ابْنُ طينٍ لازِبٍ قَيْدُ الحِسابِ
لسْتُ أدْري بَلْ أرى فيها تُرابي
لِتُرابٍ نَحْنُ نَسْعى كنِيامٍ
ومَضَيْنا خلفَ وَهْمٍ كالسَّرابِ
أيَّ فَوْزٍ غِنْمُنا والْحَيْنُ آتٍ
سَوْفَ يَطويْنا جَميْعا كالكِتابِ
مَوْجَةٌ جاءَتْ، ومَوْجٌ يَعْتليْها
وكَذا الدُنْيا تَسَلّتْ بانْقِلابِ
ما أنا إلاّ وَميْضٌ دونَ بَرْقٍ
أُبْصِرُ النورَ بعَيْنِ الاغْتِرابِ
بينَ روحي وكِياني وانْتِمائي
لنِزوعِ النَّفْسِ ذاتِ الارْتِغابِ
أتَلوّى، أتَطوّى في وِعاءٍ
أتَرَدَّى في قِناعٍ كَالْحِجابِ
يا صُراخًا شَدَّني نَحْوَ ضَراها
أوْجَعَ الروحَ بِقَهْرٍ وعَذابِ
ما لنا فيْها خَيارٌ بَلْ هَواها
وكذا الأعْمارُ ضاعَتْ في اليَبابِ
هلْ أفَقْنا؟ أمْ تَرانا في نُوامٍ؟
إنْ صَحَوْنا سَوْفَ نَشْقى باحْتِرابِ
حانَ حَيْنٌ ومَصيْرٌ مُسْتَكيْنٌ
يُورِدُ الْحَيَّ سَقيْماتَ الغِيابَ
لا تَسَلْ عَنْها وسائِلْ مَنْ دَعاها
هلْ غَدَتْ أهْلاً لامْتِحانٍ وعِقابِ؟
يا غُرابَ البَيْنِ، يا صَوْتَ المَنايا
كيْفَ جِئْنا لخِتامٍ وذِهابِ؟
هذهِ الدُنْيا هُراءٌ وابْتِلاءٌ
وانْهِزالٌ واصْطِراعٌ كالذِئابِ
قد بَكيْنا يومَ جِئْنا وبَكيْنا
حِيْنَ ساقَتْنا لحَتْفٍ كالدَّوابِ
هل وُلِدْنا وسَعَيْنا في رُباها
وقَنِطْنا يومَ أوْصَتْ بالتَبابِ؟!
د-صادق السامرائي
17\1\2021
واقرأ أيضاً:
أمّةُ الفرقانِ!! / المَلوِيَّة!! / كَيْفَ نَرْقى؟! / كُنْتَ عاماً / مُعاناةُ العراقِ!!