إمحوتب
النِّيلُ كم عظيم، قد عايَش الأحوال، وحَمَّل الخيال، ما فعلت أجيال، برحلة المصير، من بِدئِها البعيد، لمُنتَهى الأبد!
إمحوتب
هل تنظر الأيام، وتمنَحُ الزَّمان، خارطة الرَّقاء، فإننا نُعانِي، من سَكْرُة الخُسرَان، وصولة البُهتَان، فبَيتُنا مَهْجُور، ووَعْيُنا مَدحُور، بظُلمَةِ الجُحور!
إمحوتب
مَرحَى إلى بلادنا، وعقلنا وروحنا، كي نُطلِقَ الأماني، ونصنع المَعالِي، قد ثارت الحجارة، وبَكَت المَنَارة، وانهدمت قِبابٌ، وانقطعت رِقَابٌ، من شِدَّة الخَراب، بِرَأسِنَا الُمصاب، بِعَاهَة القُصور، ولَوْثَةِ الشُّرُور!
إمحوتب
أضواء مصر أَشرَقَت، أَهْرَامُها تَسَامَقَت، قبورها تَكَشَّفَت، وقَبرك المجهول، يستَوْجِبُ الحضور، في مَوْكِب القرون، وصَرْخَةِ المَكنُون، بواحة البعيد!
إمحوتب
هيَّا إلى المُعاصَرَة، فَصَوْتُك المَسْمُوع، ورأيك الموضوع، منارة السَّفَر، يا أيُّها اليَنْبُوع، لِفِكرة الإبداع، ومنهج العلوم!
إمحوتب
يا عارِفَ الزمان، يا أيُّها الطبيب، يا أيُّها الحكيم، يا أيُّها الإله، يا سَيِّد النُّهَى، يا مُبدِعَ الأَثَر، كتابك المَسْجُوع، يَستَجْمِعُ الفِكر، بِلُغَة الإبهام، ومُنتَهَى البصر، وكُلُّنا نسير، كأَنَّنَا الحُطام، في رحلة الدَّهر!
إمحوتب
تفاعَل البشر، واحْتَدَم الخطر، وذابَت العقول، بقَطْرَة النَّظر، وسَطَعَت شُمُوس، وانكشفت صُوَر، جميعُنا ببعضه، بقسوةٍ عَثر، حَيَّ على الوداع ، حَيَّ على السَّهر، لازالت الأهرام، مَوَاطِنَ الحَذَر، لم نعرف المقصود، فجَهْلُنا انتشر!
إمحوتب
يا مَالِكَ الأسرار، وجوهر اليقين، وخارِقَ الآفاق، وماحِقَ المكان، وقائد الزمان، ومَنهَج النَّظر، هل تُدرِكُ الأشياء، مواطن الدرر؟ أفكارنا حياة، وعندها الخَبَر!
إمحوتب
الطبيب أديب، أم الأديب طبيب، احتارت الفِكَر، وانطلق الضياء، من قَبْضَةِ التُّراب، وانفجر القمر، ونثَّت النجوم، إرادة الظُّفر!
د-صادق السامرائي
1\5\2011
واقرأ أيضاً:
فتَرَأّديْ! / الأرض / مِنْ ذراها* / أُمَّتِي / أَرَى