وحوشُ الغابِ مَطلوقٌ شَراها
فلا تَعْتَبْ على شَرَهٍ حَداها
بها دولٌ مُكَبّلةٌ ببَعْضٍ
تُسيِّرُها كما شاءَتْ رؤاها
عَجائِبُ خلقِها ناءَتْ بقَهْرٍ
ومِنْ وجَعٍ إلى وجَعٍ خُطاها
تَعذَّر عَدْلها والظلمُ نَهْجٌ
وقانونٌ تُترْجمُهُ عُتاها
وإنّ الدينَ مَرْهونٌ بكَسْبٍ
وتَخنيعٍ لِمَنْ رَهَنتْ نُهاها
فلا عَقلٌ بدائرةِ التَعادي
ولا حُلُمٌ يُعالجُ مُهْتواها
كَساجعَةٍ على أيْكِ ابْتهالٍ
تُخاطبُ مَن تَداعى في رُباها
قويٌّ عادلٌ والجَورُ عَدْلٌ
وبُرهانٌ لطاغيةٍ دَعاها
تُعلمُنا الحَوادِثُ ما أرادَتْ
وتَرْهَننا بمَجْهولٍ قِواها
وتَسْجُرُنا بتَنّورٍ لهوبٍ
وتَمْحَقنا فَهَلْ بُتنا غَضاها
حُروبٌ في مَواطِننا اسْتقادَتْ
وحَفَّت عالماً يَخْشى ضَراها
مَتاهاتُ البرايا دونَ حَدٍّ
تَسيرُ بها وما ألقتْ عَصاها
وما وَصَلتْ لأرْصفةِ انْتشالٍ
ولا غَطسَتْ بأعْماقٍ مُناها
على أفقٍ من الوَيلاتِ دامَتْ
يُوشِّحُها بداميةٍ مَداها
فَهلْ جلبَتْ لنا خَيْراً وفيراً
وهلْ بَرزتْ وما أغْرَتْ عِداها؟
تَصيّدَ غادرٌ بديارِ غَفلٍ
حَبائلهُ أصابَتْ مُبْتعاها
شرائعُ قوةٍ فَرَضَتْ مُراداً
وأوْقعَتِ الخَطايا في أساها
تَشرْنَقَ واعِدٌ وهَوى خَبيرٌ
وكُلّ صَغيرةٍ بلغَتْ سُعاها
تُلازمُنا عَقابيلُ امْتِهانٍ
وتَدْفَعُنا كما رَسَمَتْ حَجاها
على وَطنٍ بهِ الأوطانُ ضاقتْ
عَفاريتٌ تَداعَتْ فاحْتواها
واقرأ أيضاً:
عزة النفس!! / الإبداع الصَدَوي!! / تايوان والدنيا!!