أمَّتي فوقَ مَرامِ الهَجْمَةِ
وبها العَقلُ عَريْقُ القدْرَةِ
كُنهُها "اقرأ" وفيها كَوْنُها
ومَنارٌ لمَدارِ العِزَّةِ
أيُّها الداعونَ سَعْياً للدُنى
إنّها الأعْلى وفَوْقَ القِمَةِ
اعْرِفوا نبْعَ تُراثٍ مُشْرِقٍ
ومَسيْراً بأوانِ القِوَّةِ
وانْهَلوا مِنها عُلومَ المُرْتَقى
وجُماناً مِنْ بَديْعِ الفِكْرَة
واصْعَدوا نَحْوَ رؤاها المُبْتَغى
بوثوبٍ ودَوامِ الثِقَةِ
سَكنَتْ روحٌ لتَرْعى بَعْدَها
قوةً فيها جلالُ الرَوْعَةِ
ما هُزمْنا بلْ عَزمْنا للمُنى
بشبابٍ مُسْتقيدِ الهِمَّةِ
إنّنا نَحْيا ونَرْقى كلّنا
لعَلاءٍ بوَديعِ الأُلفَةِ
يا رؤى كَونٍ بقلبٍ أودِعَتْ
نَصَرَ النورُ لهيبَ الشُعْلةِ
فتَمادَتْ بسُطوعٍ باهِرٍ
وأضاءَتْ ظُلماتَ الحِقْبَةِ
مِنْ شَذى فِكْرٍ وعِلْمٍ زاخِرٍ
نَهَلتْ فيْضَ زلالِ الحِكْمَةِ
وعلى الآفاقِ نَثّتْ عِطرَها
وأريجُ الذاتِ فاقَ الزَهْوَةِ
يا إمامَ الصادِقينَ المُحْتوى
هلْ غَشاها زَمَنٌ كالعَثْرَةِ؟
يَشهَدُ التأريخُ قادَتْ أمَّتي
أمَمَ الأرضِ لفَجْرِ اليَقظةِ
(فلماذا إسْتَهانَتْ بتُراثٍ)
وبأمْجادٍ بليلِ النَكْسَةِ
حَرْبُها تَبْقى ونَصْرٌ حَفّها
فمَصيرُ الأمْرِ رَهْنُ الخَتمَةِ
إنّها تَحْيا بعَصْرٍ حاضِرٍ
وأجادَتْ ما بكُنهِ الصُنْعَةِ
لا تَقلْ غابَتْ ومِنْها إنّنا
وكذا الأيّامُ صَوْتُ الجِدّةِ
فأراها أمَّةً فيها النَجا
مِنْ سقوطٍ بعَميقِ الحُفْرةِ
ما تَهاوَتْ أوْ تَداعَتْ للضَنى
أشْرَقَتْ رُغمَ شديْدِ العُتْمَةِ
ولها كلُّ جَديْدٍ رائدٍ
وأصيلٍ ببلادِ القِدْوَةِ
فَخْرُنا هيَّ ومِنْها نَبْعُنا
وعَليْنا بوثاقِ العُرْبَةِ
لا رَثاءٌ ونَحيْبٌ صاخِبٌ
لا بَديعٌ بمِدادِ الدَمْعَةٌ
لا نَديبٌ وخِطابٌ يائِسٌ
بَلْ عَطاءٌ مُسْتقيمُ الجُمْلةٍ
مُفْرَداتٌ فَوْقَ سَطرٍ أوْجَعَتْ
قلبَ أجْيالٍ بعِزِّ الذِرْوَةِ
لا تَقولوا قد هَدَمْنا صَرْحَها
وأقَمْنا مَأتَماً للفَرْحَةِ؟
أيّها الشاكونَ أنْتمْ داؤها
وَوَباءٌ ومَريرُ العِلّةِ
فانْظروا أمّاً شَموخاً اسْمها
وبها دينٌ وضادُ اللغَةِ
هكذا عاشَتْ وأنتمْ ضدَّها
فابْعدوا عَنها سِهامَ الغُلةِ
يا شبابَ العُرْبِ هيّا للعُلى
ارْفَعوا راياً مَديدَ الهَيْبةِ!!
فبكمْ تَحْيا وتَرقى سامِقاً
ولكمْ مِنها مَعينُ النَجْدَةِ
فهنيئاً لجُموعٍ أوْغَلتْ
بمَجيْدٍ وتليدِ الرؤيةِ
واقرأ أيضاً:
ابن رشد وأمتي / الطائشية!! / نَخْوَةُ المُعْتَصِمِ!! (1-3)