(ملحوظة: تم ترجمة المقالة بتصرف بسيط لتيسير فهم بعض المعاني للقارئ، وتم أيضا اختصارها واستثناء بعض الأجزاء لقلة أهميتها وفائدتها. أودّ توضيح أيضا دافعي لاختيار هذه المقالة لابتداء مشروع الترجمة وهو بسبب ما رأيته وعايشته بنفسي في السنوات الأخيرة من بعض ورش العمل التي تعرض برنامجا تدريبيا في العلاج النفسي للطبيب والاختصاصي النفساني وتضمن أفعال تحرش جنسي صريحة بل واعتداءات لفظية وبدنية وتم عرضها على أنها ضمن إطار العلاج باستغلال واضح لجهل المتدربين)
عرض النص:
- تقول الكاتبة عن خبرة المريض أثناء العلاقة العلاجية: "إنها خبرة تجعل قابليتنا للتعرض للأذى كبيرة، وذلك عندما نشارك أعمق أسرارنا ومخاوفنا مع معالج محترف مُدرّب وحاصل على ترخيص بممارسة مهنة العلاج (وندفع له مقابل مادي)، فيقوم بالالتفاف ويستخدم المعلومات لأجل التلاعب ويرتكب نفس الإيذاء".
- إنه إيذاء عميق، ويُعد أحد أكبر التحديات التي يواجهها الضحايا هو التساؤل الذي يطرحونه لأنفسهم عن ما فعلوه لكي يسمحوا لذلك أن يحدث – خاصة عندما يعودون لجلسات العلاج مع هذا المعالج المعتدي.
- تحدي آخر هو ما يتعلق باشتياط نفس الضحية وغضبها، والذي يميل لأن يتم كبته وإزاحته بعدة طرق من خلال سلوك إيذاء النفس.
ـ عامل آخر (والذي يظل عالقا في مكانه في ذهن الضحية مثل قارب بعيد لا يستطيع الوصول لشاطئ بسبب وجود ضباب كثيف) قد يكون قول الضحية لنفسها "هذا يذكرني بما حدث لي عندما كنت صغيراً، وهل قُدِّر لي أن أكون هدفا لمثل هذا السلوك المؤذي للأبد؟". وما يكون مسببا للإحباط والجنون أكثر بالنسبة للبعض هو الرغبة لعدم فقد الصِّلة مع هذا المعتدي.
ـ إن هذه المجموعة من ردود الأفعال والمحفزات للإيذاء والاعتداء الجنسي من الممكن أن تضع الشخص في حالة من الصدمة والإنكار والإحساس بالخزي – والذي يؤدي للصمت والتدمير النفسي الذاتي الداخلي. يمكن أن تتضمن الأعراض الانفعالية والسلوكية الآتي:
١ـ آلية الإنكار والإحساس بمشاعر اللامبالاة.
٢ـ نوبات تتراوح ما بين الاكتئاب الجسيم واضطراب ما بعد الصدمة.
٣ـ مهاجمة النفس وإيذاء الذات.
٤ـ نوبات غضب حادة أو حالات من انفلات الأعصاب.
٥ـ عدم قدرة علي النوم وكوابيس وصك للأسنان.
٦ـ اضطرابات في الأكل مثل: التناول المفرط للطعام أو فقدان الشهية العصبي والبوليميا (الشره العصبي للطعام).
٧ـ سوء تناول الكحوليات والمخدرات.
٨ـ صعوبات من الناحية الجنسية تتنوع ما بين اللامبالاة الجنسية إلى التعبير الصريح غير الملائم (فالأطفال قد يستعملون سلوكاً غير ملائما ذو طبيعة جنسية. ويقومون بأداء أنشطة ذات طبيعة جنسية مع ألعابهم).
٩ـ العزلة والخوف المتزايد وانعدام الثقة في الآخرين.
١٠ـ مستوى مرتفع من القلق والاستجابة المبالغة للمثيرات المحيطة والحساسية.
١١ـ عدم قدرة علي اتخاذ القرارات.
١٢ـ سلوك الامتثال وطاعة أي توجيهات على نحو مفرط أو إبداء سلوك التحدي، مع التناوب بين كلا السلوكين.
١٣ـ صعوبات عامة في العلاقات وفِي العمل.
ـ ضع في اعتبارك أن هذه الأعراض بشكل عام قد تكون في حالة حادة، وليس طيلة الوقت، فإن عميلاً (مريضًا) يرى معالجاً متحرشًا و/أو متعديًا عليه قد يكون وقع ضحية للتلاعب به أو تهيئته واكتساب ثقته طيلة فترة من الزمن، ولهذا فإن الإساءة الجنسية تصبح شيئا يجعلهم يشعرون بأنهم متورطين فيه وفِي حالة من الارتباك بسببه.
ـ إن التحرش الجنسي الصادر من ناحية المعالج يميل لأن يأخذ مسارًا بطيئا مثل قصة الضفدع الذي يتم وضعه في إناء ماء يتم رفع حرارته تدريجيا حتى الغليان فيموت، بدلا من وضعه مرة واحدة في ماء مغلي حيث سيقفز خارجا منها فورا. فَلَو أن الضفدع لامس الماء المغلي فإنه سيتراجع فورا. ومع ذلك فعندما يتم وضعه في ماء دافئ قليلا والذي يتم رفع حرارته ببطء حتى الغليان، فسوف يتأقلم بشكل سهل مع التغييرات في درجة الحرارة والتي تغلي حتى تؤدي لموته قبل أن يدرك ما الذي يحدث.
وتمامًا مثل هذا الضفدع، فإن بعض الناس يمكنهم أن يضعوا حدًا لما يحدث بشكل فوري ويرحلون بعيدا (في الوقت الذي يتعرضون فيه للأذى)، بينما هناك آخرون يجدون أنفسهم يواجهون سلوكا جنسيًّا غير ملائم والذي يؤكد معالجهم لهم بأنه كان علاجيا لصالح تقدمهم من الناحية النفسية. إن هذا الأسلوب قد يكون مستنزفا لطاقة الفرد على أكثر من مستوى، وهو شيء يستدعي حالة من اللوم للذات عندما يوضع التحرش والإيذاء في إطار علاجي.
القائمة التالية تشير إلى أفعال تحرش و/أو سلوكيات إيذاء جنسي قام بها معالجون بالفعل تجاه عملائهم باسم العلاج (إنها أفعال ليست جيدة بالمرة):
١ـ يسألون بشكل زائد عن الحد عن الحياة الجنسية و/أو التخيلات الجنسية الخاصة بالعميل.
٢ـ المعالجون يصفون حياتهم الجنسية الخاصة و/أو قدراتهم وتخيلاتهم الجنسية.
٣ـ يجلسون بشكل قريب على نحو غير ملائم من العميل.
٤ـ إذا كان قد واظب علي الاقتراب المتزايد مع مرور الوقت وملامسة مناطق أخرى من جسم الشخص.
٥ـ يقوم باحتضان العميل بشكل فيه تلاصق مع جسم العميل، ويقوم بالاحتضان لفترات طويلة في كل الجلسات المتعاقبة.
٦ـ يقترح التواصل مع العميل بشكل غير ملائم أو يتضمن احتضانا للمساعدة على الشفاء من الشعور بالهجر أو صدمة نفسية يصعب التعبير عنها لفظيًا.
٧ـ يقوم بعرض مواد فنية جنسية (بورنو) و/أو قد يطرح اقتراحا لعمل مساج، ممارسة نشاط جنسي ما، و/أو يتورط في عمل نشاط جنسي لأجل المساعدة في علاج أو تدريس أو تقوية العميل ونحو ذلك.
ـ تقول الكاتبة أن لديها هاجسا عن أن هذه الظاهرة تفرض نفسها بشكل أسوأ عن ما يحدث من تحرشات في أماكن العمل بالولايات المتحدة بالنسبة لهؤلاء الذين يتم التحرش بهم أو إيذائهم علي يد معالج مُسلح بكل المصطلحات العلمية التي يستعملها لتبرئة نفسه وتنحية الضحايا عن طريقه من خلال تصنيفهم مرضياً باستخدام مجموعة من التشخيصات النفسية.
توجّه الكاتبة كلامها للمريض قائلة: لو أن لديك تشخيص بمرض نفسي، فهذا لا يعني التقليل من شأن ادعائك لأجل الدفاع عن نفسك. أنت ذو أهمية وصحتك وسلامتك النفسية ذات أهمية. وبغض النظر عن ما قلته أو فعلته، فإنه ليس شيئا جيدا بالمرة لمعالج أن يمارس سلوكا جنسيا أو يتحرش أو يعتدي عليك. أبدا.
(الكاتبة هي كِمبرلي كي، أمريكية وهي الرئيسة السابقة لجمعية الإرشاد النفسي الأمريكية، وقد حصلت على الماجستير والدكتوراه في العلاج الزواجي والأسري)
ترجمة: الأخصائي النفسي أستاذ/ فادي أحمد
واقرأ أيضًا:
حدود العلاقة بين المريض والطبيب النفسي مشاركة3 / جلسات العلاج النفسي ليست خلوة / حدود العلاقة بين المريض والطبيب النفساني / هل يصح أن يتزوج الطبيب النفسي من مريضته؟؟