لأول مرة في تأريخ المجتمعات العربية تحصل مناظرة انتخابية بين المرشحين أمام الجمهور، وكل منهم يتحدث عن نفسه ورؤيته وبرنامجه الانتخابي. وبهذا السلوك الحضاري المعاصر، تقدم تونس قدوة سياسية ديمقراطية ذات تطلعات مستقبلية إنسانية وطنية شفافة صادقة.
فالمرشحون تحدثوا وراقبهم المواطنون وأصاخوا السمع لخطاباتهم الناطقة والغير ناطقة، فوجوههم ونظراتهم وحركاتهم ومظاهرهم، كلها أباحت بالكثير عن شخصياتهم وقدراتهم ومهاراتهم القيادية، وأفكارهم وجوهر ما فيهم من الرؤى والتصورات، فالإناء ينضح بما فيه، وقد انسكب ما فيهم أمام عدسات محطات التلفزة بوضوح ومباشرة.
هذا السلوك الانتخابي لم يحصل في بلد عربي غير تونس، وهو بادرة انطلاق نحو مستقبل أبهى وأزهى، وممارسة ستتكرر وتتطور وتبلغ ذروتها ومبتغاها مع الدورات الانتخابية المتعاقبة.
ويبدو أن إرادة القائد السبسي ورؤاه المستقبلية قد أرست دعائم سلوك متحضر ومتطور في المجتمع التونسي، أوجب أن تكون تونس حاملة لمشعل العمل الديمقراطي السليم، والقادرة على صناعة مستقبلها بإرادتها الوطنية وطاقاتها الجماهيرية المتفاعلة.
تحية لإرادة الحياة الحرة الكريمة المباركة السعيدة الباهرة، المنبثقة من روح المجتمع التونسي، الذي حمل مشاعل اليقظة الحضارية منذ مطلع القرن العشرين، ولا يزال جادا ومجتهدا في إيقاظ الأمة من غفلتها واستنهاضها من كبوتها.
وفخرا بتونس الريادية الأفكار والمنطلقات، الناطقة بلسان ضمير الأمة وجوهر كينونتها، وعزيمتها الوثابة الطامحة إلى التنوير والإقدام على الإتيان بما هو أصيل وبرهان.
وستكون تونس وبها سنكون!!
واقرأ أيضاً:
الموغابية ظاهرة سلوكية متكررة!! / أحباب الخفاء وأعداء العلن!! / البشر سيح!! / كان وكانت وأمة هانت!!