أثارت العلاقة بين رئيس القائمة العربية المشتركة النائب "أيمن عودة"، ووزير الدفاع السابق "أفيغدور ليبرمان" الذي سقط مؤخراً في زاوية المعارضة، بعضاً من الضجر والتأفف، وذلك على خلفية سقوط "ليبرمان" بمحض الصدفة كما يبدوا، إلى جانب "عودة" الذي اعتبره أمراً بالغ الكرب، وفضّل التعبير بـ(كومة من الأحجار ولا هـ الجار)، ومن ثمّ سارع بتقديم طلب لرئاسة الكنيست بإبعاده عنه، بعد قيامه بنشر صورة عبر (تويتر)، تظهره في الكنيست يجلس إلى جانب "ليبرمان".
كنا نظنّ بأن الأمر توقف عند هذا الحدّ، لكن لم تمض عدّة ثوانٍ حتى علمنا بأن "ليبرمان" هو الذي بادر إلى مغادرة مقعده، لتجنب الجلوس إلى جانب "عودة" كونه (إرهابي)، وأن عليه الجلوس في برلمان رام الله في أفضل الأحوال.
وبرغم طلب المشرّعة "ستاف شافير" -من المعسكر الصهيوني- من رئيس الكنيست "يولي أدلشتاين" بعدم الاستجابة لطلب "ليبرمان" من الابتعاد عن "عودة" باعتباره خطوة عنصرية وتعبّر عن أمرٍ خطيرٍ، وتمس الدولة اليهودية، إلاّ أنه بقي مصرّاً على رأيه.
وبغض النظر، عمّا إذا كان أحدهما صادقاً، لكن يمكن التعليق على "عودة" فقط، بأن كان من الأفضل له، إنهاء عمله ومن معه في الكنيست فعلاً، وليس تهكماً ضد "ليبرمان" كما قال، وذلك بسبب أن وجود القائمة التي يرأسها داخل الكنيست، هو (مساوٍ) لـ عدمه، نسبة إلى سير برامج الحكومة الإسرائيلية ككل، إذ لو كان الوجود نافعاً، لما تأخرنا عن الولوج إليه- وهذا تهكماً أيضاً-.
+ + + + +
وفي موضوع آخر، كان قد أكد الدكتور "صائب عريقات" أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أثناء افتتاح مؤتمر السلام والأمن، الذى عقد في الجامعة الأردنية، بمشاركة عربية ودولية واسعة، بأن الدول العربية، لن تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، قبل تنفيذ مبادرة السلام العربية بشكل شمولي، ويقصد المبادرة العربية 2002.
لم يكتفِ "عريقات" بتأكيده هذا بمفرده، بل أردفه بتأكيدٍ آخر، باعتبار أن الحديث عن التطبيع هو مجرّد هلوسات من "بنيامين نتانياهو" رئيس الوزراء الاسرائيلي. ربما السيد "عريقات" هو في غفوة ثقيلة وغير معتادة، أو ربما أعوانه لا يبلغوه بشيء مما هو طافٍ وبحرارةٍ على السطح، وسواء رأفةً بشعوره أو قصوراً منهم، وإن كان هناك خطأ مّا، فيجب تصحيحه، وذلك بضرورة أن يعلم، بأن الظلال الزرقاء تكاد تفيض على فضاءات العرب أو شارفت على الفيض كحدٍ أدنى، ومن دون الالتفات إلى تلك المبادرة، التي لايزال يعتنقها وبشغفٍ متواصل، حتى هذه اللحظة.
+ + + + +
أكّد وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق "موشيه يعالون" بأن المعلومات المتعلقة بتهديدات الرئيس الفلسطيني "أبومازن" بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، هي تهديدات زائفة، وإسرائيل تقوم بكل التحركات ضد أعداء السلطة الفلسطينية في رام الله –حماس والجهاد- وغيرهما، ما يعني أن التنسيق الأمني، ترتد منافعه إلى السلطة الفلسطينية، وبصورة أكبر من منفعته لإسرائيل.
ليس تأكيد "يعالون" بهذا الشأن هو الأول، من بين آلاف التأكيدات السابقة، والتي صدرت عن جُلّ المسؤولين الإسرائيليين، وسواء كانوا سياسيين أو عسكريين وخلافهم، وتقريباً لا أحد يحتاج مثل تلك التأكيدات منذ الآن فصاعداً.
+ + + + +
بعد انقطاع العلاقات أكثر من 40 عاماً-، الرئيس التشادي "إدريس ديبي" يعود لرشده مبكراً، بعدما قرر كسر القواعد المتعلقة بمقاطعة إسرائيل، وإعلانه عن عودة وتعزيز العلاقات معها، بعد أن خشي فوات الفرصة، بشأن المساعدة في حلّ القضية الفلسطينية، كما قال، ولذلك فإن على الفلسطينيين الاستعداد للتصفيق.
خانيونس/فلسطين
28/11/2018
واقرأ أيضا:
الانقسامُ المؤبدُ والمصالحةُ المستحيلة / فلسطينُ ضحيةُ الحربِ العالميةِ الأولى / إسرائيل، وإعادة الردع المتآكل !