أمّة الفَجْرِ وليْلُ الأمةِ
كيفَ أضْحى النورُ مِثلَ العُتمةِ؟!
لا تَقلْ كنّا وكانَتْ أمَّتي
عَصْرُنا عَصْرٌ شَديدُ الظُلمةِ
أيْنَ أنْوارُ وجودٍ سامِقٍ
وحَياةٌ في رِحابِ الذُرْوَةِ؟
هَلْ كبَوْنا وارْتَضَيْنا رَقدَةً
أوْرَدَتنا لمَصيْرِ الفُرْقة؟
جَعَلتنا مِثلَ صَرْعى صَعْقةٍ
فانْتَهيْتا لعَميْقِ الحُفرَةِ!
أمُّنا ذاتُ عَطاءٍ وافِرٍ
وابْتكارٍ لأصيلِ الفِكرةِ
بَدأتْ مِنْها مَزايا إنّنا
وبإنْسانٍ وَسيْعِ القُدْرَةِ
كلُّ يَنبوعٍ تَنامى ارْتَوى
بمياهٍ مِنْ فيوضِ الرَوْعةِ
قد تَسامَتْ برؤاها للعُلى
وتَواصَتْ بسِراجِ الرَحْمَةِ
إنْ تخابتْ لوَجيعٍ حَفَّها
ما تناءَتْ عَنْ صِراطِ العِزَّةِ
حَدَّثَ التأريخُ عَنْها إنَّها
أمّةٌ تَحْيا برَغْمِ الشدَّةِ
بَلْ وتَبْقى في عُلاها شُعْلةً
تَتساقى بضِياءِ الحِكْمَةِ
أمّة العُرْبِ عَريْقٌ أصْلُها
يَتباهى بعَزيزِ الرِفْعَةِ
بكتابٍ ورَسولٍ قادَها
وبأفْكارِ رِجالِ البَعْثةِ
أمَلٌ فينا وفيها طاقةٌ
وحُشودٌ مِنْ جُنودِ الوَثبَةِ
رُغْمَ أعْداءٍ عليْها سابَقوا
سَوْفَ تَرْقى لعَلاءِ القِمَةِ
مَنْ وَعاها مُنذُ بَدْءٍ انْبَرى
لعَظيمٍ وجَديْدِ الصُنعَةِ
عُلماءٌ أذْكياءٌ ساهَموا
بعَطاءٍ مُسْتقيْمِ النَظْرةِ
أوْهَموا جيْلاً وجيلاً بَعْدَهُ
بضَلالٍ مِنْ صَنيْعِ الخُدْعَةِ
إنَّهمْ كانوا وكانوا قد مَضَتْ
وعَليهمْ بقبولِ النَكْبةِ
يا شِراعَ المَجْدِ يا ريْحَ المُنى
انْطوى عَهْدٌ بعَهْدِ الجَفْوَةِ
وأرانا في مَيادينِ الوَغى
فاسْتَفيقوا مِنْ سَباتِ الهِمَّةِ
كلُّ ما فيها جَميْلٌ واعِدٌ
وحَريٌّ بمَديدِ النُصْرَةِ
فَتساءَلْ عَنْ لماذا اشتَكتْ
أمّةٌ تُرْوى بفِكْرِ الصَفوَةِ
هذهِ الدُنيا لأمٍّ أشْرَعَتْ
بابَ أمْجادٍ بروْضِ القوَّةِ
فَتفاخرْ بنجومٍ أوْمَضَتْ
وأنارَتْ بدروبِ اليَقظةِ
إنَّها أمٌّ لقَومٍ أعْلنَتْ
إنّما العَقلُ طليقُ الرؤيةِ
فتعافَتْ مِنْ ظلامٍ حَفَّها
وتَواصَتْ ببناءِ الدَوْلةِ
د-صادق السامرائي
28\7\2021
واقرأ أيضاً:
هيباتِيا! / أمّة العِلم!! / القميص! / فاضَ نور! / تُحاصِرُنا الحَياةُ!!