ابْنُ رُشْدٍ وأمَّتي!!
فَيْلسوفٌ مِنْ بلادِ العَرَبِ
نوَّرَ العقلَ بفِكْرٍ يَعْرُبيْ
وطبيْبٌ وفقيْهٌ لامِعٌ
ويَرى اللُبَّ صِراطَ المَوْكِبِ
وسَليلٌ لعَليمٍ نابهٍ
ومُنيرٌ وكَنجْمٍ ألْهَبِ
جدُّهُ عاشَ شِراعاً للعُلى
وسِراجاً في دَواجي الغَيْهَبِ
زَلزَلَ الأذْهانَ أهْداها الحِجا
وبهِ فازَتْ بعِزِّ المَطلبِ
قُرْطُبيٌ إبنُ رُشدٍ أحْمَدٌ
فَلكيٌّ حاذِقٌ بالأصْعَبِ
نوَّرَ العَقلَ بعِلمٍ ساطِعٍ
وبأفْكارٍ ورأيٍّ أغْلَبِ
إبنُ رُشدٍ عَرَبيٌّ خالدٌ
وبها دامَ أصيلَ المَنْسَبِ
وحَفيدٌ لأرومٍ باذخٍ
وفَقيْهٌ مالكيُّ المَذهَبِ
شارحُ الأسرارِ في فِكْرِ الوَرى
جامِعُ الفِكْرِ بسَطرٍ أعْجَبِ
مِنْ أرِسْطو جاءَ نَهْجاً واضِحاً
يَسّرَ الفِهْمَ بقولٍ أقْرَبِ
سادَ فِكرٌ واسْتَفاقَ المُحْتَوى
وإذا العَقلُ كحَدِ القَرْضَبِ
جَعَلَ العَقلَ رَسولاً للهدى
وبهِ أبْدى كنوزَ الأحْجَبِ
قدَّمَ الأفكارَ للخَلقِ الذي
بظلامٍ وضَلالٍ أعْضَبِ
كانتِ الأقْوامُ أتباعَ الهَوى
ونُهاها كخَنوعٍ أعْطبِ
وإذا فجْرٌ أتاها راشداً
كدَليْلٍ لمَسارٍ أرْحَبِ
وكذا الغَرْبُ برُشْدٍ إهْتَدى
لابْتكارٍ وافْتكارٍ أعْذَبِ
والغزاليُّ بها ما إنْثنى
كذَّبَ النَهْجَ بكُفرٍ أنْكَبِ
بكتابٍ هافِتٍ صُنوَ الردى
زعَمَ الظنَ بسُوءِ المَأرَبِ
بَعْدَ قرنٍ جاءَ ردٌ فاحِمٌ
فنَّدَ اللغْطَ برَجْمِ الأغْرَبِ
بمَقالٍ فاصِلٍ بيْنَ الرؤى
نقَضَ القولَ برأيٍّ أثقَبِ
اعْمِلوا العَقلَ فعَقلٌ قائِدٌ
وابْعثوا الروحَ بنَصٍ أعْرَبِ
ولنا التأويلُ حقٌ واجِبٌ
كلُّ عقلٍ فيهِ بعْضُ الأصْوَبِ
فابْعِدِ الإجْماعَ عن صَوْتِ النُهى
ربَّما الإنسانُ فيها كالنَبي!!
أشرَقَتْ أنوارُ رُشْدٍ وارْتَقَتْ
وربوعُ الرُشدِ جارَتْ بالسَبي
عَذّبوا شَيْخاً جَليلاً سامِقاً
أحْرَقوا فِكراً بنارِ الأجْدَبِ
حَشّدوا الناسَ لرَجْمٍ آثمٍ
أوْهَموهمْ بالضَلالِ الأكْرَبِ
هجَّروا روحاً أبيَّاً صامِداً
واسْتعانوا بعَدوٍّ أجْرَبِ
في "اليْسانهْ" تَوارى حائِراً
زَنْدَقوا كَوْناً بنورِ الكَوْكَبِ
إنَّهمْ ماتوا وعاشَ بَيْننا
إبنُ رُشْدٍ مُسْتهابَ المَنْقَبِ
في رسومٍ وسطورٍ اغْتَنتْ
بجمانٍ مِنْ خَريْدٍ أخْصَبِ
مِحْنةُ الأجْيالِ في سِفْرِ الألى
سَبَقوها وبجيْلٍ مُشْغِبِ
فتراهُمْ لمَناراتِ المُنى
قد تَنادَوا لافْتِراسٍ أسْغَبِ
وبها الدُنْيا أنالتْ شأوَها
وتَمادَتْ بالبَقيلِ الخُلّبِ
أمّةُ الرُشْدِ برُشْدٍ أرْشِدي
فرَشيْدُ القومِ حَقُّ المَنْصَبِ
د-صادق السامرائي
8\1\2022
واقرأ أيضاً:
كَيْفَ نَرْقى؟! / قيامة كورونا!! / بَيارِقُ القوَّةِ!!