السودان دولة عربية في شمال شرق أفريقيا ذات مساحة شاسعة، وفيها وفرة من الموارد الطبيعية والزراعية والثروة الحيوانية، وقد استقلت عن بريطانيا وانفصلت عن مصر عام 1956 ، وفيها النيلان الأبيض والأزرق التي تقع عند ملتقاهما العاصمة الخرطوم، ويقسمها نهر النيل إلى شطرين، ويؤسس لواديه الغني الجميل المعطاء.
وعاشت حربا أهلية طويلة منذ ما قبل الاستقلال حتى انتهت بانفصال الجنوب السوداني عام 2011. ويتولى الرئاسة فيها عمر البشير منذ عام 1989.
والسودان أيقونة عروبية ذات شعب مبدع متنور شهم غيور محب للحرية والسلام والتفاعلات الإيجابية، والإنسان السوداني مثقف ويجيد العربية أفضل من أكثر العرب، وقدم السودان مثقفين ومفكرين وجهابذة في المعارف والعلوم، وفيه رموز ذات قيمة حضارية وفكرية بارعة وذائعة الصيت.
وقد سمعنا وقرأنا بأن فيها من الموارد ما يطعم العرب ويزيد، وفي الآونة الأخيرة اجتاحتها تظاهرات لا تهدأ بسبب الضنك الاقتصادي والجوع والفقر وتدهور أحوال البلاد والعباد، ويبدو أن الضغط يتزايد ويهدف إلى إسقاط نظام الحكم، وربما إدخال البلاد في متاهات التداعيات الجسام التي أصابت غيرها من بلاد العُرب أوطاني.
ومن المؤلم حقا أن نرقب الأحداث وهي تتفاقم والقتلى وهم يتساقطون، والحكومة وهي في مأزق لا تعرف منه مخرجا إلا بالقوة والسلاح، وكأنها تسير على ذات النهج الذي حصل في الدول العربية التي تهاوت أنظمتها وتمزق شعبها وتهجّر. وكأن نظام الحكم فيها لم يتعظ ويتعلم مما جرى في المنطقة، ويُخشى أن تنحدر السودان إلى الهاوية التي لا خروج منها ولا أمل يُرتجى، وهذا أمر على وشك الحصول والتطور والتدهور والانخراط في التفاعلات الدامية ما بين أبناء الشعب الواحد.
ولا نريد التكلم بلغة التأسي والحزن، ولكن الوجل والحذر يكتنف الكلمات، فلا نريد للسودان أن تنحدر إلى بركان الويلات وميادين الوجيع الذي أصاب البلدان العربية الأخرى، فأذهب كيانها وقوتها وبنيانها فأصبحت في مهب الريح، تتناهبها وحوش الدنيا المتكالبة على العرب. نريد السودان قوية عزيزة أبية ذات دور إيجابي بنّاء في استنهاض الروح العربية، وإلهام الأجيال بالمعاني الوطنية والقدرة على مواجهة التحديات بإرادة متماسكة وحرص على البلاد والعباد، وأن تكون مثلا يُحتذى به لرأب الأصداع ومداواة الجراح، فلا نريد نكبة أخرى ونحن على مشارف خياطة جراح نكبة مريرة.
لا نريد التئام جرح وانفتاق جراح!!
ألا يكفي هذه الأمة ما أصابها على مدى عقدٍ ونصف، ألا يكفيها دمارا وتهجيرا وترويعا وفقدان أمنٍ وأمان؟!!
ألا يكفيها السلوكيات الإفنائية التي طغت على وجودها في كل مكان؟!!
اللهم احفظ السودان من الشرور ونوّر عقول المسؤولين فيها وبصّرهم بأنفع السبل والمعالجات الشافية الواقية من كل داء، قبل فوات الآوان وفوران تنانير الشرور!!
تحية للسودان وشعبها الكريم!!
واقرأ أيضاً:
الأوطان إرادات بشرية!! / الأمة أمة والهمة همة!! / البارحَوية!! / طالبوا أنفسكم أولا يا عرب!! / أموال مهدورة وعقول مكدورة!!