كنتَ عامًا مُسْتَبيْحا ذاتَنا
وعَدُوَّا اصْطفانا كُلَّنا
بوباءٍ يَخْطِفُ الأرْواحَ جَمًّا
فَفَقَدْنا كمْ عَزيْزٍ بَيْنَنا
كُنْتَ عُدْوانا شَديْدًا فاتِكاً
بهُجومٍ لا تَراهُ عَيْنُنا
بَلْ تَرى مَوْتًا عَصوفاً جائِراً
وبَرايا عَنْ هَواءٍ في غِنى!!
مَوْتُها حَتْمٌ أكيْدٌ واقِعٌ
وبها الأيَّامُ هامَتْ بالضَنى
أيّها العامُ النكيدُ المُبْتلى
بوَجيْعٍ وخَطايا كَيْدِنا
قد مَلأناها بسُوءٍ وافِرٍ
ضَجَّتِ الأرضُ وقالتْ ها أنا
ولنا فيها مُرادٌ ُمطْلقٌ
فاقَ ما فيْها وفيْنا ضُدُّنا
قد قسوْنا وغَفَلنا أرْضَنا
أيَّها الإنْسانُ ارْحَمْ أُمَّنا
إنّها تَحْيا بخَوْفٍ دائِبٍ
وبِفَتلٍ اسْتطاعَتْ جَمْعَنا
إنْ تجاوزْنا حُدودًا فوْقَها
اسْتَشاطَتْ فأعادتْ ضَمَّنا
يا وعاءً ما عَرَفْنا حَجْمَهُ
نَحْسَبُ الدُنْيا بِناءً أوْ مُنى
ولنا مِنْها وميْضٌ خافِتٌ
وكذا سِرْنا وعشنا يَوْمَنا
وبعامٍ جاهِمٍ مِنْ غَيْضِها
أيْقَظتْنا وأصابَتْ وعْيَنا
وبما أوْحَتْ وصالتْ نَحْوَنا
زعْزعَتْنا وأعادَتْ رُشْدَنا
قَبْلَ هذا كَمْ أرادَتْ وأشارَتْ
نَبّهَتْنا فنَكَرْنا دَوْرَنا
وتَوالتْ بِنِداءٍ واضِحٍ
غَيْرَ أناّ قد غَشانا سُكْرُنا
فإذا الكَيُّ دَواءٌ آخِرٌ
وإذا نَحْنُ أخَفْنا بَعْضَنا
ومَضَيْنا بانْعِزالٍ دائِمٍ
وتَحَرّزْنا ودُمْنا بُعْدَنا
هلْ تَعَلّمْنا جَديْدًا يا تُرَى
وفَهِمْنا مِنْ وَجيْعٍ حَفَّنا؟
هَمُّها النَّفسُ تُطيْعُ طَبْعَها
وبِها الأحْداثُ أزْرى طَبْعُنا
تَتَقاسى في ذُراها صَوْلةٌ
ثمَّ مِنْها ما أخَذْنا دَرْسَنا
حالُها الدُنْيا دَؤوبٌ سَرْمَدٌ
وبها الأجْيالُ أطْمَتْ دَرْبَنا
لا جَديْدٌ بلْ قَديْمٌ عائِدٌ
هكذا نَبْقى ونَنْسى حالَنا
بوَباءٍ ووَباءٍ قادمٍ
إنّنا نَحْيا وتَبْقى أرْضُنا!!
وبأسْمالِ زَمانٍ آثِمٍ
هَلْ تَدَثّرْنا وَصُنّا حَتْفَنا؟
أيّها التاريْخُ خَبِّرْ أنّنا
ما اتْعَظْنا وأعَدْنا شَوْطَنا
كُلما جاءَتْ لجُرْفٍ هارئٍ
نَتَهاوى والسُّكارى قَبْلَنا!!
طبَّعَ الجَهْلُ نُفوسًا فاغْتَوَتْ
وتَنامَتْ وأدامَتْ هَمَّنا
تَلْعَنُ الأحْياءُ حَيًّا قادِما
وتَنادَتْ فأباحَتْ بَيْنَنا
مِنْ تُرابٍ لتُرابٍ خَطوُنا
وكذا عِشْنا تُرابٌ قادَنا!!
غابَ عامٌ، جاءَ عامٌ غاضِبٌ
وبنا الأيّامُ أفْنَتْ دَارنا!!
أيّها الوَيْلُ المُعَنَّى بالوَرى
إنّها شاءَتْ وصاغَتْ خُلقَنا
وعلى الدنيا سلامٌ إنْ قَضَتْ
إنّنا نَحْيا ومَوْتٌ سَعْيُّنا!!
فوَداعًا عامَ بؤْسٍ شانئٍ
هاجَتِ الأرْضُ فأوْهَتْ عَزْمَنا
ما لنا فيْها خَيارٌ آخَرٌ
جَذبَةٌ دامَتْ وقيْدٌ شَدّنا
يا سِوارًا مِنْ أجيجِ المُنْتَهى
وابْتداءً ما تَوانى بَعْدنا
"أيّها السَّاقي إليْكَ المُشْتَكى"
إنْ شكوْنا قد أتَيْنا شكوَنا!!
هلْ ذهبنا لأليمٍ دائِبٍ
فيَئِسْنا وحَمَلنا بؤسَنا
قلْ لخَيْرٍ دُمْتً حرًّا مُشْرِقًا
إنّ بَعْدَ العُسْرِ يُسْرًا مُزْمِنًا!!
د- صادق السامرائي
27\12\2020
واقرأ أيضاً:
أبا الزّهْراءِ!! / أمّةُ المَجْدِ!! / أمّةُ الفرقانِ!! / المَلوِيَّة!! / كَيْفَ نَرْقى؟!