن اتذوق الحقد، توجهت إليه لأن جريمتي كانت أني عراقية عربية وربما سنية ولكني كنت ساذجة.
وجدت سلاحاً آخر يوجه نحوي اسمه القانون البشري من صناعة كوردية يستعمله البعض ضد كائنات عربية.
ما هي واجباتي في الإقليم؟
لا أخرج لساني من فمي ولا تعليق على ظلم ولا أطالب بحقوق ولا استنكار لفعل ولا أنطق إلا بالرضى.
ماذا سمعت؟
القضية الكوردية لبشر لا يملكون وطناً وأقلية حالها كان مثل حال الأقلية الجديدة العراقية العربية السنية، قالوا نحن أغبياء لأننا لن نتعلم درس القضية الكردية وسقطنا في نفس الهاوية والآن علينا أن نبحث عن صديق وعسى أن نجد الحرية!!!. ولكن أين هو الوطن؟.
ما هي حقوقي؟
حقوق بشروط منذ 2004 وبعد السقوط بعام واحد فقط ولكن لم يحق لي دخول الجامعة ولا يحق لي الاستملاك في أراضي هوان أستثمرت في تجارة ما أو شقق سكنية فلن يكتبها أحد باسمي إلا بعد عشرين عاماً؟
وإن فارقت الحياة فلا يورث أحد ما أترك من ملك!!!.
وماذا عن التعليم؟
على أطفالي الدخول في مدارس عربية لا يدخلها سوى العرب وعليهم دراسة لغة كودية فصحى لا يتقنها الكثير من الأكراد أنفسهم.
وكم هو عدد العرب في الإقليم؟
2 مليون عربي نزحوا إلى إقليمهم والآن قالوا كفى.
عشرة أعوام قضيتها في الإقليم بدون حقوق بشرية. لا نهاية لأسئلة استفزازية وأتقنت فن المرونة والدبلوماسية. أدركت أن قضيتي العربية خاسرة وعلي أن أتوقف عن البحث عن الحرية في ظل أجواء كردية.
شاهدت وسمعت بأن الأكراد كانوا في جميع أقاليم العراق وحقوقهم في التملك والخدمة لا تختلف عن حقوق العرب وكانوا يواجهون طغيان النظام البائد حالهم حال العربي السني والعربي الشيعي.
فتكت الحرب الأهلية بين الإقليم وبغداد بالأكراد والعرب على حد سواء ولكن لا يزال شبح حلبجة يستوطنهم، ولكن هل هو الشبح الوحيد؟ كل محافظة لها أشباح تستوطنها.
وهل من نهاية للأحقاد والانتقام الخفي من العرب؟
هل سنتعلم وضع أحقاد الماضي جانباً؟
متى سيتوقف صراخهم بوجهنا يا عربي يا عنصري؟
متى سيتوقف الحديث عن القضية الكردية ومتى ستجد القضية العربية الحرية؟
فقدت الأمل في حياة مع قومية كردية.
اليوم أسأل عن الهجرة من الأرض الكردية ولكني لا أعرف الطريق إلى الأرض العراقية ولا أية أرض عربية.
واقرأ أيضاً:
خواطر ابنة سامراء على فكرة : العراق يحتضر..