ما حصل في مسجد العريش يوم الجمعة 24\11\2017 وفي الساعة الحادية عشر والنصف صباحا، جريمة إبادة جماعية منكرة بحق الإنسانية وما يتصل بها من مفردات ورموز ومسميات. إنها جريمة خسيسة غادرة قام بها مجرمون محترفون مدربون ممولون، ومجهزون بوسائل حديثة ووفقا لخطة مدروسة بدقة لتحقيق الخروج الآمن، مما يشير إلى أن المنفذين على الأرجح من المرتزقة والمأجورين الذين فعلوا ما فعلوه في الدول العربية الأخرى، وقاموا بجرائم بشعة لإحداث التدمير الذاتي والموضوعي للوجود العربي وبالعرب أنفسهم.
فالجرائم الشديدة التأثير الانفعالي حصلت في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وهي تًدبّر في الدول العربية الأخرى وخصوصا مصر، والهدف منها زعزعة المجتمع ودفعه إلى دوامة الاقتتال أو الحرب الأهلية، واستنزاف الجيوش العربية وإنهاكها. والهدف المرجو من اللعبة أن يتحقق رد فعل انعكاسي انفعالي عارم، ليتم الاستثمار فيه وتعزيز التقاتل ما بين أبناء الشعب الواحد.
ففي مصر فشل السيناريو العراقي، ويبدو أن السيناريو الجزائري البشع يُراد تمريره، وخلاصته القيام بجرائم إبادة جماعية متكررة تدفع بالجيش إلى المواجهة، كما حصل في الجزائر أواخر القرن العشرين، أي أن العصابات الإجرامية والمرتزقة ربما سيقومون بمهاجمة القرى واقتراف جرائم الإبادة الجماعية الشرسة فيها، وقد تكون جريمة مسجد العريش هي البداية، فلابد من الاحتراز والحيطة الشديدة والحذر، وتوفير الحماية الذاتية وإدامة اليقظة الجماهيرية والنباهة الأمنية، فالمجتمع المتيقظ أمنيا أساس الأمن والسلام، ومنطلق القضاء على المجرمين الآثمين الغادرين أيا كان نوعهم وطبيعتهم.
ذلك أن القراءة الموضوعية السلوكية لما حصل في الواقع العربي على مدى عقد ونصف، تشير إلى أن ما يجري مبني على بحوث ودراسات واستنتاجات تمخضت عنها الحالة العراقية والليبية وأخواتها من التداعيات العاصفة في الواقع العربي. ومن المعلوم أن القوة العربية الأبية الوحيدة التي صمدت وتحدّت وحافظت على سلامة الجيش والشعب، هي الإرادة المصرية بقيادتها الحالية، وهي مستهدفة بكل أدوات وأفكار الاستهداف العالمي والإقليمي، وعلى مصر أن تضرب بيدٍ من فولاذ رأس أية محاولة دنيئة تسعى لتمزيق الشعب المصري ومنعه من البناء والتقدم والعطاء. ومن الخطأ الانزلاق نحو التفكير السائد بأن جرائم خطيرة ومروعة بهذا الحجم السافر الشنيع يمكن ربطها بعقيدة أو دين وحسب، أو كما يُشاع من تبريرات وتبسيطات وتضليلات، فالجرائم أيا كانت يمكن للمجرم أن يسوغها لنفسه، لكن الدافع والهدف الكامن هو إضعاف الجيش العربي المصري، وتمزيق الشعب وأخذه إلى ميادين الوجيع والأنين.
والأمل كبير بقيادة مصر وجيشها وشعبها، على تجاوز التحدي الخطير الذي تواجهه، ولا بد من وحدة الشعب بأكمله وتلاحمه مع جيشه وقيادته وقوى أمنه وشرطته، ليصون مصر من عاصفة الويلات المرسومة والمبيتة لها، والتي يقوم بها مرتزقة من ذوي الجرائم السابقة والمدربون في السجون والمعتقلات والمعسكرات، والممولون من أزلام التبعية والخيانة والعدوانية على العرب أجمعين!!
فهل ستكون لكم عبرة بما أصاب العراق وسوريا وليبيا واليمن يا أولوا الألباب.؟!!
واقرأ أيضاً:
القوى الكبرى تريد استثمارا بالمشاكل لا حلا لها!! / فلس - طين؟!! / الأقوياء يأخذون ويأخذون!! / الجنس والكراسي!! / إنها مصر العربية؟!!